أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - مختار ملساوي - دفاعا عن عقول أطفالنا ضد تخلف المناهج التربوية، التربية الإسلامية نموذجا 4















المزيد.....

دفاعا عن عقول أطفالنا ضد تخلف المناهج التربوية، التربية الإسلامية نموذجا 4


مختار ملساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 08:55
المحور: ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
    


غزوة أحد
من خلال دراستنا للدروس السابقة تبين لنا أن لجوء المؤلفين للكثير من الانتقاء والتحيز لأحداث تاريخية على حساب أحداث أخرى، قد نزع عن هذه المعالجات قدرا كبيرا من الموضوعية.
حاولنا أن نقارن بين الكيفية التي عولجت بها هذه الواقعة التاريخية في هذا الكتاب المدرسي مع الكيفية التي عولجت بها في موسوعة ويكيبيديا العالمية مثلا. هذه الموسوعية توخت قدرا كبيرا من الموضوعية من خلال عرض مختلف الروايات حول نفس الحدث.
نقرأ في موسوعة ويكيبيديا نقلا عن أهم مصادر التاريخ الإسلامي: " وقعت (معركة أحد) في يوم السبت، السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة والتي تصادف 23 مارس 625 م، بين المسلمين في يثرب بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأهل مكة وأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة. كانت قوة المسلمين تقدر بحوالي 700 مقاتل وقوة أهل مكة وأتباعها تقدر بحوالي 3000 مقاتل من قريش والحلفاء الآخرين وكان في الجيش 3000 بعير و200 فرس و 700 درع وكانت القيادة العامة في يد أبي سفيان بن حرب وعهدت قيادة الفرسان لخالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل" .
بينما اكتفى الكتاب بنصف سطر "كانت في شهر شوال من العام الثالث للهجرة". دون الإشارة إلى قوات الطرفين بنية مبيتة وهي محاولة التغطية على الأخطاء الحقيقية المرتكبة من طرف قائد جيش المسملين والدخول في معركة بدون استعداد مادي ومعنوي مناسب.
هذه المرة غابت الإستراتيجية الحربية التي يكثر التشدق بها عند التطرق لغزة بدر، وجاءت المعالجة عبارة عن حكايات باهتة تبريرية متهافتة وهدفت إلى رفع المسؤولية عن القائد (الرسول) ومحاولة تحميلها لغيره مثل الخطأ المرتكب في الخروج إلى قريش:
"وكان من رأي الرسول صلى الله عليه وسلم وعدد من الصحابة أن لا يخرج المسلمون إليهم، بل يتحصنون في المدينة، فإن هاجمهم المشركون صدوهم عنها."
وإلقاء المسؤولية على المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أبيّ بن سلول، حيث جاء في هذا الكتاب:
"وفي منتصف الطريق تراجع عن المسلمين فريق من المنافقين"، وقد أشير في مكان آخر من الدرس إلى "انسحاب عبد الله بن أبي زعيم المنافقين وجماعته من جيش المسلمين باعتباره عملا ينطوي على الخيانة والغدر".
وهذا الكلام يتناقض مثلا مع ما روي عن غزوة أحد (موسوعة ويكيبيدا نقلا عن أهم مصادر التاريخ الإسلامي) حيث جاء "فإن الأنصار وعبد الله بن أبي بن سلول كانوا يرغبون بالبقاء بالمدينة والدفاع عنها وكان هذا الرأي مطابقا لرأي الرسول محمد الذي فضل ألا يخرجوا من المدينة بل يتحصنوا بها حيث إن الرسول وحسب بعض الروايات أخبر المسلمين عن رؤيا رآها قال: إني قد رأيت والله خيرًا، رأيت بقرًا تذبح، ورأيت في ذباب سيفي ثلمًا، ورأيت أني أدخلت في درع حصينة» وتأول البقر بنفر من أصحابه يقتلون، وتأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته، وتأول الدرع بالمدينة".
ثم تذكر الموسوعة أيضا "وتحت ضغط التيار الداعي إلى الخروج إلى قريش وفي مقدمتهم حمزة بن عبد المطلب، قام الرسول بلبس ملابس الحرب وخرج المسلمون ولكن عبد الله بن أبي بن سلول وهو سيد الخزرج ورئيس من أسماهم المسلمين بالمنافقين قرر أن يعود بأتباعه إلى المدينة وكانوا، واستنادا إلى سيرة الحلبي، 300 مقاتل وناداهم بقوله: ارجعوا أيها الناس عصاني وأطاع الولدان و ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس".
بينما أشار الكتاب المدرسي إلى ذلك بهذه العبارة: "ولكن بعض الشباب من المهاجرين والأنصار، وخاصة من لم يحضروا معركة بدر تحمسوا للخروج إليهم ومنازلتهم في أماكنهم، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند رأيهم، تأصيلا لمبدأ الشورى"
فهل كان هذا الرأي هو رأي أغلبية الصحابة؟ وعليه كيف نفسر انسحاب عبد الله بن أبي ومعه حوالي 300 محارب في منتصف الطريق؟ ولماذا لم يعد المسلمون النظر في قرار الخروج؟
هل كان المسلمون يعرفون هذه الحقائق حول مدى استعداد قريش عدة وعددا؟ في حالة معرفتهم بذلك فقد كان خروجهم مغامرة غير محسوبة العواقب، أما إذا لم يكونوا يجهلون ذلك فالطامة أكبر. وحسب ويكيبيديا دائما نقرأ "واستنادا إلى سيرة برهان الدين الحلبي فإن عم الرسول العباس بن عبد المطلب أرسل رسالة إلى الرسول فيها جميع تفاصيل الجيش"
وحتى في غياب الرسالة فإن جيش قريش لم يكن بعيدا عن عيون المسلمين وكان من السهل تقدير قوته وهو على بعد 3 كلم من مدينتهم.
هل يعقل أن يتهم أكثر الناس عقلانية بالنفاق بينما يتم السكوت عن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها قائد المسلمين الذي أوهم الناس بانتظار المدد الإلهي؟
مكان المعركة كان على مشارف المدينة على بعد 3 كلم فقط وكان يمكن العودة إليها والتحصن بها. فهل كان محمد هو الآخر قد صدق خرافة المدد الإلهي التي اخترعها لترجيح الكفة لصالحه بعد أن فاتته المبادرة باختيار المكان في بدر وهو النبي الموحى إليه، قبل أن ينبهه الحباب بن المنذر. ولماذا لا يكون موقف هؤلاء (المنافقين) هو الأصح والأعقل والأرشد، بعد أن حاولوا ثني القوم عن هذه المغامرة غير محسوبة العواقب، أو بأسلوب عصرنا، كانت تفتقد عنصر التحضير الجيد، خاصة بعدما سبقتهم قريش إلى ساحة المعركة؟
بينما نقرأ في هذه الموسوعة أنه من بين أسباب الهزيمة:
"عدم نشوء فكرة فصل الرسالة الإسلامية عن شخص الرسول محمد فقد فر من المعركة أقرب المقربين إلى الرسول بعد سماعهم صرخة (الشيطان !!!) (بأن محمدا قد قتل) وأبرز مثال هو الجدل المستمر لحد هذا اليوم حول ما ورد عن فرار عثمان بن عفان من المعركة. فاستنادا إلى البيهقي فإن عثمان بن عفان مع مجموعة من المسلمين قد ابتعدوا عن المدينة بحوالي 30 ميلا ولم يعودوا إلا بعد سماعهم بعودة النبي إلى المدينة واستنادا إلى تفسير ابن كثير فإن هذا الحدث هو ما تشير إليه الآية 155 من سورة آل عمران التي تنص "إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ".
رغم هذا فقد كان عثمان من العشرة المبشرين بالجنة.
وكانت الهزيمة سريعة وصاعقة، بفضل إستراتيجية قريش وخاصة خالد بن الوليد (الذي قلده الرسول فيما بعد لقب "سيف الله المسلول"). خسر المسلمون 70 قتيلا و70 أسيرا مقابل 23 قتيلا من قريش.
طبعا هذا التفسير لا يكفي، فهناك أسباب أخرى، تنضاف إلى تغلب الإستراتيجية القرشية والقوة العسكرية غير المتكافئة، لكن هل كان بمقدور المؤلفين للكتاب التطرق إلى هذه النقطة المهمة بينما يرددون قول القرآن " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون".
أهم هذه الأسباب في اعتقادي في الوقوع في هذه المغامرة، وكان ابني قد سبقني إلى بعضها بتساؤل ذكي في محله: "وأين الملائكة التي حاربت معهم في بدر؟ تكمن في تلك القناعات الوهمية التي غرسها محمد في أتباعه بعد معركة بدر خاصة الشباب، منهم:
- سرعة اقتناع الرماة بنصر الله للمؤمنين، وقد تساءلوا كما ورد في الكتاب نفسه: "ماذا نفعل وقد نصر الله رسوله؟".
- إقحام محمد للملائكة في النصر الذي تحقق في بدر. وهو ما يعني أن الناس كانوا واثقين أن هذا المدد الإلهي لن يتأخر هذه المرة أيضا عن مساندتهم في تحقيق النصر. ولعل هذا كان سببا في ضعف إستراتيجية المسلمين وتفككهم بالإضافة إلى إقدامهم على الخروج لملاقاة قريش وهم يعرفون أن القوات في الميدان لم تكن متكافئة، وهو ما غيّبه مؤلفو الكتاب بطريقة غبية أفقدت الدرس قيمته العلمية.
وأخيرا ندعو القراء إلى التمعن في هذه الدروس والعبر التي اختتم بها الدرس:
- "إن انسحاب "عبد الله بن أبي" زعيم المنافقين وجماعته من جيش المسلمين عمل ينطوي على الغدر والخيانة.
- إن الهزيمة لا ينبغي أن تحدث الوهن والحزن.
- من طبيعة الحرب أن تكون هناك ضحايا بين الجانبين.
- إن أسباب الهزيمة جاءت نتيجة عصيان الجند لتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم.

قد يلومني البعض بأني أغمط حق هذه الحركة التاريخية في الجزيرة العربية التي وحدت القبائل وأقامت دولة كبيرة لا تغرب عنها الشمس، وهذا صحيح. إلا أنه لا يجب أن يبرر سكوتنا عن تقديم دروس محترمة لأطفالنا تتوخى عقلانية الطرح وتدفعهم إلى التفكير بمقتضى السبب والنتيجة. نعم المسلمون بنوا دولة كبيرة. فهل كانوا وحدهم في هذا السبق؟ ألم يبن المغول بعدهم دولة كبيرة طافت على كل قارة آسيا تقريبا، بدون وحي يوحى ووصلت جيوشهم إلى عاصمة الخلافة ودمرتها؟ ألم يبن اليونان والرومان والفينيقيون وغيرهم حضارات أكثر إبداعا في شتى الميادين دون أن يدّعو أن الملائكة كانت تحارب معهم؟
هذا الدرس هو أقرب إلى الدعاية الممجومة وأبعد ما يكون عن الدرس العقلاني القادر على تربية عقول أطفالنا على التفكير والتحليل والحكم الصائب.
وهو ما يجعلنا نعتقد أن حذفها من المناهج التربوية أفضل.





#مختار_ملساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة من أزمنة الإرهاب: غسلا للعار
- دفاعا عن عقول أبنائنا ضد تخلف المناهج التربوية: مادة التربية ...
- المحاولات البائسة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية: ولاية ال ...
- قصة قصيرة من أزمنة الإرهاب: المجاهد يسترد بندقيته
- دفاعا عن عقول أطفالنا ضد تخلف المناهج الدراسية: مادة التربية ...
- دفاعا عن عقول أبنائنا ضد تخلف المناهج الدراسية: مادة التربية ...
- المحاولات البائسة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية: القرضاوي ...
- مقال تعقيبي على مقال السيد نادر قريط
- مآزق الإسلام السياسي أمام العقل المنطقي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - مختار ملساوي - دفاعا عن عقول أطفالنا ضد تخلف المناهج التربوية، التربية الإسلامية نموذجا 4