أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - محمد البدري - في ذكري عيد عمال مصر















المزيد.....

في ذكري عيد عمال مصر


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 09:46
المحور: ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    


ارتهن الفكر اليساري لمبدأ التغيير كحتمية وجودية لا شريك لها في ادارة هذا الكون. فالديالكتيك يؤدي دوما وبدون استثناء للتغيير عملا بقاعدة التطور عبر جدلية الصراع للعناصر الداخلة في التفاعل اجتماعيا او بيولوجيا او فيزيائيا. وفي السياسة ظلت فكرة دكتاتورية البروليتاريا كنهاية للتاريخ حجر عثرة امام فكرة التغيير وتعطيلا لقانون الجدل. ولا حل لتلك الاشكالية الا بتقدم الفلسفة بناء علي تطور المعرفة وقوي الانتاج والعمل لظهور الجديد لتجاوز فكرة الدكتاتورية التي هي الجمود وليس الجدل.

اما في المجتمعات الدكتاتورية، مصر نموذجا، فان النظام الحاكم لكل قوي المجتمع افرز عجبا مكانه الطبيعي في المتاحف كحفرية من حفريات التاريخ. فكما يشترك المتحف مع القبر في الصمت والسكون سكت الجدل ايضا في حياه المصريين لاكثر من نصف قرن. حدث مؤخرا أن خرجت قيادات عمالية لتشن هجوما حادا علي د. البرادعي بسبب مطالبته بالتغيير وبالغاء نسبة العمال والفلاحين في مجلس الشعب؟ رغم ان الرجل بدأ مطالبه بتغيير المواد المانعة للمصريين من حكم انفسهم.
قاد الهجوم رئيس اتحاد عمال حلوان واحد قيادات حزب التجمع اليساري الاشتراكي الوحدوي. الافدح انه في خطابه اعلن تاييده ومساندته لحسني مبارك الرئيس الحالي بحجة انه الضامن لحقوق العمال وثورة يوليو!!! وسخر من البرادعي قائلا " البرادعى بيهرج.. ونحن القيادات العمال سايبينه لما يخلص الفيلم الدائر بتاعه بمزاجنا.. وبننتظر النتيجة".
وفي نفس الوقت لم يحدد لنا نقيب وممثل البروليتاريا القيادي العمالي الملتحف بثورة يوليو الانقلابية والذي ادبته ثورة يوليو فاحسنت تاديبه باعدام اثنين من القيادات العمالية بعد شهرين من قيام الانقلاب، لم يحدد الرجل اي افلام يمثلها البرادعي علي الشاشة البانورامية في حياة المصريين. فمنذ أن فرضت حركة يوليو قطيعة سياسية على المجتمع المصري مع التراث الليبرالي وحق الطبقات في تشكيل احزابها بحل الاحزاب المصرية، لم يعد لاحد من غطاء يحميه من بطش السلطة واصبح الجميع في موضع التهديد، وتم سحب الاعتراف باي قوي سياسية الا ضمن تحالف قوي الشعب العامل في التنظيم الشمولي الدكتاتوري. ادخلت سلطة يوليو العمال الي مجلس الشعب وجعله سورا حديديا علي النمط السوفيتي. فلم يعودوا عمالا وفلاحين انما شبه مسخ رث في مجلس يصفق ويرحب ويشجب واخيرا يتسول حقوقه من النظام الذي انعم عليه بالجلوس في معيته. فرغم ان الزعيم والقائد كان يفضل منطقة حلوان بعمالها كانسب مكان للقاء عمال مصر ليفرغ ما في جوفه من حقد وضغينة وسباب وشتائم للامبريالية وللراسمالية المستغلة والاستعمار وعملائه في الداخل، انقطعت صلة عمال مصر الناصرية بالعالم وتوقف نمو قدراتهم الانتاجية وقدراتهم الفكرية وتعاملهم مع مستجدات التكنولوجيا والعلم.
لكن مشهد المسخرة اليسارية الحقيقي التي اداها ممثل العمالة الرثة لنظام يوليو جاء في قوله بان مطلب البرادعي بتعديل الدستور يعد «تهريجاً سياسياً» لان هذا التعديل يهدف لافقاد الغالبية العظمى من المصريين لكثير من حقوقهم السياسية والاقتصادية .. !!! ولم تمر ايام حتي تظاهر عمال كثيرين امام مجلس الشعب مطالبين برفع الحد الادني للاجور باكثر من خمسة اضعافه الحالي. فماذا كان يفعل السيد العضو النقابي الحزبي المتمرس سياسيا في غرف نوم اليسار وغرف ودهاليز مجلس الشعب بعد تمثيله فيه لاكثر من نصف قرن؟

فبعيدا عن الاشخاص او الرموز التي هي زائلة ولا يبقي سوي واقع الحال ذو الجلال والاكرام وما يتحقق فيه، فان التظاهرات باتت يومية في كل مواقع العمل وتطالب بحقوق هي لا ترقي لادني المطالب الحقوقية لاي فئة في بلاد الرأسماليات الضخمة منذ قرنين من الزمان. فمطالبهم عمال مصر أمام مجلس الشعب لا تعدو سوي تسولا من السلطة، وليس اعادة للتفوض بين مالك راس المال وقوي العمل المتعاقد معه. فالفارق ليس فقط في حجم العوائد او الفوائض التي يتقاسمها صاحب العمل مع العاملين (بغض النظر عما في التقسيم من عدالة او ظلم) في بلد كمصر غابت عنها طويلا القيم الليبرالية الراسمالية، انما ايضا في طبيعة الطبقة العمالية ومدي وعيها ونوع خطابها السياسي الرث والمهترئ والذي يقترب من التهريج والتسول منه الي الخطاب السياسي او النقابي الواعي بمصالحه، رغم وجود حزب يحمل صفة اليسارية إضافة لنواب العمال في المجلس الموقر. ويكمن الفارق ايضا في نوع الطبقة الحاكمة التي يستظل في ظلها يوم لا ظل الا ظلها كل من مالكي هياكل الانتاج وطبقة العمال والفلاحين حيث تمتد الرثاثة الرحيمة اليهم جميعا. فليس غريبا اذن ان نجد العضوية في حزب التجمع اليساري الوحدوي قد انخفضت الي حوالي العشر بل ويطالب البعض منهم بادخال الشريعة الاسلامية في القوانين!!!!!!!
بسبب كل هذه التراكيب والكراكيب الاجتماعية والسياسية فاننا نجد الخطاب الديني هو البديل عن الخطاب النقابي للبروليتاريا الرثة مع غياب تام لخطاب عقلاني فلسفي من اصحاب العمل ومؤسسات الدولة، حيث نجد الثري منهم يصل بسيارته المرسيدس آخر موديل الي المسجد ويدخله متوضئا طاهرا من ذنوب لا تقنين لها تحت اي ايديولوجيا، ليقف في خشوع مصليا ومستمعا لخطيب المسجد القادم من سقط الريف ورثاثة المدن، وفي افضل الاحوال من خريجي الازهر حيث تتم عملية تفريغ ثم التهام وابتلاع لنصوص من زمن المقايضة والتجارة بالدراهم والسفر بالابل والانعام وتقسيم الغنائم وفقه الجواري والاماء. في مساجد مصر يجتمع كل انواع البشر من عمال وفلاحين وموظفين وتجار وراسماليين وبعض من رجال الادارة والسلطة ايضا. انه مجلس شعب غير رسمي ومواز للمجلس النيابي. انه اتحاد اشتراكي جديد او ربما تجديد للدماء القديمة التي هزمتها حروب ونخر فيها الفساد.

علي ابواب مساجد مصر يخلع الجميع عقولهم واحذيتهم وفي مجلس الشعب يخلعون افكارهم وايديولوجياتهم وانسانيتهم ويعود الجميع كما ولدتهم امهاتهم عقليا لا يفرقون بين الخرافة والحقيقة وبين الدجل والحكمة وبين السياسة وفقه التمثيل النيابي.
الكوكتيل الطبقي في مصر هو اقرب الي حالة البلازما حيث السيولة المفرطة. وتبادل كل شئ كما يحدث في انابيب الغازات المضيئة. فالفساد الذي يجري مجري الدم بين طبقات المجتمع هو الضامن للتماسك الاجتماعي حيث يبدع الجميع في اكتشاف الطرق لانجاز مصالحهم اليومية.ويظل السؤال الحائر دون اجابة، كيف يتظاهر العمال امام مجلس الشعب مهددين باقتحامه وهم يشكلون نصف عضويته؟!!

في الولايات المتحده قامت ثورة كبري شعارها "لا ضرائب بدون تمثيل" منذ ذلك اليوم اصبحت الضرائب لا تؤخذ فقط من الشعب لكن لتعود اليه في شكل خدمات ورعاية كان آخرها مشروع التامين الصحي الذي وافق عليه المجلسين النيابيين الخاليين من العمال والفلاحين، بل كلهم من االراسماليين العتاه. وهو ما يعطي مؤشرا الي ان من يمثل المصريين في مجالسهم النيابية لا علاقة لهم بالشعب بل ان جميع الطبقات كانت خارج التمثيل النيابي.
اما ما يدعو للضحك ان احد نواب الاخوان المسلمين – اليمين المنتمي للعصور الوسطي - وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين (الجماعة المحظورة) فقد أعلن تضامن الجماعة التام مع العمال الذين أعلنوا دخولهم في اعتصام مشترك مفتوح أمام المجلس حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم المشروعة. الم نقل انها حالة من البلازما او ربما المسخ الاجتماعي حيث لا ملامح فيها ويختلط احط انواع اليمين الديني مع من كانوا يسارا قبل الثورة المباركة ولا نعرف لهم من ملمح الا بركوب كل افاق زنيم موجه المطالب الاجتماعية او ضربهم ابنائهم بالرصاص من نوابهم داخل المجلس الموقر.

عمال مصر متمسكون بالتمثيل داخل المجلس مثلما تمسك عثمان بالقميص الذي البسه الله له فتم قتله واخلعه اناس اياه عملا بقاعدة التغيير، بينما عمال مصر يرفضون خلع نوابهم من مجلس الشعب او ممثليهم في الاحزاب والنقابات الكارهين للتغيير. سخر عثمان من الناس فسخرت منه الناس، ولم يحقق رضا الله عنه أي مردود عليه. فلحقت به صفة أفسد الخلفاء الراشدين، فما بالنا ونحن امام سلطة لم نسمع اطلاقا ان الله قد رضي عنها طوال اكثر من نصف قرن وعمال خارج التصنيف الطبقي ويمتطي موجتهم اليمين الديني والفساد السياسي داخل المجلس الذين يمثل العمال والفلاحين نصف نوابه.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الصدق من قيم الاسلام؟
- نجاسة الطائفية في الجامعة
- رد علي عبد المنعم سعيد
- القطيعة مع اهل الهولوكوست
- مكاسبنا الانترنتية
- نظامنا في القرن الجديد
- ذَلِك عبد الناصر ... أنا تؤفكون
- ثقافة ال -تحت-
- لماذا رضي الله عنهم
- قرار منعه تحت جزمته
- الشريعة ومرجعية الجاهلية
- يكفي ان اسمه الحوار حتي نقدم له التحيه
- هكذا تحدث السويسريون
- قياسات حداثية
- تشويه العالم من اجل الاسلام
- ماذا بقي للاسلام ؟
- الجنس والمرأة وهوس المتخلفين
- الخروج الآمن للرؤساء
- النقاب ... نفاية ما قبل الحضارات
- أحزاب مصر السياسية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - محمد البدري - في ذكري عيد عمال مصر