أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - عطا مناع - الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!














المزيد.....

الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2938 - 2010 / 3 / 8 - 22:26
المحور: ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل
    



هو الثامن من آذار شهر الشعارات والتحيات والابتسامات والتغزل بالمرأة الفلسطينية عماد الأسرة الفلسطينية والأسيرة والشهيدة والعاملة والمناضلة، نعم تستحق منا المرأة الفلسطينية والعربية الاحترام والتقدير، ليس لأنها نصف المجتمع كما يقولون، وليس لأنها تهز العالم بيمينها وهي تهز السرير بيسارها كما قال نابليون، ولا لكل ما قاله التاريخ البشرى والديانات السماوية، فاستحقاق المرآة الاحترام والإنصاف يأتي من كونها جزء أصيل من تاريخ الإنسانية ومكون أساسي لمجتمعاتها.
في الثامن من آذار تقام الأفراح والليالي الملاح، فتنظم الاحتفالات وتكتب المقالات وقصائد الشعر وتحظى "المحظوظات" من النساء العربيات على عطلة مدفوعة الأجر بهذه المناسبة، وبالطبع هناك من يعتبر أن الثامن من آذار بدعة ويجب محاربتها كما المخدرات، وهناك من يعتقد بمجاراة هذه المناسبة اليتيمة التي تطل علينا في آذار الشهداء ليوم واحد لتعود الحياة لطبيعتها، وهذا مربط الفرس.
وقد يتمثل مربط الفرس بالحديث عن القمع المركب التي تعيشه المرآة الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وابرز مظاهر القمع الذي تشهده المرآة سياسة التمييز في الوظائف والتعامل معها من قبل بعض رجال الدين المسلمين بدونية غير مسبوقة، وما الفتاوى الصادرة عن بعض الملوثين ممن يعتبرون أنفسهم رجال دين إلا دليل واضح على عمق الأزمة واتساع الفجوة، وتعتبر الفتوى الشاذة التي نادت بإرضاع المرآة لزميلها في العمل دليل صارخ على عقم الفكر المنادي بحقوق المرآة، وبالطبع هناك من أفتى بعدم الاختلاط وضرورة الفصل بين الرجل والمرأة، والمشكل أن غالبية هؤلاء يتسابقون على زواج الأربع والزيجات الشاذة والغير متناسبة لنجد كهل في الثمانينات من عمرة يعقد قرانه على طفلة لم يتجاوز عمرها العشرة سنوات.
هي حقائق تميط اللثام عن المفاهيم القبلية العربية في التعاطي مع المرأة، إنها من وجهة نظر المجتمع ملكية خاصة، لدرجة أن البعض المسلم مارس الطقوس الهندوسية في التعاطي مع زوجته أو زوجاته، وتشير الدراسات التي قامت بها المؤسسات الفلسطينية التي تعنى بحقوق المرأة إلى ارتفاع جرائم القتل على خلفية الشرف، وكان عام 2010 الأخطر على هذا الصعيد حتى سجلت الأشهر الماضية سبعة حالات قتل منها خمسة حالات على خلفية ما يسمى بالشرف، ويعتبر هذا العدد كبير مقارنة مع العام الذي سبقه.
حال الدول العربية ليس بحالنا، فالقضية محكومة بالتقاليد البالية وتشجيع بعض رجال الدين وعدم وجود قانون يتعامل مع هذا النوع من الجرائم بأحكام قاسية، وفي فلسطين ظهرت مؤخراً أصوات تطالب بإلغاء مواد تتعلق بالحكم المخفف في ما يسمى بجرائم الشرف وخاصة أن السلطة الفلسطينية تطبق قانون العقوبات الأردني المعمول بة قبل عام 1967، وقد بادرت دول عربية ومنها سورية التي لغت تشريعا يعفى مرتكبي هذه الجرائم من العقاب.
لا يجوز التعامل مع الثامن من آذار كديكور لاستعراض العضلات الفكرية، لان واقع المرأة العربية وبالتحديد الفلسطينية كارثي، وفي فلسطين التي يفترض أنها تخوض مرحلة تحرر وطني خاضت المرأة الفلسطينية غمار النضال على مدى سنوات الاحتلال وخلال الانتفاضات الفلسطينية المتعاقبة واستطاعت أن تتغلب على الثقافة السائدة في المجتمع الفلسطيني ولكن إلى حين.
المشكلة مركبة ومعقدة ولا يمكن تكثيفه بالجرائم على خلفية الشرف فقط، إننا بصدد ثقافة متأصلة عمادها الشعوذة والدجل ببعض الاستثناءات، ثقافة تشرع التناقضات وتمنعها، تلك هي الثقافة المشوهة التي تسمح للشقيق باغتصاب شقيقته أو اعتداء الأب على ابنته، وهي الثقافة التي يتحول فيها المعتدي إلى حاكم والغريب أن المرآة في مجتمعاتنا تتستر على الجريمة حفاظاً عن الشرف المزعوم وتصل الأمور إلى حد أن المرأة تنفذ حكم الإعدام بالمرأة، هذا هو القمع المركب.
لا زلنا نتعامل مع الثامن من آذار كاحتفال كرنفالي للتأكيد على ديمقراطيتنا المزعومة، ولا زلنا نتباهى بإعطاء المرآة حقوقها، وقد قامت الدنيا ولم تقعد لان المرآة دخلت عالم التاكسي، وكأننا أحدثنا اختراق في الواقع متناسين أنها قفزة في الهواء لأنها لم تأتي ضمن السياق الطبيعي للتطور الثقافي وإنما حاجة اقتصادية، وقد يعزز هذا الفهم من الخطاب السائد نظرياً حول حقوق المرآة ولكنة لن يغير في حقيقة الأمر شيئاً.
هي منظومة ثقافية وفكرية تتعلق بالشعوب العربية، وما نتباهى بة من إسقاطات في التعامل مع قضية المرآة سرعان ما يزول في التاسع من آذار وتعود الطبيعة الى ذاتها، وتطل من جديد المفاهيم التي تتعامل مع المرآة من منطلق الجنس لا اكثر، فالمراة في نظر الغالبية في وطننا العربي الكبير "أداة للمتعة" وهذا يفسر وبوضوح حالة الضياع التي يعيشها الشارع العربي الذي أصبح مستنقعاً للانحراف والزيجات المتناقضة مع السائد من القيم المتناقضة مع نفسها، القيم التي تقتل المرآة وتتاجر بها ببعض الدراهم.
وفي حضرة الثامن من آذار لا نستطيع إلا الوقوف باحترام لنضالات المرآة أيا كان تواجدها، وخاصة في فلسطين المحتلة حيث الآلاف الأسيرات والشهيدات اللواتي ضربن مثالاً حقيقيا في الانتماء إلى الوطن الذي يفترض منة حماية المرآة من الاستغلال الذي تمارسه بعض المؤسسات الأهلية التي تطرح البرامج بهدف التمويل فقط، البرامج البعيدة عن إحداث تراكمات تؤدي لتغيرات في الواقع المعاش الذي لا يتعامل بشرف مع المواطنين الشرفاء.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
- دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
- سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
- كيف الحال يا قدس
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
- الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع
- الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
- عن الجنس المحرم
- عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل
- غزة والضفة والموت المجاني
- مذكرات فاسد:الورقة الثالثة- سفينة نوح


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- نظرة الى قضية المرأة / عبد القادر الدردوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل - عطا مناع - الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!