أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - محمود كراجة - إلا الثقافة... لم يصرف عليها ما يستحق ذكره!!














المزيد.....

إلا الثقافة... لم يصرف عليها ما يستحق ذكره!!


محمود كراجة

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 09:46
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


الانقسام الفلسطيني، وبشكل أدق ومباشر، الشرخ الحاصل في المشروع الوطني، المعبر عنه بحركتي فتح وحماس، وذيولهما، تغلغل الى مما هو أعمق من الحقل السياسي الفلسطيني، الى الثقافة، إذ أن استفحال/استمرار إدارة الظهر بين شقي المعادلة السياسية الفلسطينية، أو ما يمكن تسميته ب" اللاعبين الكبار"، كشف عن هشاشة الثقافة السياسية السائدة في المجتمع الفلسطيني من جهة، وفئويتها وولائيتها الحزبية الضيقة من جهة أخرى، في مواجهة أو الانتقال السلمي للسلطة السياسية وتداولها بين الاحزاب السياسية الفلسطينية، ولو كان ذلك، طعنا في خاصرة المشروع الوطني ببعديه( التحرري والاستقلالي).
إذ لا يكفي القول، أو التبرير لما جرى ويجري فلسطينيا، إنما يرجع الى العوامل الخارجية، والمتمثلة بالسياسة الغربية، وفي مقدمتها السياسة الأمريكية –الاسرائيلية، والتي تعبث فسادا، وتعمق الشرخ الداخلي، وتفتت المفتت، وتشرذم المشرذم، سياسيا واجتماعيا وجغرافيا واقتصاديا وتعليميا، بل ويطول ذلك، معمعان الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، من خلال السياسات الاسرائيلية المعبر عنها بالإجراءات اليومية، وأساليب التضييق اليومي، والتي تمسس، بل وتخدش كرامة المواطن، وتمتهن معنى الحياة في فلسطين.
ولأنه، ليس كذلك، أو غير كاف تعليق الانقسام السياسي الفتحاوي-الحمساوي، على شماعة العوامل الخارجية فقط، وما منهجية التحليل تلك، إلا غوصا على/ وفي سطح بحر الإنقسام والشرخ، وليس غوصا في أعماق "بدويتنا" التي تنتصب فينا ليس كأفراد فقط، بل وكجماعات سياسية بين الفينة والأخرى، وتخرج من عباءتنا أو تحتها كما شئت، ولو من أجل الدقة، هي ثقافة المكبوت فينا، التي تربينا فيها وعليها، والتي ما تكاد تصمد أمام أول جدل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، حتى تنهار!
أنها القابلية الداخلية، التي توفرها ثقافتنا السياسية، وتعيد تررسيمها الاحزاب السياسية فين كل مرةا، وتطور أدواتها ووسائلها املختلفة للتحكم في عقول المواطن الفلسطيني، أقصد التلاعب في مصيره الفردي والجماعي، في ظل تركيبة نظام سياسي وإجتماعي شمولي التفكير والممارسة.
إن جبروت السياسة، والتي تخلق/تؤسس نظامها الثقافي، سواء على ما تبنيه من نظام ثقافي قديم أو تضيف إليه الجديد، يصبح مساحة النفوذ والهيمنة التي تتنافس عليها القوى السياسية، وذلك لأهمية الثقافة في التاثير على المواطنين، واستقطاب الرأي العام وتسهيل عمليات التعبئة والتحشيد، لتقوم الثقافة بدورها بخدمة السياسة، وإن كانت على حساب الثقافة "الوطنية" الفلسطينية التي نحن أحوج إليها حاليا في هذه المرحلة، والتي نعمل على تفتيتها، وشرذمتها، وغرس العفن فيها.

لا يكفي الاحزاب السياسية أنها أفلست عن تحقيق مشروعنا السياسي- الوطني، وقادتنا من هزيمة الى أخرى، بل وطفشت الكثير منا من العمل في السياسة، بل وتطفس محاولات نهوض مشروع ثقافي فلسطيني وطني، وإلا ما حجم العمل السياسي على ترميم مشهدنا الثقافي؟ كم من مال اسثتمر في هذا المشروع؟ وكم من وقت أمضت الهيئات المركزية والقيادية في الاحزاب السياسية للتفكير في حالنا الثقافي؟ وكم من النتاج الثقافي ساهمت به أحزابنا؟
بإختصار، لقد علت الثقافة الحزبية على الثقافة الوطنية، وطغى الانتماء الحزبي على الولاء للوطن، ورفرفت الرايات الحزبية على حساب العلم الفلسطيني، ودخلت بيوت العبادة في ساحة الحسم الجماهيري، وضخت الأموال لتأسيس مؤسسات أهلية جديدة، ووزعت الغنائم على الأحزاب ودكاكينها، إلا الثقافة الفلسطينية لم يصرف عليها ما يستحق ذكره؟



#محمود_كراجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - محمود كراجة - إلا الثقافة... لم يصرف عليها ما يستحق ذكره!!