أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - وليم نصار - رسالة إلى حركة فتح وفصائل اليسار الفلسطيني















المزيد.....

رسالة إلى حركة فتح وفصائل اليسار الفلسطيني


وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)


الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:35
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


أنتمي إلى فلسطين، والرأس مرفوع والصدر منبسط والكف نظيفة.
أنتمي إلى رسولها المصطفى وصحابته وتابعيه، وكل من أسلم وجهه لله حنيفا مؤمنا.
أنتمي إلى مسيحها عيسى ابن مريم، وتلامذته وشعبه، وأشهد أنهم أبدعوا فيها حضورا آسرا، وبسطوا مراحم الإله على امتداد صحاريها.
أنتمي إلى تاريخها مديدا، موصولا، يتعاقب من الكنعانيين والهم إيل فصدر الإسلام فالأمويين فالعباسيين فعصور الإنحطاط، حتى انبعاث فجرها الألق بعد ليل.
أنتمي إلى حضارتها جامعة لكل الحضارات، وأهوى لسانها أحلى الألسنة، وأفخر بعطاءاتها أسخى العطاءات.
أنتمي إلى فلسطين في عزها وذلها، في وهج انتصاراتها وفي مرارة انكساراتها، في اتحادها وفي فرقتها. ولا أخجل بها يوم تجتمع عليها الأيادي والنصال، فتخرج على الجمع عارية، إلا من دماها وشقائها العظيم.

ولأن بعضا من قيادات الضرورة والأمر الواقع، والتي لم تقدم للشعب الفلسطيني سوى سرقة ممتلكاته وانجازاته وبناء القصور والفيلات في زمن القهر والنسل البغي راح يقدم مشاريع غريبة عجيبة، أو راح يخوّن ويشوّه شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني بحجج أقل ما يقال عنها أنها تتماهى مع المشروع الصهيو - أمريكي، فقد وجبت الشهادة شرعا، وبات الصمت اشتراكا في مجزرة التزوير الكبرى.

أبدأ بالقول قاطعا:
أن اليسار الفلسطيني، وفي مقدمته الجبهتين الشعبية والديمقراطية "لتحرير فلسطين"، وفي أيام عز منظمة التحرير الفلسطينية، لم تتركا لحظة واحدة دون إصدار البيانات المطالبة بالديمقراطية وانتخابات حرة داخل مؤسسات منظمة التحرير، ونقد هيمنة فتح على مقدرات الشعب الفلسطيني.

واليوم، وفي ظل ما يسمى زورا "دولة فلسطين"، تحقق للشعب الفلسطيني أمنيته بأن ينتخب ممثليه وحكومته عبر صناديق الاقتراع. إلا أن المفاجأة كانت فوز حركة حماس ذات التوجه الاسلامي بأصوات الشعب الفلسطيني، ديمقراطيا، وبالتالي أوكل إليها تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. أما المفاجأة الأكبر فكانت وقوف اليسار الفلسطيني إلى جانب الطرف الخاسر انتخابيا في المطالبة بتنحي تلك السلطة واتهامها بالرجعية والتخلف ومصادرة الديمقراطية، الخ.

ولست هنا في موقع الدفاع عن حكومة حماس، فأنا أسجل العديد من الملاحظات على إدائها كسلطة فلسطينية، انما لأنني لم أستطع أن أجيب نفسي عن أسئلة، أقلها:
ألم تفز حماس ديمقراطيا بتلك الانتخابات؟
ألم يتحقق لليسار الفلسطيني أمنيته بالديمقراطية وانتهاء هيمنة فتح؟
ألم تؤكد حماس أن موقعها في السلطة هو لخدمة كل الشعب الفلسطيني دون استثناء وليس لخدمة أطر تنظيمية وحزبية وفئوية ضيقة؟
لماذا لم يبادر اليسار الفلسطيني ويتلقف طرح الحكومة الفلسطينية الجديدة بدلا من المساهمة في تعميق الشرخ الوطني الفلسطيني؟ ولماذا وحتى تلك اللحظة لم يقم اليسار الفلسطيني بدراسة أماكن الخلل لمعرفة لماذا ابتعد هذا اليسار عن نبض الشارع الفلسطيني؟
لماذا لم تتقبل حركة فتح الهزيمة الانتخابية وبدأت حربها مدعومة من أمريكا وأوروبا "الديمقراطيتين" على الحكومة الفلسطينية الجديدة، بدلا من العمل على إعادة ثقة الشعب الفلسطيني بها تمهيدا لانتخابات مقبلة؟
كيف يمكن لليسار الفلسطيني، وتحديدا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن تتبنى مواقف بعض القيادات الفتحاوية من الحكومة الجديدة؟
أليس هذا اشتراكا في المشروع الصهيو- أمريكي؟ الى ما هنالك من أسئلة لن تنتهي.

إلا أن أكثر ما أحزنني هو الشعارات التي أطلقها بعض "المثقفين" على الحكومة الجديدة من أنها تريد تحويل فلسطين إلى "غزةستان" أو "يريدون إرجاع الشعب الفلسطيني إلى عصور الجاهلية والتخلف". وأحيانا ظهور أصوات نشاز تطالب بالدفاع عن المسيحيين الفلسطينيين الذين تضطهدهم "سلطة حماس" أو لادانة تفجير مؤسسات مسيحية فلسطينية من قبل عناصر ومؤيدي تلك السلطة. والأنكى من ذلك محاولتهم تجميل ما يبخون من سموم بالقول "أن تلك الأفعال والممارسات بعيدة عن القيم العربية والفلسطينية".

واذكر أنني قرأت مثل تلك التقارير منذ عدة سنوات، وسارعت إلى الرد عليها بجملة مقالات ومحاضرات وندوات، وشاركني الأديب والكاتب الفلسطيني الكبير ناجي علوش أيضا في الرد على بعض تلك الاتهامات الباطلة.

واليوم، وبعد عدة سنوات أجد نفسي مضطرا للدفاع عن الإسلام وذوو التوجه الاسلامي، على رغم من اختلافي معهم فكريا وعقائديا، واقول..
أن الإسلام ليس بداوة ولا تخلفا ولا فقرا ولا صلافة ولا نسلا خصيبا.
وليس اليسار الفلسطيني رقيا، ولا مدنية، ولا معرفة، ولا انفتاحا، ولا تهذيبا، ولا امتلاكا للغات الغرب ووسائل ترفه.
إن التخلف شأن سياسي اقتصادي، وذاتي، لم ينزل به القرآن ولا أمر به الرسول.

يا إخوتي ورفاقي في الفصائل الفلسطينية كافة.
فلسطين أكبر منكم جميعا.. وأطالبكم باسم كل شهيد سقط أن لا تعتبروا تحرير فلسطين مرهون براية أي فصيل سيدير دفة السفينة.
إن من يقتل على أيدي المستعمرين الصهاينة هو فلسطيني، سواء كان فتحاوي أو شيوعي، أو إسلامي التوجه. الدم الفلسطيني متوحد في الموت، فيا أيها الرفاق في اليسار الفلسطيني لا تفرقوا هذا الدم في أطروحات مريضة وفاشلة وغير "جماهيرية".

إن قليلا من العلم يفيد الذهن في بعض الأحيان.
بهذا أؤمن .. وله أشهد.
بالديمقراطية الغير أمريكية يشدني إليها تاريخ لم ينقطع.
بعروبة المصير، يوحدني مع الملايين المطروحة تحت كل سماء عربية.
بعروبة التطلعات إلى الغد الناهض من الركام، نتخاصر لجعله بهيا من أجل أطفالنا العراة.
أجاهر بانتمائي إلى فلسطين، وبقناعتي باعطاء الحكومة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا حق التجريب في قيادة السفينة. ولست بذلك خائنا يساريتي، ولا جاحدا تاريخي، ولا مبتدعا عجبا، ولا ناطقا كفرا.

حسبي أن فارس الخوري، رئيس وزراء سوريا المسيحي، تقدمنا جميعا عام 1936 يوم أطلق أحلى أقواله: "إذا كان الإسلام يعني العداء لفرنسا وتحرير سورية من الاستعمار فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله".
وأنا أسير على خطى قوله وأقول:
إذا كان الإسلام يعني العداء للمشروع الصهيو- أمريكي والمستعربين، وتحرير فلسطين، والوفاء لدماء الشهداء: فأشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله".
ومن يغص زلومه بهذا الكلام، أو يحسب فيه طرف خيانة، فليقرأ نبض الشارع إن كان به جهولا.
والسلام على من قرأ، فانفتحت عيونه.



#وليم_نصار (هاشتاغ)       William_Nassar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة ثقافة عربية أم أزمة مثقفين عرب(رؤية شخصية)
- إغفر لنا محبتنا .. يا حكيم
- مزامير لفناء الفلسطينيين
- من دون عنوان .. إلى الكاردينال صفير وعموم نصارى الشرق!!
- الكتابة في مواجهة الموت
- رباعية الوطن .. المنفى .. الروح
- هذا المسيح الكادح
- ما هو الإرهاب؟
- رسالة إلى الرفيق يسوع في انتظار عيد الميلاد المجيد
- سلاما أيها الأحبة في غزة
- بين مونتريال والناصرة.... بين الناصرة وبيروت


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - وليم نصار - رسالة إلى حركة فتح وفصائل اليسار الفلسطيني