أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - توفيق التميمي - من يتذكر عمال العراق؟














المزيد.....

من يتذكر عمال العراق؟


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 09:05
المحور: ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
    


من يتذكر في آيار البدلا ت الزرق المطرزة بالنجوم الزاهرة وعطر العرق النبيل ؟من يتذكر ألاضلع الثورية التي عبرت عليها اقدام الانتفاضات الوطنية في احلك الظروف والمراحل ؟ من يتذكرفي آيار العابرون الزرق على جسور الشهادة ؟ من يتذكر اليوم الاضراب الكبير الذي قام به عمال النفط في كركوك في تموز (يوليو) من عام 1946 عندما سقط منهم اكثر من 15 شهيدا ؟ من يتذكر عمال السكك الحديد والمطاط والجلود والبناء والنسيج في الكوت والحلة وصانعي الورق الميساني والبنجر الموصلي والدخان وعمال البناء؟
مالذي تبقى منهم ؟. ادلوني على البقية الباقية منهم هؤلاء النازحون من ظلم الجنوب خلف السدة المهملة الذين نزعوا ثوب الفلاح وارتدوا بدلات العمل الزرقاء؟ ارسلوا لي عناوينهم البريدية وارقام هواتفهم الاثيرية لارسل لهم باقات الزهور بعيدهم الازرق ؟
أدلوني على من تبقى من عمال العراق الماهرين وغير الماهرين ،الذين كانوا عنوانا للاغاني اليسارية في ايام عافية وانتعاش احلام الاشتراكية الثورية في العالم ،أدلوني على عناوين بيوتهم وملاجئ عجزهم وعن دوائر تقاعدهم وعن من تبقى منهم على قيد الحياة والعمل ،ناجيا من بدلات الجيش الشعبي التي انتهكت عنوة بدلاتهم الزرق المحببة .
أدلوني على من سرقت منهم بطاقات النقابة والشرف العمالي بالقانونين التعسفين الجائرين اللذان اصدرتهما حكومة الطغيان الصدامية (قانون 150 لسنة 1987 ، الذي حول بموجبه عمال القطاع العام الى موظفين ، والقانون رقم 52 لسنة 1987 ، الذي الغى بموجبه التنظيم النقابي للعمال ، وحل النقابات العمالية العاملة في القطاع العام ، وقلصت النقابات من 12 نقابة الى 6 نقابات)
دلوني على هؤلاء لارسل لهم بطاقات العيد وبشارات المستقبل الآتي .
لم يكن العمال العراقيون يوما طبقة كما حلم بها ماركس كي تتحمل دورا تاريخيا بالتغيير وقيادة التاريخ لانهم لم يبلغوا حلم الطبقة، فتكسرت اجنحتهم بين عهدين متتاليين من حكم الذئاب البعثية .
ولم يكونوا طبقة كما حلم بها الشيوعيون العراقيون ،ولكنهم كانوا نهرا رافدا بالغضب مع بقية الانهر الهادرة لجموع الطلاب والمهندسين والشعراء .
الآن توقفت ماكنات العمل وكسدت البضاعة العراقية التي ينتجها اصحاب البدلات الزرق ، وانطمرت نتاج سواعدهم على رفوف الاهمال واتربة القوانين الجائرةو الاحالة المبكرة على التقاعد .
لم تبق طبقة عاملة بالعراق تنتج لنا قمصانا واوراقا واقلاما وحتى سيارات
فلا حديث عن قانون جديد للعمال ينسجم مع متطلبات الحرية دون الحديث عن قوانين كمركية تعيد الاعتبار لبضاعة ومنتوج العامل العراقي ولاحديث عن قانون للنقابات وانتخاباتها مالم تشرع الدولة الجديدة قوانين تحفظ كرامة المنتوج العراقي وتعيد القه في الاسواق المحلية ولاحديث عن تنمية مستقبلية دون وعود صادقة وضمانات انسانية للعمال العراقيين كلهم من مازال على قيد الماكنات ومن احيل الى التقاعد.
وحتى نسمع سمفونية المصانع المعطلة من جديد ونمتع نظرنا بدخان محطات الكهرباء والنسيج والبنجر والورق المطفاة ، وشلالات النار الازلية في حقول الرميلة وكركوك، ينبغي علينا ان نتذكر هؤلاء المنسيين... معلمي الخبرة والمهارة ومحركي عجلات المصانع الساكنة ،أولئك قادة اوركسترا العمل لانهم وحدهم من سيعيد الروح في سمفونية العمل العراقي المعطلة ووحدهم من سيزيح البضاعة الغريبة المناشئ التي غزت اسواقنا وجعلت عمالنا الابطال منسيين على رفوف الاهمال والتقاعد المبكر .
وكل ايار وعمال العراق يتوهجون بمجد بدلاتهم الزرق زهوا وكبرياء وبطولة.




#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع الكاتب والشاعر أبراهيم الخياط
- المجد للعملاء واللعنة على الوطنيين بيوم التحرير من الاحتلال ...
- من يسرق فرح الاطفال؟
- لاتستوحشوا طريق التنوير
- أيهما يستحق الجنة؟
- فالنتاين عراقي
- العزاء للعراقيين بيوم 8 شباط الاسود
- نريد ثقافة للافراح والميلاد
- مصيدة الشعار الانتخابي
- فتاوى التكفير تلاحق ميكى ماوس الوديع
- الشهيد مصطفى العقاد المقتول قبل آوان فيلم التسامح
- التدين في واد وشبابنا في واد آخر
- من الضحية المقبلة بعد كامل شياع ؟
- من هو الآخر في وطني وكيف أتعايش معه؟
- مؤتمرات عشائرية
- كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي
- الفنانة والآثارية والروائية العراقية أمل بورتر: جاء أبي ليحت ...
- ملايين الزائريين للمراقد المقدسة يعاملوها معامل المحاكم والم ...


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟ - توفيق التميمي - من يتذكر عمال العراق؟