أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - مريم نجمه - من وحي أول أيار حول العالم .. دقائق من فضلكم على مائدة العمال ؟















المزيد.....


من وحي أول أيار حول العالم .. دقائق من فضلكم على مائدة العمال ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:09
المحور: ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
    


الحركة العمالية والثورية والكفاحية في العالم جذبت كل المهن والإختصاصات وشرائح المجتمع للدفاع عنها بكل السبل والطرق والألوان والفنون , والفن الخالد المتوهج هو الذي يخدم تحرر الشعوب ونهضتها وإنسانيتها.
نبتدئ أولاً بالقارة اللاتينية وننبش أسماء لامعة مناضلة قدمت نموذجاً يحتذى للطبقة العاملة الكادحة والفقراء عامة تحت ظل الأنظمة العسكرية الديكتاتورية الفاشية ... كي لاننساها ..... وكي لا ننسى من كرسنا حياتنا لهم هذه الطبقة المظلومة عبر التاريخ العبودي الأسود ... تتجدد التحية لهم والحب كل عيد أول أيار جديد , للأنامل والسواعد والوجوه الطامحة لبناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً , وحباً وجمالاً ..

1 – من الثقافة والفنون الإنسانية - أدب عالمي :
المطربة الأرجنتينية الشيوعية : مارسيدس سوسا

من ولاية ( التوكومانا ) ولاية أرجنتينية , تنحدر هذه الفنانة الأصيلة المحبوبة جداًً من الشعب الأرجنتيني , وهي من سكانها الأصليين -
كرست أغانيها كلها دفاعاً عن العمال والفلاحين والفقراء – تغني للحرية – والإنسانية –
نفيت إلى أوربا من قبل الحكم العسكري في الأرجنتين – وحكم عليها بالسجن المؤبد في سجن ( باتيج بيديلا ) 1973 – 1983 ) .
عند عودتها إلى وطنها الأم الأرجنتين بعدما رجعت الحرية لها والديمقراطية للبلاد بفضل النضالات الجماهيرية والسياسية والحزبية – عادت ثانية أكثر قوة وأكثر شهرة وازدادت شهرتها فوق التصوّر .
اّلاف المشاهدين في ساحات وملاعب الأرجنتين غنت لهم , للجمهور الذي أحبها ,. رفضت أن تغني في ( تشيلي ) طالما فيها حكماً عسكرياً – وغنت أيضاً في جميع بلاد أميركا اللاتينية ..

تحية ثورية حارة لك أيتها الفنانة المكافحة لأجل المبادئ الثورية العادلة .... وكل الحب

2 –

المطرب الفنان ألبرتو كورتيس ... الأرجنتيني الوطني
أغنية.. صبرا وشاتيلا
نص الكلمات : " أين كانت الشمس عندما تفجرت أصوات الحاقدين ؟ هل الخيال حجب الشمس عن صبرا وشاتيلا ؟ أين كان الكون عندما كانت الناس تتحمل الجليد فوق عيونهم ؟ فهل أصبح الكون حيادياً في صبرا وشاتيلا ؟ أين كنت أنا ؟ في أي كوكب أسمع الأخبار بدون التحرك , فهل أنا واحد اّخر من المتاّمرين على صبرا وشاتيلا ؟ أين كنت أنت بعدم إنفعالك ؟ تضع جثث الأطفال بمحفظتك في صبرا وشاتيلا ؟ أين كان صوت المحامين ؟ والحكام ؟ اللذين يدافعون عن حقوق الإنسان ؟ فهل ألغيت قوانينهم في صبرا وشاتيلا ؟ أين كبرياء الإنسان بحضارته ؟ فهل يتراجع عنها ؟ لماذا كل الاّلام ؟ لم يجدوا لها إسماً في صبرا وشاتيلا ؟ لماذا تكلمني يا صاحبي فلا ترى ضميري مرتاحاً فما يخصني أنا في صبرا وشاتيلا ؟ فهل كنت أنا بين الجنود ؟ أقبل بكل ما جرى في صبرا وشاتيلا ؟ هذا هو وقت لعقد تصريحات ؟ وتخبئة الجرائم ؟ أي غطاء سيضعون ؟ لتخبئة الجرائم في صبرا وشاتيلا ؟ ماذا سيعملون ليخففوا حكم التاريخ الساحق ؟ وماذا سيعملون ليوقفوا السرطان في صبرا وشاتيلا ؟ رغم أن أبقى أنا بعيداً – أنشر الأخبار مغنياً ملاك الموت لا يزال يزحف في صبرا وشاتيلا ؟ ممكن أن يصل إلى باب بيتي .. لأنه دخل بيت جاري – فتحت الجروح وستبقى أبداً مفتوحة ..
في صبرا وشاتيلا ..!
غنى هذه الأغنية أول مرَة في التلفزيون الأرجنتيني وسجلها على كاسيت فوراً . في اليوم الثاني اليد الصهيونية اشترت وخفت كل الكاسيتات والأشرطة من الأسواق ومنعت إذاعتها ثانية بأسلوبهم وضغطهم الخاص على الإعلام من جميع المحطات .
قنال ( 9 ) نيوبي نويبي تحت نفوذ اليهود والصهيونية في الأرجنتين . دفعت ثمن هذه القنال ( قطاع خاص ) للدولة ثمنها أضعاف اضعاف ما تستحق ليسيطروا عليها ويكون لهم إذاعة .
الإعلام – الفن – التجارة – الإقتصاد – تسيطر عليها الصهيونية .
مدينة ( ميرامار ) البحرية ميناء مشهور في جنوب شرق الأرجنتين , من أجمل وأشهر الموانئ السياحية في العالم – أيضاً تحت نفوذهم . قصة متحف اللباس الشعبي للشعوب في الأرجنتين ( بونيسايرس ) لاوجود لإسم فلسطين وتراثها فيه؟؟
أغنية صبرا وشاتيلا فقدت من الأسواق ؟
هذا الفنان والشاعر من مدينة مندوزا- والاّن يسكن في أسبانيا – من الأرجح أن زوجته من أسبانيا , غنى هذه الأغنية في الراديو 3 – 4 مرات , وهذه الأغنية مؤثرة جداً ولذلك فقد تداولها في الأسواق . وقد غنى للجد والجدة أيضاً ..

- أنا إنسان
عنوان أغانيه :
أنا إنسان – كالعادة – كنت مقيّداً – أحزاني – الشيخوخة – الحياة – العواطف الحسلسة – الجذابة – أشياء تزيد معناها وأشياء تنقص .
2 – كلمات الحب دائماً لك :
رفيقة حياتي – الحب – حبي الكبير – تنتظريني – موسيقى الحب – لو لم تكوني – مثل أول يوم – أحب أن أراك نائمة – عندما أعود وأراك – هذا الألم لك – إلى أين تأخذيني ؟ -
3 - الفن الشعبي
4 – قد جرى وسيجري مفجاّت كثيرة !
مثل صبرا وشاتيلا ؟
وسيجري أشياء غريبة تبتدئ هذه الأغاني بأغنية صبرا وشاتيلا – كتاب من صديق – الجميع – العسل والنحلة – إلى شاب عاد من الحرب –

5 - إلى أصدقائي :
إلى صديقي فلان .... – ضد الواقع ( الحقيقة الطبيعة ) – أو طوارئ سريعة –
6 – أغاني الأرض – قصر فوق الهواء – إبتداء من غد – لو يسمحوا لنا –
7 – عندما نفقد صديق : الخيال – الحنين للطفولة والوطن – أول خطيبة – الكون – الفضاء – عندما نفتقد صديق – تبقى شمعة مضيئة لا يمكن Condor إطفاؤها – ولا حتى بمياه الأنهار – من الغد سأبدا أعيش نصف حياتي - إبتداء من الغد سأبدأ أموت نصف موتي – وابتداء من الغد سأبدأ أعود من سفري .
وابتداء من الغد سأبدأ قياس كل ضربة من نصيبي
وابتداء من الغد سأسلك طرقات أفضل
وابتداء من الغد التبغ أفضل , ولماذا لا تكون التفاحة ؟
أحسن ملاهي المائدة
وأحسن مغذ النبيذ
حتى الاّن توصلت هذا الواقع , وصفي الاّن الحالي .
تلميذاً لكي خوتي ( كاتب وشاعر أسباني )
تمكنت أن أناضل حتى مراراً ظفرت – بدون أن أخسر شاربي ( رجولتيه )
والاّن يتطلب أن أفكر –
إنني لا يمكن أن أترك قرع الأجراس .. ولو كلفتني جهودا كبيرة – قد بذلتها اليوم والبارحة .
كل هذا سأقوم به إبتداء من الغد ...
ولو ابتداء من غد قررت أن أموت نصف حياتي أو قررت أن أعيش نصف موتي – إبتداء من غد ( الغد ) يتطلب أن أقبل أنني لست أصلب ( اقوى ) إنسان
ليس لدي قوة لأن أخبئ جروحي العميقة – وإذا ابتداء من الغد غداً ؟
قررت أن أعيش حياة هادئة وأترك وأتنازل عن أهدافي البعيدة ( العليا ) لذلك العالم كله سيقول أن انتهت البطارية عنده ( بطاريته ) وبقيت بدون ضوء ولا عندي كهرباء , وانتهت اسراري ( جوهري ) .
وكل ضربة حظ سأبدأ حياتي من الغد
وأبدأ العودة من سفرتي الطويلة
سأبدأ أموت نصف موتي , وأحيا نصف حياتي
ابتداء من الغد ..
......
حالياً هذا الفنان الأرجنتيني يسكن في أسبانيا وهو من مواليد ولاية مندوسا – له كتاب شعر بعنوان أنا إنسان – مقدمة هذا الكتاب بعنوان : أنا إنسان –
كتب هو بنفسه هذه المقدمة حتى تكون صادقة وتعبر عن مشاعره دون مبالغة من أحد
ALBERTO CORTEZ – Soy un ser Humano الأرجنتين / 1987
تحية كبيرة من القلب لك أيها الفنان ألبرتو كورتيس , فنان الشعب , والإنسان , والحرية ..

................

لا بأس سنذهب في مشوار على الورق إلى الأيام والسنين التي كان لعيد العمال في أول أيار طعم الفلفل والبهارات , طعم الدم المنسال في أقبية الموتى وشوارع العالم الضاجة بالملايين والهتاف يسبقهم على اليافطات : يا عمال العالم اتحدوا يا شغيلة العالم تضامنوا عاش الأول من أيار والخطابات والهتافات تملأ الساحات والنوادي وزوايا الطرقات , كان للعيد بهجة ورهجة ومشاعر أممية فياضة , تحد وإقدام , أما اليوم !؟ فالويلات والجوع والتسريح والبطالة والتهجير والقتل والحروب والإغتيالات والتشويه والإجهاض والإعتقالات والأمراض أكثر بألف مرة عما مضى والمقاعد ساكتة والنقابات مشلولة ومخدرة والأحزاب مدجنة أو مصادرة مبعدة , والكراسي مستريحة على شاليهات الشواطئ الغربية والشرقية واقع يتكلم صارخا من الحضيض , وحده من يستنجد بكتب ماركس وإعادة نشر رأس المال بأعداد ضخمة بالملايين إنه التناقض , إن الواقع المقلوب , وعصر العولمة العجيب الغريب عن كل وصف وتحليل ..!؟
لا بد أن يعلو النداء ثانية : يا عمال ... يا شغيلة .. يا أحرار العالم المفضوح و المفتوح المسروق والمنهوب تقدموا تضامنوا أصرخوا إتحدوا .. ولا تملوا تقدموا .. أنتم البناة .. أنتم عصب الحياة ... إنهضوا لا تتزعزعوا .. تقدموا تقدموا ...

ننتقل إلى قارة أوربا – البلد : تشيكوسلوفاكيا – الزمن : الحرب العالمية الثانية - واجتياح جيوش هتلر النازية البلدان الأوربية واحدا تلو الاّخر .. المكان سجون النازية في تشيكيا - الأبطال : والشيوعيون في غياهب السجون وعلى أعواد المشانق أو في أفران الغاز بالمئات بالاّلاف القافلة طويلة والتضحيات أكبر ..
نساء ورجالا سيقوا إلى المشانق إلى الأعمال الشاقة إلى المنافي وظل إسمهم خالداً حتى الساعة في دفتر المقاومة وها نحن اليوم نسطر أسماءهم بعد 70 عاما تقريباً لتتذكرهم الشعوب الحية المحبة للحرية والإنسانية

3 –

" ...... - ألا تفهم ؟ انتهى الأمر , فهمت , ضاع كل شئ .
وحدي أنا من قضى عليه . – ما زلت تؤمن إذاً بانتصار الكومونة ؟ - بكل تأكيد .
- أتعتقد ذلك , سألني الرئيس باللغة الألمانية وترجم المفوّض الطويل – ما زال يؤمن بانتصار روسيا ؟
- بكل تأكيد , لن ينتهي الأمر إلا كذلك .
تعبت . ركزت كل قوتي لكي أتجنب أسئلتهم , لكن عقلي الاّن ينطلق بسرعة كالدم النازف من جرح عميق . أحس الاّن بوضوح , كيف يدون لي يدهم , ربما هم يقرأون إشارة الموت على جبيني . فثمة بلدان من عاداتها أن يعانق الجلاّد المحكوم عليه بالإعدام قبل التنفيذ .
وفي المساء , رجلان محدودبا الظهر , مضمومي الأيدي يدوران الواحد خلف الاّخر ينشدان بصوت مديد متنافر النغم مزموراً حزيناً :
عندما تنطفئ أشعة الشمس ,
ويخبو ضياء النجوم من أجلنا ... "
كفى يا صديقي , توقفا , هي دون شك أغنية جميلة لكننا اليوم في أول أيار . أجمل وأحلى عيد للإنسان . حاولت أن أنشد شيئاً مرحاً , سيكون ذلك أشد حزناً , لأن شارل يشيح برأسه , والأب يمسح بيده عينيه . ما هم . لن أستسلم . سأستمر في الإنشاد . وعلى مهل , رويداً رويداً انضم الإثنان إليّ , ونمت بفرح .

في فجر أول أيار , دقت ساعة البرج الصغير في السجن ضربات ثلاث , سمعتها لأول مرّة بوضوح ولأول مرة م دخلت السجن , إنني بكامل وعيي . أحس النسيم العليل يدخل من أسفل النافذة المفتوحة يتنزه حول فراشي , أشعر برؤوس القش تنطبع على صدري , على بطني . وكل جزء صغير من جسمي يؤلمني بألف وجع , إنني أتنفس بصعوبة . وها أنا الاّن فجأة , أرى الأشياء بوضوح , كأنما أفتح نافذة جديدة :
هي النهاية
إنني في سكرة الموت .
تمنيت لو تعرفت إليك فيما بعد , بعد سنين طويلة . تمنيت عيشة إنسان حر ..
فأنا الاّن نضجت , وكانت لي قوة عظيمة لم تعد لي انطفأت كلها فيّ .
أحببت الحياة جمالها . وذهبت إلى ساحة المعركة . أحببتكم أيها الناس , وكنت سعيداً عندما كنتم تشعرون بمحبتي لكم . وتعذبت , يوم لم تفهمونني , فليسامحني من أسأت إليه و ولينسني من اّسيته . أود ألا ترتبط الكاّبة أبداً بإسمي , هي وصيتي لكم يا أبي وأمي و وشقيقتي , يا حبيبتي غوستا , ولكم يا رفاق , ولكل من أحببت . ..."

فاصل أيار 1943
" نحن اليوم في أول أيار سنة 1943 , أنا الاّن في الخدمة , بوسعي أن أكتب أثناء ذلك , يا للسعادة ! أن تكون مرة بعد للحظة خاطفة صحفياً شيوعياً , وتكتب تقرير استعراض قوى معركة العوالم الجديدة .

لا تنتظر مني أن أحدثك عن الرايات الخفاقة في الفضاء . يستحيل أن يشبه شئ ذلك . لا أستطيع حتى أن أصف لك بعض المشاهد المشجعة التي يلذّ سماعها . فاليوم كل شئ هو أكثر بساطة , لا الموج المتدفق المندفع لعشرات ألوف الرفاق التي كنت أراهم في السنين الماضية يتزاحمون من كل حدب وصوب في شوارع براغ . ولا البحر المهيب لملايين الرفاق الاّخرين يغمرون الساحة الحمراء في موسكو . وهنا لا يسعك أن ترى الملايين ولا المئات . هنا , ترى فقط بعض الرفاق رجالاً ونساء ومع ذلك تشعر أن ذلك ليس أقل شأناً , لأنه إستعراض قوة تخضع الاّن لإمتحان النار , ولن تتحوّل إلى رماد بل إلى فولاذ . إنه استعراض في الخنادق أثناء المعركة , وفي الخنادق نرتدي لباس الحرب .

أصف كل هذا بمثل هذه التفاصيل , من يدري إن كنت أنت يا قارئي العزيز , من سوف يقرأ هذا دون أن تعيشه معنا , فتفهم . حاول أن تفهم . ومع ذلك , صدقني , هناك قوة . –
- سوف نفهمك أيها الرفيق الشهيد الكاتب , سوف نصغي إلى دقات القلب الأممية بعد 60 عاما ونيف نعيد قراءة ما كتبت بالدمع والتقدير نعيد ما كتبت لأنه مكتوب بالدم والمشانق -
السلام الصباحي للزنزانة المجاورة الذي يدق نغمين لبيتهوفن , يرنّ اليوم أكثر ابتهاجاً , أكثر عذوبة , وينقله الجدار على نغم أعلى .
لبسنا أفضل ما عندنا من ثياب , وهكذا في كل الزنزانات .
وتلقينا طعام الفطور بلباسنا الكامل . وأمام الأبواب المفتوحة في الزنزانة , يمر الخدم مع الخبز والقهوة السوداء والماء . ويعطينا الرفيق ( سكوربيا ) ثلاث كرات من الخبز , بدل إثنين , هذه تحية لأول أيار . التحية النشطة لنفس ملؤها اللطافة . وتحت كرات الخبز أصابعك تضغط على الأخرى . الكلام ممنوع , فالمراقبة حتى على أنظارك – ألا يعرف البكم أن يتفاهموا بوضوح بحركة من أصابعهم ؟

وفي الساحة , تحت نافذة زنزانتنا , تدخل النسوة سريعاً لقضاء نصف – ساعة النزهة . أصعد على الطاولة , وأنظر إلى تحت , عبر قضبان الحديد , فلربما يلمحنني . لقد رأونني ورفعن قبضتهن لتحيتي , كررت الحركة , تحت في الساحة , هناك اليوم شئ ما حي , غير كل الأشياء حيّ بفرح كبير لم يكن مثله في غير يوم , لا ترى الناظرة شيئاً , أو أنها لا تريد أن ترى . وهذا , هو جزء من إحتفالنا لأيار هذه السنة .

والاّن نصف – ساعة نحن . أنا المعلم . إنه أول أيّار , أصدقائي الأعزاء , لا نريد أن نبدأ اليوم ككل الأيام , ما هم ّ أن أدهش ذلك المراقبين . التمرين الأول : واحد , إثنان , , واحد إثنان , ضربة المطرقة والتمرين الثاني : حصد .
المنجل والمطرقة ! مع قليل من التخيل , ويفهم الرفاق ذلك . المنجل والمطرقة ! أنظر حولي . يبتسمون , ويرددون التمارين بحماس , لقد فهموا . هذه هي , أيها الأصدقاء , مظاهرتنا في أول أيار , وهذه الإيمائية هي وعدنا في أول أيار , وسنبقى له أمناء حتى ونحن نمشي إلى الموت .

عودة إلى الزنزانة . الساعة التاسعة . وفي الوقت نفسه تدقّ ساعة الكرملين العاشرة , وفي الساحة الحمراء , يبدأ العرض .
أيها الأب . نحن نمشي معك . وفي هذا الوقت يعلو نشيد الأممية هناك , وليدو َ أيضاً بين زنزانتنا في العالم كله . ننشد , وبعضنا يليه البعض الاّخر في الأناشيد الثورية . أما , فلا نريد أن نكون وحدنا . لسنا وحدنا . فنحن مع الذين ينشدون الاّن ملء صدورهم , بحرية , ويناضلون أيضاً مثلنا . ...
الرفاق في السجن ,
في الزنزانات الباردة ,
أنتم معنا , أنتم معنا
وإن لستم في صفوفنا ...
اجل نحن معكم .
ونحن أيضاً , سجناء الزنزانة 276 , تصورنا نهاية إحتفال إستعراض أيار 1943 . هل هي النهاية حقاً ؟ وخدم رواق قسم النساء , اللواتي يتنزهن , بعد ظهر اليوم , في الساحة وهن ينشدن نشيد الأنصار وغيره من الأناشيد الثورية ليشجعوا الرجال في زنزاناتهم .

وهذا الرجل اللابس بزة الشرطة التشيكية الذي حمل إليّ ورقة وقلماً والذي يراقب الاّن الرواق لكي لا يفاجئني من لا رغبة فيه . هذا الرجل الذي حرّضني بالفعل على كتابة هذه الكلمات , والذي يحملها إلى الخارج مخبئاً الوريقات بحذر لكي تظهر إلى العالم في الوقت المناسب ؟
وفي سبيل هذه القصاصات من الورق , يعرّض رأسه إلى الذبح . يخاطر به لكي يكون صلة بين الحاضر وراء القضبان وبين الغد الحر . يناضلون بإخلاص ودون خوف . كل في موضعه . كل حسب ساحة معركته . وبكل الوسائل التي يملكون . و..هم بسطاء جداً . ونكرات ومجردون من الشفقة , إلى حد لا يمكنك أن تحزر النضال إن كان من أجل الحياة أو الموت . الذي يخوضونه إلى جانب أصدقائنا وحظهم فيه أن يسقطوا صرعى أكثر من أن ينجحوا .
مرتين عشرين مرة , رأيت مسيرة جيوش الثورة في تظاهرات الأول من أيار . وكان ذلك عظيماً . أما فلا يمكنك إلا بالنضال أن تعرف القوة الحقيقية لهذا الجيش و وبما أنها غير مرئية . فالموت اهون من ان تصدق وللبطولة وجه بلا غرور , لكن المعركة ما تزال أكثر ضراوة مما يسعك أن تفترض ولكي تستمر فيها وتخوضها حتى النصر – يلزمك لنحقيق ذلك قوة لا قياس لها . ترى ذلك كل يوم في الحركة .



.................
لقد قطع الأول من ايار 1943 , للحظات معدودة ,تكملة هذه القصة , وهو كذلك وتذكر الأيام الإحتفالية بقليل من الحدة أكثر من غيرها , وقد يشوه الفرح المسيطر في هذه الأيام الذكريات ..
وليس ل " سينما " قصر بيتشنيك " أي شئ مفرح . إنها مدخل غرفة التعذيب حيث تسمع أنين وصرخات رعب الاّخرين . لا تعرف ما ينتظرك هناك . ترى أناساً يخرجون من عندنا معافين أشداء ملؤهم الحياة وبعد ساعتين من الإستجواب أو ثلاث , تراهم يعودون مشوهين أثراً بعد عين ...........وصوتاً محطماً يخنقه الألم والحمى ....... " تحت أعواد المشنقة – يوليوس فوتشيك – تعريب فارس غصوب -


..............
لا بأس أعذروني إخوتي وأخواتي القرّاء الأعزاء فالموضوع متأخر – لكن شهر أيار مبارك , يترك لنا مسافة من البوح والكلام – فهو شهر الورود , ( رمز العيد - وردة زنبق الوادي Muge - المميزة بعطرها وشكلها` ذات الأجراس البيضاء , تباع و توزع بالملايين صباح العيد في كل دول أوربا الشرقية والغربية ) , يبتدئ بعيد العمال أكبر شريحة منتجة في العالم . أيار , مايو , ملئ بالمقاومة والمشانق وصيحات الحرية - بساطه كبير ملئ بالأعياد والفرح والمناسبات الحلوة والمرّة الممتدة عبر مساحة العالم , كذلك فهو شهر مريم العذراء – شهر الترانيم والأغاني المريمية وباقات الزهور والعطر ..
قبل أن ينتهي هذا الشهر الجميل الذي يضم أجمل الأعياد , أقدم تحيتي وسلامي لكل عامل وكادح ومنتج , أو عاطل عن العمل أو مسرّح من عمله , ولكل من يعمل لهذه الطبقة بكل أمانة وإخلاص .... لتنتصر الإشتراكية و الإنسانية على الظلم والإضطهاد الطبقي والعنصري --------- مريم نجمه / لاهاي / أيار / 2009







#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة .. للمرأة المناضلة في الكويت
- تظاهرة فردية , يافطة رقمية .. لتحرير المعتقلين في سورية ؟
- أسباب إنتشار الأوبئة من الطيور والخنازير ؟
- مرحلة التسويق ..؟
- حبات متناثرة - الكبار يأكلون الحصرم , والصغار يضرسون ؟ مهداة ...
- الكلمة في الإنجيل .. أضواء على العهد الجديد - 2
- فيتنام .. يا وردة الحرية
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - رسالة إلى حبيبتي ..؟ - 19
- المواصلات وحركة السير والنقل , هولندا , هدايا جديدة للمسنين ...
- من كل حديقة زهرة - 26 - مهداة لفلسطين في ذكرى يوم الأرض - ول ...
- متى ..يا وطني الليلكي ؟
- تجارب إشتراكية لتحرير المرأة - 2
- المرأة والعمل السياسي ..؟
- أوراق من دفاتر العمر - 3
- تعابير .. وكلمات وأسماء عامية صيدناوية - 2
- أمّاه ..؟
- من كل حديقة زهرة - 25
- واقع المرأة بين الحلم والحقيقة ..؟
- من كل حديقة زهرة - 24 - مهداة لعيد المرأة العالمي 8 أذار 200 ...
- أمثال من بلادي - 4


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - مريم نجمه - من وحي أول أيار حول العالم .. دقائق من فضلكم على مائدة العمال ؟