أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - هادي الخزاعي - الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه















المزيد.....

الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 06:32
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
    


رغم الكتابــــــــات الكثــــــــــــــيرة التي جادت بها أقـــلام مناصري حقوق لمـــرأة,بصـــــرف النظر عن أنتمائاتهم الفكرية والسياسية,فأنهاـ أي المرأة ـ لاتزال عصية على أن تهضم كتكــــوين وكيان آدمي من قبل من لايزالون يتعاملون معها على أنها عوره ! رغم أن هذه العوره تشكل حسابيا أكثر من نصف المجتمع , وأنها في بلاد الله الواســـعة تحظى بكل الأحترام والتكريم الأنساني الذي يليق بمكانتها كأنسانه ومربية وأم,وقد أتاح لها هذا المــــوقف الأجتماعي المتضامن, أن تكون بمستوى هذا الأحترام, فتنخرط في ميادين الحياة العملية المختلفة,وتقترب من أخيها الرجل في تحمل المسؤولية العامة التي تفرضها متطلبات الحياة اليومية,سواء في البيت أو في خارجه.ومع كل ذلك,فلا تزال بقايا النظرة الدونية للمرأة قائمة, ولاتزال تعامل كسلعة, بغض النظرعن الثمن الذي تساويه عند الذي يرغب بالشراء,وحتى الأســاليب التي يتم فيها عرض المرأة كسلعة ـ جســد ـ تتشابه الى حد قريب مع الأســاليب التي يتم فيها عرض السلع , ولكن بكثير من الأبتذال. أنها أمتداد لنظـــــرة المجتمع الدونية للمرأة,والتي هي جزئية من كامل جزئيات عقدة اللامساواه التي أرساها المجتمع الذكوري بحق المرأة,ومع كل ذلك التأريخ المـــبتذ ل بحق المرأة , فأن أصرار المرأة على وجوب أن يكون لها دورفي تتالي بناء المجتمعات البشرية المختلفة التي تسيدت الأرض بكل ما فيها وما عليهـــا
,حتى تجاوزت مجتمعات عديدة,عقدة اللامساواه المخزية هــذه بين المرأة والرجل,رغم أن تلك العقدة كانت مستشــرية بكل المجتمعات قبل منتصف القرن التاسع عشر.وهنا لابد من أن نتوقف عند جنونية تلك العقدة,لرصــد تشكلها التأريخي والأشكال التي أتخذتها,وصولا الى تفسخها. يدلنا التأريـخ الأنساني على ان بدايات التكوين الأجتماعي يقوم على النظام الأمومـي,أي أن المرأة, كانت هي المقرره في التجمعات البشرية الأولى,فهي التـي كانت تخرج للصيد وهي التي كانت تتولى الأشراف على الأسرة,وأن الرجل كان مأمورا من المرأه. وبتطور تلك المجتمعات البدائية الى قوى أجتماعيــتـــة
متقدمه , تتصف بتقسيم اجتماعي جديد للعمل,بعد أن عرف الأنستــان كيف يسيطر على صناعة النار,ويكتشـــــف الزراعة ,ويدجن الحيوان,ويأوي في منزل ,ويكتشف المعادن ليصنع منها السلاح فتبدأ لعبة الحروب, فيســـتحوذ على الأسلاب,التي صارت المصدر الرئيس للثروه,فيرتفع شأن الرجال. وحتى لا تذهب الثروة التي يجمعها الرجل الى أولاده الذين ينتمون الى قبيلة الأم بفعل نظام الأمومة الوراثي, فعل الرجل المستحيل كي ينزل المــرأة من كرسي مجدها.ورغم دفاع المرأة عن نظامها ذاك,ألا أن الغلبة كانت للرجل, فأستحالت المرأة بكليتها عندمـا تفاقمت سطوة الرجل بكليتهـــــــــا الى شيء
من جملة الأشياء التي يملكها,فأنهارنظامها,وبدأ الرجل يفرض نظـــامه الذي هونظام الأسرة الرعوية , الذي ينظر من خلاله الرجل الى المرأة على أنها أداة عمل وأنجاب.وبدلا من أن تكون تابعة لوالدهـــــا,صارت تابعة للزوج , وباتت تبادل كاي سلعة, أما بسلاح أو ماشية.
لم يتغير الوضـع الأجتماعي للمرأة طيلة التكوينات الأجتماعية المتـتالية, بل أن معاناة أضطهادهــــــــــــا كانت مزدوجة,بدءا من النظام العبودي مرورا بالمجتمع الأقطاعي ووصولا الى المجتمع الرأسمالي.
ولا يفوتنا أن نشير الى ان الأديان والتشريعات البدائية قد كرست وبقوة تلك التبعية التي أنتجها الرجل على المرأه, وقضت بأن لا تكون لها من مــهمة ,غير الأنجاب,فالمرأة العاقرحسب شريعة مانو والتوراة يجب أن تهجر من زوجها.أما الكتب الهندوسية المقدسةفي الهند فأنها تحرم حرية المرأة وتحرم عليها أن تكون مالكةالثروة.ولم يكن الأغريق أصحاب أصول الحضارة فـي
تعاملهم مع المرأة بأحسن حال من أقرانهم في قارات العالم,فحـــــــتى العالم الجليل فيثاغورس حينما يفسر الخير والشـر,أو عندما يسعى لأيضاحهمـــــا
فأنه يقول"مبدأ الخيرالذي خلق النظام والنور والرجل,ومبدأ الشــرالذي خلق الفوضى والظلمات والمرأه".أما أبقراط ذلك الذي يعد واحد ممن يكنــــــون
بأبو الديمقراطيه فيصف المرأة بقوله " المرأةهي في خدمة البطن" . وحتى شرعة الحقوق الأولية للدولة الرومانية حرمت استقلالية المرأة.والأنكى من ذلك قول القديس بولص " أن الرجل لم يخلق للمرأة, ولكن المـــــرأة خلقت للرجل " . وذاكرة التأريخ لا تزال طرية, فتذكر كيف كان يتعامل رجالات الكنيسة مع المرأة على أنها عدوه, وأن فيها مفسدة الأنســان وهلاك الروح وفخ الشيطان.وكانت صرخة ترتوليان الكنسية مدويه " أيتها الـمرأة .. أنت
باب الشيطان". أما توما الأكويني فقد كتب"أن المرأة قد كتب عليها أن تحيا تحت هيمنة الرجل وألا تكون لها أي سلطة ". وتستمر عقدة اللامساواة هذه
حتى بدايات القرن العشرين,عندما تحصل المرأة على أول حقوقها الحقيقية, ألا وهو حق الأنتخاب.
لم يكن حال المرأة في منطقتنا بأحســن من أحوال أخواتها في مناطق العالم
الأخرى,فلآسيا سجل حافل في التقليل من شأنها,والتعامل معها من منطـــلق
عدم كمالها,أما في أفريقيا فحدث ولا حرج,وكذا الأمريكيتين,فالحالة متماثلة
في بقاع الأرض.فمنذ وأد البنات الى اليوم, لاتزال المرأة أسيرة النظــــــرة الدونية التي يمارسها الرجل عليها,دون أن يضع في أعتباره,سماحة أفكـــار الأديان السماوية بالنسبة للمرأة,وغلب على تلك السماحة,أفكارأن النساء أنما
ناقصات عقل ودين,وأنهن يجب أن يكن ملازمات للبيت,وانهن أقل أهلية من
الرجل.ورغم ان المرأة العربية قد حققت كثيرا من النجاحــات بشأن حقوقها المدنية,ألا أنها لم ترق الى مستوى حجمها الأجتماعي,لاسيما وأن العديد من دول المنطقة,لاتزال تحرم على النساء حتى قيادة السيارات , فما بالـك بتلك
الحقوق المدنية, كحق الأنتخاب مثلا.
رب سائل يقول, بم نفسر أذا ظهور الملكات والشاعرات وغيرهن من تلك
النسوة اللواتي برزن على مسرح الحياة بقوة كبيرة؟!
أن واحدا من أكثرميادين العلاقات الأجتماعية بين الناس, هو المـــوقف من المرأة, الذي يعني بالمنظور الأخلاقي,أشكالية من طراز محدد,فلأ ن للمرأة
دورا أجتماعيا لايمكن تغييبه , ألا وهو أنجاب الأطفال وتربيــتهم,لايمــــكن والحالة هذه أن تهمش المرأة أجتماعياعلى الأطلاق,لذا فأنه منذ تقاسم العمل بين الجنسين,المرأة لأنجاب الأطفال وتربيتهم, والرجل لتوفيرأحتياجات تلك
الأسره. وبمرور الزمن,وبتطور الثقافة الأجتماعية,تغير الموقف من المرأه.
غير أن هذا الموقف كان يتجلى منه كثير من التناقض, فمن الجانب الـشكلي تجري عبادة الجمال لدى المرأه,كما يجري التغني بها فـنياوأدبيا, كالنصـب والتماثيل وألى آخره من الجوانب البصريةالتي تعبر عن ذلك الأحتــــرام. ,وفي الجانب المضموني والعملي يجري عرض المرأة كسلعة لها ثمن, وأن
الشواهد أكثر من أن تحصى.لذلك فأن الظهورالنسبي لنساء لا يمكن أغفالهن
لايعني في أي حال التحرر الشامل لكل النساء,فتلكم هي سمة من سمات عدة
للتناقضات التي زخرت وتزخر بها المجتمعات الطبقية.
ومنذ الثورة الفرنسية ومن قبلها الثورة الصناعية,صار لصوت المرأة صدى
ورنين مجلجل,فالنساء وليس غيرهن ,من عاملات وبائعات خضار, هــــــن
اللواتي أقتحمن عام الثورة الفرنسية 1789أبواب المجلس البلدي بباريــــس
يطلبن الخبز,ثم زحفت قرابة 8000أمرأة على قصر فرساي .لقد قيل بهــذا
"أذا كان الرجال قد استولوا على الباستيل,فان النساءقد أستولين على فرنسا"
ومع كل ذلك فأن الثورة الفرنســــــية رغم تقدميتها بمقاييس تلك الحقبة أنهـا رفضت مطالب المفكر كوندورسيه بمنح المرأة حقوقها المدنية.
أستمرت الجهود النسوية لتثبيت حقوقهن في مواثيق رســــمية,فكتبت الرائدة
النسوية أوليمب دي غوج أعلان حقوق المرأة, على غــــــرار أعلان حقوق الأنسان."أن المرأة تولد حرة وتظل متساوية مع الرجل في الحقوق........أن
المرأة التي تصعد الى المقصله,من حقها أن تصعد الى المنبر...أيتها النساء,
أستيقظن!". فأستيقظ الناس على صوت المقصلة وهي تجز رأس غوج ,هي وزميلتها روزا لاكومب.
لم يتوقف نضال المرأة من اجل حقوقها الأنسانية المشـــــروعة, واستطاعت
أن تفرض بعضا من أرادتها على المجتمع الأنساني, فتم تكريس يوم 8 آذار
من كل عام كيوم للمرأة في العالم,حتى اعتبر في كثير من البلدان عطلــــــة
رسمية وعيدا يحتفل به العالم قاطبة.
وكعادتي المكتسبة في كل 8 آذارأتقدم لكل النساء في العالم بباقة ورد ملون
كقوس قزح ومفعم بكل العطورالطيبة.وللعراقيات أمهات وأخوات وزوجات
أن يرفلن بدفء العائلة وحنان الأب والأخ والزوج,وأن يسقـــــــط من أيدي الذين يريدون لها الظلام والجهل الأبديين.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي قي العراق 2ـ2
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي في العراق 1ـ2
- مبروك للعراقيات بوقف العمل بالقرار137
- مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكون أكثر حذرا
- أنتبهوا يا رجالات مجلس الحكم!
- ملاحظات وفيه للفاضل باقر ابراهيم


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ... / جمعة الحلفي
- بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة / جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - هادي الخزاعي - الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه