أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - مجلة الحرية - افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بقلم حميد لفته -رئيس تحرير مجلة الحرية















المزيد.....



افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بقلم حميد لفته -رئيس تحرير مجلة الحرية


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 11:16
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    


ماهو التغير على وصف الطبقة خلال عصر العولمة الرأسمالية؟؟ :

((الغوا الضرائب الجمركية وادعموا التجارة،عندئذ سيهبط عمالنا في كل فرع من فروع الاقتصاد الى مستوى رقيق وبؤساء)) إبراهيم لنكولن-الرئيس السادس للولايات المتحدة الأمريكية(1860-1865)(1)

يمكن بهذه المقولة لرئيس الولايات الأمريكية قائد ة الرأسمال العالمي ان نعبر باختصارعن تعريف العولمة من حيث الوسائل والنتائج فهي في الوسائل
*********.
اختزال التكاليف، اقتصاد في النفقات، سرعة في التبادل والإدارة والاتصال، قلة في العاملين، صغر في المنشات والمقرات، وفرة هائلة في الإنتاج.
اما في النتائج فهي
*************.
زيادة غير مسبوقة في الأرباح.
بطالة غير كبيرة في مختلف أوصاف ومستويات قوى العمل.
تدني في القدرة الشرائية للأغلبية مما ينتج عنه قلة الاستهلاك.
خراب مخيف للبيئة و للطبيعة على كوكب الأرض.
وهنا ناتي لنرى ماهي المتغيرات التي حدثت اوالتي سيؤل إليها وصف ومصير ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة الرأسمالية:
لا نريد ان نخوض بما هو مكرر ومعروف ويمكننا ان نعرف قوة العمل في الرأسمالية بانها:-
هي القوة التي ينتج عنها فائض القيمة التي تذهب الى جيوب أصحاب رأس المال والذي يمتلك مالكها حرية ظاهرية ببيعها او حجبها عن سوق العمل وهي تكريس عبود ية العمل المأجور لرأس المال . والذي لايمكن ان يتخلص من قيود عبوديته طالما ان العمل مازال مأجورا .
وقد تميزت مختلف حقب ومراحل التطور لمختلف المجتمعات الإنسانية وخصوصا منذ الثورة الصناعية بإشكال وأساليب مختلفة من العمل من حيث الشدة والمدة التي يقضيها العامل في العمل ومقدار الأجر الذي يتقاضاه في صفقة غير متكافئة مقابل قوة العمل المبذولة.
على مدى تاريخ كفاح العمال الطويل ضد عبودية رأس المال خاضوا نضالا مريراً من اجل زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل الذي طالما تحول هذا النضال الى نضال سياسي حينما تدرك ان صراعها يتطلب تغير الطبقة السياسية الحاكمة من اجل ان تحقق مطاليبها المشروعة
وقد حصلت عدة متغيرات على وصف العمل فبعد ان كان عملا يدويا وجسديا .يحتاج الى طاقة عضلية وجسمانية كبيرة اخذ هذا الشرط يتضاءل أمام شرط توفر الخبرة العملية والعلمية ودرجة التحصيل العلمي والدراسي للعامل في مختلف مستوياته حيث ان اليد العاملة الماهرة كانت شحيحة طوال الفترات السابقة وممن يسمون بذوي الياقات البيضاء الماهرين يتميزون عن العمال في الإعمال الشاقة واليدوية العادية وقد كان ذلك بداية التطور التقني في مختلف مجالات العمل الصناعي والزراعي في الدول المتقدمة.
وفي ظل التطور العلمي والتكنولوجي الآلي وزيادة التخصص والتطور في مجال الإنتاج والإدارة وتبادل المعلومات عن طريق الانترنيت أخذت العقول الماهرة والمتفوقة والمبتكرة تزيح ذوي الياقات البيض والزرقاء ليحمل أصحاب العقول من ذوي الكراسي الدوارة والحاسبات المتطورة المرتبة الأولى في الأهمية ضمن دورة حركة الإنتاج والعمل ليكون فائض القيمة هنا يقاس بدرجة العطاء والابتكار الفكري وليس اليدوي او العضلي والجسماني وخصوصا في البلدان المتطورة والمتقدمة صناعيا في الولايات المتحدة وأوربا الغربية وحتى في بعض دول أسيا(وقد عملت الشركات الرأسمالية على الاستفادة من العقول المنتجة في بلدان غير بلدانها لرخص خدماتها وتوفرها في سوق العمل. ان استخدام شيكات الحاسبة البريد الالكتروني يساعد على تحويل وإدارة حسابات الشركات الكبيرة على سبيل المثال بتكاليف قليلة في البلدان النامية حيث يمكن التعاقد مع امهر المحاسبين والمتخصصين بالحاسبة بأقل من مئة دولار) (2)
حيث(يبلغ عدد العاملين في صناعة الكومبيوتر في شبه القارة الهندية اليوم "120"ألفا من خريجي جامعات مدراس ونيودلهي وبومباي ووصلت ضجة المبيعات التي حققوها لمشاريعهم في عام 1995 الى 1،2 مليار دولار علما بان ثلثي هذه المبيعات قد تحقق من خلال تصدير ماقدموه من خدمات) (3)
ان هذا المجال أدى الى تسريح مئات الآلاف من الأيدي العاملة لتحل محلها العقول العاملة (لم يعد المرء يحتاج الى شركة كبيرة ليعرض معارفه الخاصة وقدراته في جميع أنحاء العالم يحتاج المرء لذلك الا ان يكون مربوطا بالانترنيت وحسب) (4)
كذلك أدت الى وفرة غير مسبوقة في الإنتاج في مختلف مجالات النشاط الحيوي الإنساني ... في نفس الوقت أدت الى بطالة غير مسبوق في قوة العمل وانخفاض شديد في القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من سكان الأرض في عصر العولمة الرأسمالية( ان اللذين يقومون بلا نتاج هم ليسوا الذين يستهلكونه) ص ويضيف الكاتب الى هذا الأمر قائلا يصف الطبقة المستهلكة في عصر العولمة الرأسمالية(وبينما كانت مساحة السلع الاستهلاكية المتوفرة للفئات الغنية جدا تتسع بشكل متجاوز للحدود تقريبا كانت حالة الانكماش تسري في مستويات استهلاك الغالبية العظمى من سكان العالم ان إفراد النخبة في الدول المدينة بما فيهم العملاء السابقون والأعيان الجدد في أوربا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق هم أبطال هذه العملية وهم المستفيدون منها )) (5)
ومثالنا الطبقة السياسية الجديدة الساكنة في المنطقة الخضراء وامتداداتها في مختلف مناطق العراق بعد تشظي الديكتاتورية الصدامية بعد الاحتلال ومظاهر بذخها ورفاهها غير المسبوق الى جانب فقر وبؤس للغالبية العظمى من أفراد الشعب العراقي.
كذلك أدت ضخامة المنتج للدول الصناعية المتقدمة وتدني الأسعار والمهارة والشيطنة في تسويق المنتجات عن طريق تصنيع المستهلك من قبل الشركات متعددة الجنسيات ليسقط مختارا في مراثونها الدائم سعيا الى نوعية وكمية متجددة باستمرار ما ان تمسك بها حتى تتراءى لعينك وعلى مبعدة منك ماهو أجمل وأحسن وأفضل منها وهكذا خصوصا وقد فاقت قيمتها الرمزية قيمتها الاستعمالية وخصوصا في ظل سيادة ثقافة الاستهلاك للطبقة بالغة الثراء والغنى من جموع الرأسماليين والبرجوازيين والسلاطين والحكام وحاشيتهم في عموم العالم الرأسمالي.
ففي ظل العولمة الرأسمالية التي نصبت البنك الدولي ومنظمة الكات والتجارة العالمية قاضيا وشرطيا وموجها لإلزام الدول كي تفتح أسواقها، لتدخل قواها العاملة ومنتجاتها في منافسة غير متكافئة بالمرة لامن حيث النوع ولا الكم مع منتجات الدول المتقدمة. وهذا الأمر أدى الى دمار شامل لقوى العمل وإغلاق اغلب المعامل والمصانع للانهيار والإغلاق التام في اغلب هذه البلدان لتحول برجوازيتها ((الوطنية)) الى سماسرة للشركات الرأسمالية الكبرى لتبلغ درجات غير مسبوقة من حيث الثراء والسطوة والجاه لتكون قائدة للتردي والتخلف والتبعية لبلدانها بدل ان تكون رائدة التقدم والتحرر والرفاهية والتقدم الصناعي والزراعي كما هو وصفها في بلدان العالم الرأسمالي المتقدم.(منذ بداية الثمانينات أدت برامج((الاستقرار الاقتصادي الكلي)) وبرامج "التكيف الكلي" التي فرضها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على البلدان النامية كشرط لإعادة التفاوض بشان الدين الخارجي" الى رمي مئات الملايين من الأشخاص في مستنقع الفقر،لقد انهارت القدرة الشرائية الداخلية وعم الجوع وأغلقت المستشفيات وعادت للظهور أمراض معدية مثل التدرن الرئوي والملا ريا والهيضة،وأغلقت المدارس،زيادة عملية لتدمير وتخريب البيئة كما تسببت في طرد وتشريد عدة ملايين من الأشخاص من أماكنهم بصورة إجبارية)) (6)و ل (تقوم الدولة بتنظيم أسعار المشتقات النفطية تحت إشراف البنك الدولي وتسهم الزيادات المتعددة في أسعار الوقود والخدمات العامة بصورة مؤكدة في زعزعة الإنتاج المحلي ،بحيث ان سعر البنزين المرتفع ينعكس في هيكل الصناعة والزراعة الوطنيين وان تكاليف الإنتاج تكون أعلى على الدوام من سعر البيع المحلية للبضاعة مما يؤدي الى إفلاس القسم الأكبر من صغار المنتجين وموسطيهم)) (7)
ويكاد ان يكون بلدنا بعد الاحتلال الامريكي مثالا ونموذجا واضحا للأثر السيئ لإجراء مثل هذه التعديلات السعرية على المحروقات فقد ارتفعت أسعارها بشكل جنوني بحيث ارتفع سعر قنينة الغاز من 250 دينارا زمن الديكتاتورية الى اكثر من خمسة وعشرون ألف دينار في عصر العولمة ((الديمقراطية )) أي بأكثر من مئة ضعف رغم كون العراق يطفو على بحيرة من النفط الذي لايكلف استخراج البرميل الواحد منه اكثر من دولار واحد وكيف أدى الأمر الى تدهور الوضع ألمعاشي والصحي والتفكك الاجتماعي والتدهور الصناعي والزراعي في عراق اليوم.
خصوصا بعد ان سلبت من هذه البلدان صفة الحديقة الخلفية للدول الصناعية كونها من البلدان المتميزة بالزراعة ووفرة الثروة الحيوانية حيث تحولت من دول مصدرة للحبوب والفواكه واللحوم الى مستوردة لها من بلدان العالم الصناعي وبذلك أطبق عالم الشمال بأنيابه تماما على عالم الجنوب.وهاهو عراقنا يستورد الخيار من الكويت والبرتقال من البرازيل والرز من الفيتنام والرقي من إيران ونحن بلاد النهرين وارض السواد!!!
وان كانت الامبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية كما وصفها لينين فان العولمة الرأسمالية المتوحشة يمكن وصفها أعلى مراحل الامبريالية وبداية لتفسخها، وان ماجرى في أفغانستان والعراق وغيره من بلدان العالم لخير دليل على مانقول لتتفاقم الأزمات بشكل لايطاق خصوصا( إذا سارت الأمور على منوالها الراهن حيثما يشير المؤلفان((شومان)) انه في القرن القادم(القرن الحالي) سيكون هناك 20% من السكان الذين يمكنهم العمل والحصول على الدخل والعيش في الرغد والسلام اما بالنسبة الباقية(80%) فتمثل السكان الفائضين عن الحاجة الذين لن يمكنهم العيش الا من خلال الاحسان والتبرعات وأعمال الخير)(8)
فهل بعد كل هذا الوصف المركز الذي تحتاج كل فقرة منه المزيد من التحليل والتفصيل نقول وفي ظل كل هذه المعطيات فهل سيبقى السؤال والسعي المثابر للبشرية لتجاوز العولمة الرأسمالية المتوحشة قبل ان تحل بهم وكوكبهم كارثة الدمار والخراب الشامل؟؟؟؟؟
في ظل التطور العلمي والتقني الهائل هل يمكن ان نعتبر ان دور الطبقة العاملة قد ذهب مع العمل اليدوي والجسدي الصرف ام ان الوصف الجديد للقوة العاملة يعطيها مزيدا من القوة تجعل منها تتحكم في عملية الإنتاج العالمي؟؟؟
ان ماركس وانجلس وغيرهم من منظري ومفكري الاشتراكية لم يتطرقوا الى نوع وشكل العمل وهل ان نوع العمل يحدد الهوية الطبقية للعامل بل ان هناك أصحاب رؤوس الأموال والإجراء اللذين تستنزف قواهم الجسدية والعقلية كلتيهما او أحداهما لتحصل على اكبر قدر من فائض القيمة والربح(ان الحقائق الموضوعية التي كانت سائدة أيام كارل ماركس تعود لتظهر من جديد انه الصراع بين العامل ورأس المال إنما يشكل اكثر غموضا فالعولمة تزيد الغموض لان الحركة العمالية لم تتأقلم بعد هذا الواقع المستجد،فهي مازالت تتلازم مع الدولة القومية ولم تستطع تنظيم كادراتها العمالية مع حركة العولمة المستجدة)) (9)
نرى ان ضرورة استمرار العملية الإنتاجية تتطلب المزيد من العقول المنتجة العاملة والتي لايقدر مجهودها الذهني بثمن حيث تولد هذه العقول بيضاً من ذهب يذهب الى سلال أصحاب رأس المال والشركات الاحتكارية وفي مقدمة هذا الإنتاج هي برءا’ الاختراع والتطوير... بلا ضافة الى جيش العمل في مجال العمل الخدمي في المصحات والمستشفيات ودور الرعاية والبلدية وفلل ودور وقصور الأثرياء ودور العلم والمطاعم والمقاهي والمتنزهات...الخ(المجتمع مابعد الصناعي هو مجتمع خدمات قطاع الخدمات بتوسع كما لايفعل غيره، بسوقه المالية وتحويل المعلومات والسياحة على رأس قائمة النمو في الولايات المتحدة هي السباقة في فرع الخدمات 72% من مجموع المشتغلين بينما تبلغ نسبتهم في العامل 64% .بدأت التجارة بالخدمات تزدهر حديثا كفرع تصدير ايضا من حسابات التامين مرورا بتنظيف المباني وحتى الجنس بالتلفون،ترسل أغطية الأسرة للمستشفيات الألمانية لغسلها في بولونيا،بولونيات يقطفن الخيار في اودبروخ في موسم الجني لقاء خمسة ماركات في الساعة) (10)
كل هذا يزيد من كابوس الاغتراب والاستلاب الذي يهيمن على قوى العمل وإحساسها بالضياع والسحق والتهميش وهنا نورد الأرقام والإحصائيات والأقوال التالية لنرى بوضوح اكبر وضع العمل والعمال وحال عالمنا ألان
*-الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من أعلى نسب المديونية العامة حتى وان كانت مديونية داخلية فقد قفزت مديونية الدولة الفدرالية من 35 بالمائة الى 70 %من الدخل القومي في اقل من عشرين سنة وتبدو الدول المتقدمة الأخرى في وضع أسوأ فالديون في ايطاليايشكل124 %من مجمل الا نتاج القومي وتعاني بلجيكا من دين عام أصبح يمثل 132% من إنتاجها الأم وإما السويد فان دينها العام أصبح يشكل نسبة 100% من إنتاجها الوطني وحتى ألمانيا الدولة المحافظة أصبح دينها العام يساوي 60% من إنتاجها القومي)(11)
*-50 ألف من النساء والأولاد ينقلون سنويا الى الولايات المتحدة لإجبارهم على العمل في الدعارة او كخدم ،تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية سي أي أي (12)
*-1،2 مليون طفل يباعون كل عام مقابل عشرة مليارات دولارا)...( ليست تجارة النساء عابرة الحدود وعابرة القارات ظاهرة جديدة في السوق العالمي الا ان العولمة بعثت فيها الحركة...تشجع الحكومات السياحة كمصدر للعملات الصعبة فإنها تضع في حسابها الدعارة ضمنها في العادة)(13).
*-500 ألف امرأة وفتاة يجري تهريبهن الى أوربا كل عام من مختلف أنحاء العالم وخاصة من دول الاتحاد السوفياتي السابق.
*-49 دولار يصل سعر المرأة في بداية سلسلة الاتجار في إحدى المدن الرومانية.
*-200 ألف طفل كل عام يصدرون الى أوربا لبيعهم في سوق النخاسة للقيام بالإعمال المنزلية )(14).
*-11 مليون طفل يموتون كل سنة لأسباب تتعلق بالتغذية والنظافة الصحية المتردية.
*-4 ملايين مصاب بالايدز في الهند لوحدها.
20 مليار دولار ثروة العاهل السعودي.
*- 11 مليار ثروة سلطان بروناي حسن
كان صدام حسين يحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث الثراء
متوسط الدخل بالدولار الامريكي للفرد في مختلف دول العالم كالأتي:-
29918 في النرويج.
825دولار في الكونغو.
360 دولار لأكثر من 30% من الشعب العراقي حيث يحتل العراق مابعد الأخير في مستوى الدخل تأتي من بعده كوريا الشمالية.
متوسط الأعمار في العالم تتراوح من 81 عاما في اليابان الى 24عاما في زيمبابوي.
10% من الأغنياء في الولايات المتحدة الأمريكية تحصل على 43% مما يحصل عليه مجمل فقراء العالم (15).
-815 مليون إنسان يعانون من سوء التغذية ينتمي 777 مليون إنسان من هؤلاء الى الدول النامية في جنوب الكرة الأرضية .
27 مليون منهم يعيش في أوربا الشرقية.
11 مليون في الدول الصناعية المتقدمة .
113 مليون طفل في عمر المدرسة بقوا خارجها 47% منهم في البلدان النامية.
40% من الأميين في العالم هم في الدول العربية 92 إحصائيات الأمم المتحدة عام .2002:
15 إلف حالة واد للبنات في الهند عام.2001.
ان صاحب معمل نايكي الامريكي دفع منحة ترفيع للاعب كرة السلة الامريكي ميشال جوردن اكثر مما يكسبه كل القوى العاملة في صناعة الأحذية في اندنوسيا الذي هم 25 ألف عامل يصنعون أحذية نايكي واديداس وغيرها من العلامات الأخرى المشهورة. (16)
1%من كبار الاغنياء يملكون 31 % من مساحة الأملاك في أمريكا وتقدر الثروة النقدية لهذه الفئة أي الواحد بالمائة بمبلغ 5،7 مليار دولار مقابل 4،8 مليار دولار يملكها 90% من الطبقة الفقيرة.
48% من العمال الفرنسيين عاطلين عن العمل.
70% من العمال البلجيكيين عاطلين عن العمل.
500000 طن من الملابس القديمة في ألمانيا يصدر النصف منها تقريبا الى إفريقيا ووربا الشرقية كبضاعة مستعملة.
( ان تبني رأس المال العالمي او العولمة الرأسمالية المبنية على سيطرة رأس المال المهووس والتكنولوجيا غير المنظمة التي لاتحترم قيم الإنسان وضماناته ولم تأخذ بعين الاعتبار مصالح العنصر البشري الذي سيعيدنا الى نقطة الصفر والبدء من جديد في صراع أخربين العامل ورأس المال من جهة وبين الدول المتقدمة والدول المتخلفة من جهة أخرى هذا التحذير الجديد الموجه الى المسؤليين في العالم عن صياغة العولمة الجديدة()17)
( يقفن في الشمس يجرين حول المعمل في قيظ الظهيرة يركضن أمام رؤسائهن تلصق أفواههن بالبلاستر حين يتحدثن كثيرا وخلال عمل ثماني ساعات يشربن الماء مرتين فقط ويذهبن مرة واحدة الى دورة المياه-قائمة التأدية الجماعية التي وضعها مندوب لمنظمة مراقبة العمل الأمريكية في فيتنام عام 1997 بعد جولة في المعامل التي تزورها نايك في الفيتنامي تذكر بطرق معسكرات الاعتقال.()18)
إنما أفرزته الثورة العلمية والتكنولوجية والاستخدام الوحشي لمصادر الطبيعة وتغيرها دون رحمة سعيا وراء المزيد من الربح في ظل تنافس وحشي بين قوى الرأسمال العالمي وضع كوكب الأرض على كف عفريت ومن هذه الإخطار ارتفاع حرارة الأرض نتيجة لكثافة الانبعاث الحري ووسع ثقب الأوزون وزيادة نسبة التصحر
. ذوبان ثلوج القطبين وتهديده للعديد من المدن لابل لقارات في العالم بالاختفاء في لجة البحار والمحيطات .
ظهور العديد من الإمراض الكونية الخطيرة مثل أنفلونزا الطيور وجنون البقر والايدز.. ولنعلم ماذا يخبأ المجهول للإنسان من الأوبئة والإمراض الفتاكة التي تهدد مستقبل البشرية.
هذا بالإضافة الى خطر الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية والتي أصبحت في ظل التطور العلمي الهائل في متناول بعض العصابات والأشقياء والمرضى نفسيا من الساديين وتجار الحروب افرز الصراع إثناء الحرب الباردة بين المعسكرين (الاشتراكي) والرأسمالي وخطر اضمحلال المعسكر الثاني باضمحلال الاتحاد السوفياتي وتوابعه من دول أوربا الشرقية ان تتحول اغلب الاحيان هذه الدول وهذه المجاميع البشرية للاصطفاف مع الرأسمالية العالمية ولكنها يمكن ان تكون من مكاسب وميزات العولمة الرأسمالية واحد نتائج سحرها الذي قد ينقلب على الساحر تحت ظروف معينة تتعلق بطبيعة الحراك الاجتماعي العالمي والمحلي ومدى حنكته ووعي الذات الفردية والجمعية في المجتمع الإنساني الذي يزداد اندماجا وتداخلا والتحاما عاما بعد عام وبشكل مدهش وغير متوقع الا من بعض عباقرة الفكر الاشتراكي وخصوصا ماركس الذي ننتظر عودته كما يقول بدري يونس(يتضح من كل الوقائع الرقمية... ان جميع الفرو قات الطبقية والأسباب المادية بالإضافة الى واقع صراع الحضارات وهو الشيء الجديد في صراع العالم المتقدم مع العالم الثالث أصبحت تشكل وتتجدد في صراع طبقي جديد وعلى اكثر من صعيد مع الفرق ان ليس هناك كارل ماركس لوضع اللوم عليه، من هنا... الحاجة الى عودة كارل ماركس وإذا كان هذا الاسم يزعج بعضهم فليكن محمد ماركس او احمد ماركس او أية تسمية مماثلة)19).
(أخذت العولمة التمييز بين الجنسين في سوق العمل في لمح البصر.مهن تقوم بدور الدليل للجنسين دون تغير بشكل غريب 80% من النساء يتركز في 25 من 376 مهنة تأهيل المعروضة في المانيا اغلبها في قطاع الخدمات.. 5،3 مليون مكان عمل مؤقت 98% من العاملين فيها من النساء(20)
في ظل هذا الواقع الموصوف بشكل موجز أنفا هل يمكن ان يسير العالم نحو الانسجام والمساواة والعدالة والأمن وهو حلم الإنسانية ام الى المزيد من التشظي والحروب والجوع والخراب والأوبئة والانتحار البيئي الذي لايبقي ولا يذر،فمهما تعقلنت ومهما تطورت الرأسمالية لايمكنها ان تتخلى عن طبيعتها كنظام اقتصادي و اجتماعي مبني على الربح ثم الربح ثم الربح ويأتي الإنسان الا كوسيلة من اجل زيادة وتضخم ملكية أصحاب رأس المال ونهمه الذي لايشبع من اجل الثروة كأهم أكلة لحوم البشر كما يقول أنجلس(.ان العمل ا لماجور لايمكن ان يفسر الا على اعتباره شكلا مخففا من التهام اللحم البشري) (21)
وهنا لانرى ولانظن ان يرى كل راشد وعاقل يهم مصيره ومصير أجياله من بعده ان يأمل بتحقيق الامن والسلام والرفاه في العالم في ظل النظام الرأسمالي وبذلك فإننا نرى ان مناهضة الرأسمالية تتسع دائما وبشكل مطرد من قبل أنصار البيئة والخضر والمنظمات النسوية والشبابية وكثير من العلماء والأدباء والفنانين بالإضافة الى الدور الفاعل للطبقة العاملة في كل العالم حيث تبقى في طليعية القوى المفعلة للحراك الاجتماعي وقائدته في عصر العولمة الرأسمالية.... فقد بلغت حركة مناهضة العولمة الرأسمالية أفاقا واسعة قبل إحداث أيلول والتي أصبحت ذريعة كبرى للرأسمال العالمي في محاربة كافة القوى اليسارية والديمقراطية وتضييق حيز حريتها في التعبئة والتوعية والحشد لكشف مساوئ وجرائم وفضائح الرأسمال في كل مكان فاتت إحداث أيلول منقذا للنظام الرأسمالي العالمي والأمريكي المسلح بالخصوص لكبح جناح هذه الحركات تحت ذريعة محاربة الإرهاب وفتح الأبواب على مصراعيها أمام مسوخها من الإرهابيين والقتلة اللذين ولدهم رحمها العفن ليمثلوا صورتها الحقيقية في النهب والسلب حتى وان حملوا صفات الأبناء المتمردين لالأنهم شرفاء ولكن لان أمهم تريد ان تمنعهم وتحضر عليهم أعمال النهب والسلب والسفاح والقتل والاغتصاب الذي تمارسه أمام أنظارهم وفي عقر دارهم..
من كل هذا نخلص الى ضرورة ان يجد العالم بديلا للنظام الرأسمالي ويتجاوز سلبياته لابل جرائمه بحق الإنسان والبيئة والكوكب بأسره وقد يمتد إذاه الى الكواكب الأخرى وقد قدمت الرأسمالية خدمة كبيرة للإنسانية الا وهي تهيئة المستلزمات المادية للنظام الاشتراكي من حيث القدرة الهائلة لإنتاج الخيرات المادية وتجاوز الحدود والقيود بين قارات العالم والتقدم المذهل في النقل والاتصالات وشبه الإلغاء الكامل بين العمل الفكري واليدوي وإلغاء الفروق بين الريف والمدينة..الخ وان أتت هذه المكاسب معجونة بعرق ودماء الكادحين والعلماء والفلاسفة والمفكرين طوال تاريخ تطورها المديد والذي لابد ان ينتهي اما بالرفاه والأمن والازدهار او بالخراب والانتحار.
ولا نرى ان هناك غير النظام الاشتراكي المعروف والغير الموصوف ليكون خيارا جماهيريا حرا للإنسان لبناء حياته وسعادته وأمنه وسلامة عالمه وبيئته على الرغم من النموذج الفاسد"((للاشتراكية)) السوفيتية وما يماثلها في العالم هذا النموذج الذي رغم ((فساده)) فهو أفضل من النظام الرأسمالي القائم في عصرنا.حيث ظهرت العديد من الأنظمة اليسارية الاشتراكية في أمريكا اللاتينية وبعض دول أوربا الشرقية وفوز زعيم الحزب الشيوعي القبرصي برئاسة الجمهورية في قبرص اليونانية وكسب العديد من المقاعد البرلمانية في النيبال هذه الانتصارات للقوى الاشتراكية واليسارية التي تحمل صورة جديدة ومتجددة لماركس العصر الجديد وليس صورة ماركس الستالينية الغابرة. نتكلم عن الاشتراكية الخيار الحر للإنسان كذات فاعلة ضمن جمع أنساني متضامن ومتكافل ومنسجم وليس كحتمية تاريخية للتطور الاجتماعي.


هل للماركسية واليسار دورُ في الحراك القائم؟؟
****************************.
نرى ان لليسار في العالم المتقدم أوفي العالم الثالث مطالب ان يكثف دراساته ويتخلص من رداء التعصب والجمود العقائدي خصوصا ون اغلب القوى الماركسية والشيوعية واليسارية ضربت مثلا جميلا في نقد ألذت وأظهرت جرأة كبيرة في تجاوز الخطوط الحمراء لشرطة الفكر وسماسرة العقيدة متجاوزة تقديس النص والشخص التي ابتليت به من الموروث الديني في نصوصه وثوابته.
فارتدى رداء التحريفيه والارتداد المتهرئ كاْسوء وابغض تراث من الدوغما المثالية والتسلطية،ولم تدلنا التجربة البشرية ولا الواقع الحالي لحد ألان من استطاع ان يفند المقولات الأساسية لكارل ماركس المفكر والمنظر و المعلم الأول للطبقة العاملة وحلفائها وان عبقريته تجلت في كونه لا يدعي خلود وقداسة أوثبات آراءه واستنتاجاته وقوانينه بل هي نتاج الواقع وتتغير وتتبدل وتتجدد بتجدده وتغيره وتبدله وستغتني بما يكشفه التطور العلمي الذي كان وسيظل قادرا على إنارة العديد من كهوف الظلام المعرفي الذي لم يزل الإنسان يتخبط فيه في ظل الهيمنة الرأسمالية وقد أشار ماركس وانجلس الاان العديد من فقرات البيان الشيوعي قد شاخت بعد عدة سنين من صدوره فكيف الحال بعد مايزيد على قرن من صدوره هو غيره من مؤلفات ومقولات منظري ومفكري الاشتراكية ((يجب ان لاتكون الشيوعية دين ذو عقائد يقينية متقنة وأسفار منزلة فعندما يريد لينين ان يقيم الدليل على صحة افتراض ما فانه يفعل ذلك بالاستشهاد بنصوص ماركس وانجلز إذا أمكنه))(22).
فالحري بقوى أليسار الماركسي والشيوعي في كل العالم ان تسعى من اجل المساواة والعدل والمحبة والتضامن والسلام بين كل شعوب الأرض عبر تفعيل وتعديل ميثاق الأمم المتحدة الذي تمت صياغته في ظروف الحرب الباردة وامتلك فيه الأقوياء حق الفيتو ،الذي يجب ان يكون ممثلا للشعوب الأرض وليس لحكامها المستبد ين ان يكون الإنسان اخو الإنسان وكلهما أبناء أمهم الأرض.
تشير التقارير العامية (ان هناك واحدا من خمسة أمريكان في الولايات المتحدة يصنف حسب معلومات دائرة الإحصاء تحت خط الفقر))هذا الحال في أغنى بلدا الرأسمال العالمي والذي تنفق مايقارب الأربعة آلاف مليار على الحرب في العراق وافغانستن تحت ذريعة مكافحة الإرهاب فما كان أجدر بها ن تحارب الفقر والمرض والبؤس بهذه المبالغ الهائلة لينتحر الإرهاب بشكل أوتوماتيكي بعد ان تختفي أسبابه ويقتلع رحم مولدته وهو رحم الاستغلال الرأسمالي نفسه وهذا هو مأزق ومحور أزمة الرأسمالية وسبب عجزها عن حل مشاكل الإنسان وإنقاذ العالم حيث ان الرأسمال والاستغلال هو أساس المشكلة ومولد الماسي والكوارث.
فلم يعد بالإمكان السيطرة ومقاومة المخاطر الكونية التي تهدد الإنسان في شكل من ا الحكومة الكونية المختارة بحرية تامة من قبل كل شعوب الأرض ان أراد ابن الأرض ان يحافظ على كوكبه وان يحترم ذاته وان يتخلص من أنانيته وحيونتها وساديته ليكون بمستوى الإنسان هل يبقى الخيار التقليدي للعنف وديكتاتورية البرولتاريا هو الطريق والوسيلة التي يتنكبها اليسار في العصر الراهن لمقاومة الرأسمال المتوحش؟؟ او بصيغة أخرى هل العنف هو خيار قوى اليسار الماركسي لتغيير العالم؟؟
ان أنجلس قد أجاب عن هذا التساؤل منذ اكثر من مائتين عاما (ان سخرية التاريخ العالمي تقلب كل شيء رأسا على عقب فنحن "الثوريين""الانقلابيين" نحرز من النجاحات بالأساليب الشرعية اكثر مما نحرز بالأساليب غير الشرعية او بانقلاب. اما الأحزاب التي تسمي نفسها بأحزاب النظام فإنها تهلك من الوضع الشرعي الذي خلقته بنفسها وواقع الياس تزعق مع اوديلون بارو الشرعية تقتلنا. في حين إننا نحن من نكتسب في ظل هذه الشرعية عضلات مرنة وخدودا حمراء وتزهر كالحياة الأبدية وإذا ما انزلقنا نحن في لجة الحماقة الى حد ان ننجر الى نضال الشوارع لمافيه صالح هذه الأحزاب فلا يبقى لهذه الأحزاب في آخر المطاف غير أمر واحد هو ان تنتهك بنفسها هذه الشرعية))23)
كما ان على اليساريين والشيوعيين ان يطبقوا على مقولات رموزهم ومفكريهم مايطبقونه على نصوص ومقولات القوى الدينية والمثالية وهم طالما ينتقدوهم لعدم الاهتمام بتاريخ المقولة او الفعل وادخلوه باب المقدس الصالح لكل زمن ومكان فحنطوا رموزهم ونصوصهم وبذلك فهم يركبون مركب المثالية واللاواقعية بوعي او بدون وعي وكما يقول خليل احمد خليل(( ان جل الذين "لادين لهم" مازالوا يسلكون دينيا على غير وعي منهم .. بل ا الإنسان الحديث الذي يعي ذاته ويزعم انه حيادي من الناحية الدينية لايزال ينصرف بأسطورية كاملة مموهة وهو يملك شعائريات منحطة كثيرة.. لقد آلت عملية سلخ صفة القداسة عن الوجود الإنساني غير مرة الى أشكال هجينة من السحر المنحط والتدين اللفظي))24
والواقع المشهود للكثير من اليساريين يفكرون للأسف الشديد بنفس العقلية وهم يتعاملون مع رموزهم ومقولات مفكريهم وكما يقول ميرسيا الياد المؤرخ العلمي للأديان((ان الإنسان يصنع نفسه بنفسه لايستطيع ان يصنعها الا بقدر سلخ صفة القداسة عن نفسه وعن العالم..وهو لن يغدو ذاته الا عندما يحرر ذاته من اسر الخرافة والزيف)).
يجب ان ينتج اليساريون في بلداننا فكرهم أي ان يتفكروا مجتمعاتهم وظواهر حراكها ويمتلكون أصالة في التفكير والتطير والتغيير وضرورة تمثل الفكر وليس ارتدائه والتجلبب به من حيث المظهر وليس الجوهر وإجهاد الفكر للمساهمة في وضع البديل والحلول النظرية والعملية للإشكالات الاجتماعية من خلال الاستقراء العميق للواقع وليس سحبه قسريا لكي ينسجم مع النظرية وليس العكس.

كيف دخل الأول من أيار التاريخ ؟؟؟:

(عندما زار أنجلس مدينة مانشستر عام 1842 وجد 350 ألفا من ا لعمال المستضعفين المحشورين في بيوت رطبة متهدمة قذرة يستنشقون فيها هواء يشبه مزيجا من الماء والفحم.وفي المناجم راى نسوة نصف عاريات يعاملن معاملة أحط البهائم وكان الأطفال يمضون يومهم في أنفاق مظلمة حيث كانوا يستخدمون في إدارة وسائل التهوية البدائية وفي غيرها من المهمات العسيرة.
اما صناعة الجلد فان استثمار اليد العاملة بلغ حدا كان فيه أطفالا في الرابعة من عمرهم يعملون بدون اجر فعلي)(25)
نتيجة لمثل هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها الطبقة العاملة الأمريكية خاضت نضالات عنيفة ومتواصلة من اجل نيل حقوقها ففي ( في عام 1886 أعلن ألوف العمال في شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية الإضراب العام احتجاجا على ظروف العمل القاسية التي كانوا يعانون منها،ونزلوا الى الشارع بتظاهرات ضخمة مطالبين بتحين شروط العمل وبيوم عمل من 8 ساعات وقد اتسع الإضراب فشمل جميع المؤسسات الصناعية ومؤسسات النقل وعلى الفور أرسلت الحكومة الأمريكية عميلة الاحتكارات جنودها لقمع الإضراب فسفكت دماء بريئة واستشهد عدد من العمال )(26).
وقد دست الحكومة مجموعة من العملاء والجواسيس داخل المظاهرة تمكنت من إلقاء متفجرات تسببت في مقتل بعض الناس مما أعطى المبررات للسلطات باعتقال عدد من العمال ومحاكمتهم والحكم على عدد منهم بلاعدام او السجن لسنوات طويلة.وقد اظهر القادة العمال النقابيون صلابة كبيرة وهم يواجهون الإحكام الجائرة الصادرة من قبل قوى الرأسمال حيث قال العامل ((لينغ))" اني احتقركم واحتقر قوانينكم وسلطاتكم المبنية على القوة فاشنقوني من اجل هذا) (27)
وقال العامل (انجل)(( هل بإمكان احترام حكومة تمنح حقا لطبقة ممتازة وتمنعه عن الطبقة العاملة ؟ ليس بوسعي احترام حكومة من هذا النوع)(28)
وقد قال العامل شواي (( أنا اعلم ان هدفنا لن يدرك هذه السنة ولا السنة القادمة ولكن سيدرك في يوم من الأيام )) (29)
أعيدت محاكمة العمال بعد سنتين من صدور الإحكام بعد ان اعترف احد الجواسيس بما قام به مدفوعا من سلطة الرأسمال بعد ان لم يتمكن من الصمود أمام تأنيب الضمير تم تبرئة العمال ومن الملفت ان هذا التأنيب الذي لم نجد له مثيلا في ضمائر ووجدان الأقطار العربية ووجدان جواسيس الدكتاتورية في العراق جزاء ما اقترفوه من أعمال القهر والتعذيب وافتعال الأحداث وتلفيق التهم وشهادة الزور ضد قوى التحرر السلام في العراق .
وقد جرت الاحتفالات بلاول من أيار عام 1889 في ألمانيا والإمبراطورية الهنغارية وفرنسا وايطاليا وبلجيكا والسويد وأقطار أخرى وكان من ابرز شعارات هذا الاحتفال ياعمال العالم اتحدوا)(30).
(وفي المؤتمر والاممي بباريس تقرر القيام بمظاهرة امميمة كبرى في يوم معين يبقى ثابتا كل سنة ليتسنى للشغيلة في كل ألاقطار والمدن مطالبة السلطات الاجتماعية بتحديد يوم العمل بثماني ساعات)(31)
وبعد ذ1لك اخذ العمال في العالم الاحتفال بيوم الأول من أيار كل حسب ظروفه من يحتفل بالسر ومن يحتفل بالعلن وقد اعتمد الأول من أيار عيدا للعمال في اكثر دول العالم في الوقت الحاضر ومنها العراق.

وصف مختصر لوضع الطبقة العاملة البريطانية في بداية النهضة الصناعية:-
************************************************.

نظرا لتطور صناعة الغزل والنسيج في بريطانيا والحاجة الماسة للأصواف التي أصبحت تدر ربحا وفيرا على أصحاب الأراضي إضعاف مايحصل ون عليه من الإنتاج الزراعي فعمدوا الى تحويل أراضيهم الى مراعي واسعة وطرد الفلاحين الفقراء من الأرض ( تم طرد 15000 نسمة بضمتها 300 عائلة فلاحيه وتم تدمير وحرق جميع قراهم وتحويل جميع حقولهم الى مراع ،وأرسل الجنود الانجليز للتنكيل بهم فبلغ الأمر بهم حد خوض معارك حقيقية ضد السكان المحليين وقد احرقوا عجوزا في كوخها بالذات لأنها رفضت مغادرته )(32 )
((ولم يستطع أولئك الذي انتزعوا فجأة من نمط حياتهم الأليف ان يتعودوا بنفس هذه المفاجأة على ضبط وضعهم الجديد فصاروا بالجملة فقراء وقطاع طرق متشردين اما بدافع الميل وإما في معظم الحالات تحت ضغط الظروف ولهذا أصدرت في أواخر القرن الخامس عشر في سباق القرن السادس عشر كله جميع بلدان أوربا الغربية قوانين دموية ضد التشرد .ان آباء الطبقة العاملة الحالية قد تعرضوا قبل غيرهم للعقاب لأنهم حولوا الى متشردين وفقراء وكان القانون يعتبرهم مجرمين ((متطوعين)) انطلاقا من الفرضية الزاعمة ان كان بوسعهم –إذا مارغبوا- ان يواصلوا العمل في ظل الظروف التي زالت من الوجود) (33) (بموجب مرسوم هنري الثامن الصادر في 1530 يحصل المتسولون والشيوخ والعجزة إذنا بالشحاذة ، اما المتشردون الذين لايزالون قادرين على العمل فقد تقرر لأجلهم عكس الأولين الجلد والسجن وكان يجري ربطهم الى عربة وجلدهم الى ان يسيل الدم على أجسادهم سيلا متواصلا وبعد ذلك ينبغي اخذ يمين منهم بالعودة الى مسقط رأسهم وفي حالة العودة الى التشرد كان يتكرر الجلد وتقطع نصف الإذن اما إذا ضبط المتشرد للمرة الثالثة فكان يعاقب بالإعدام بوصفه مجرما خطيرا وعدوا للمجتمع)(34)
يقول توماس مور(من عداد هؤلاء المشردين الذين أرغموا حقا وفعلا كما قال توماس مور –على احتراف السرقة اعدم في عهد هنري الثامن 72000 شخص وفي زمن ايزالبث كان يشنقون المتشردين صفوفا كاملة ولم تكن تمضي سنة دون ان يشنق في هذا المكان او ذاك 300 او 400 شخص) (35)
ان قيمة مايحصل عليه العامل من قيمة غذائية خالصة لاتحقق غير 515 سعره حرارية علما بان العامل في الإعمال الشاقة كالحفر والبناء يحتاج يوميا الى 4500 سعره حرارية كحد أدنى) ص69العامل العادي يحتاج الى 300 سعره حرارية على ان يحتوي هذه الكمية على مائة غرام بروتين ثلثها على الأقل بروتين حيواني ومائة غرام من الدهن هذا بخلاف الفيتامينات والأملاح والمعادن المطلوبة والمعادن المطلوبة لحياة الجسم وبناءه)(36). فما بالك ان اكثر من 30 % من أبناء الشعب العراقي يعيشون على اقل من دولار يوميا كما ذكر ذلك النائب الدكتور مهدي الحافظ وزير التخطيط السابق في حين يبلغ مايتقاضاه السيد النائب ومن هو أعلى وأدنى منه من النواب والوزراء ومن لف لفهم مايزيد على ألف دولار باليوم الواحد علما ان كيلوا اللحم يساوي مايعادل مايزيد على ستة دولارات فتصور مايمكن ان يأكله ال30% من أبناء العراق وهم يطوفون على بحيرة من النفط الذي تجاوز سعره المائة دولار.
ومن الجدير بالذكر ونحن نتكلم عن الطبقة العاملة التي لم تتسلم مقاليد السلطة السياسية طوال تاريخ كفاحها ضد قوى لبراسمال في بلدانها وفي عموم العالم باستثناء فترة محدودة أيام كومونة باريس،اما عدى ذلك فقد كانت ولازالت أنظمة الحكم التي تدعي تمثيل الطبقة العاملة إنما حكمت وتحكم بالنيابة او بالوصاية عن العمال وهذا هو احد أسباب فشل وتعثر اكثر التجارب((الاشتراكية)) في العالم وفي كل بلد من بلدانه،ولسنا بصدد التفصيل في هذا الأمر.
ولانظن إنا نقول جديدا او غير معروف بعد ان أشار العديد من قادة هذه التجارب ومن أبرزهم لينين الى هذه الحقيقة ولكن تضافر جهود العديد من العوامل الذاتية والموضوعية منها شراسة الصراع في الداخل والخارج ضد بلدان المعسكر(( الاشتراكي)) حالت دون تصحيح المسار وتهيئة الظروف كي تمارس الطبقة العاملة دورها القيادي المفترض للدولة الاشتراكية لتكون طبقة واعية لذاتها كما هو حال الطبقة البرجوازية في بلدان الرأسمالية في العالم حيث تقود كطبقة واحدة موحدة حينما تواجهها مخاطر أعداءها الطبقيين العمال الواعين.مما اكسبها الكثير من عوامل القوة والتجدد والاستمرار في الحكم رغم كل تناقضاتها،ولكنها بالتاكيد لم تكن مكتوفة الأيدي لتقاد الى قبرها( المعد)) سلفا بحتمية تخديرية غالبا مايتكأ عليها المتكاسلين والمترددين البائسين واهمين ان الحتمية التاريخية ستوصلهم الى جنتهم الموعودة,

الطبقة العاملة العراقية-نموذجا للطبقة العاملة في بلدان العالم((الثالث))

النشأة والتطور
******************.
ان الكثير من الوثائق والمؤرخين عراقيين وأجانب تشير الى حداثة الطبقة العاملة العراقية حيث لم تكن في مطلع القرن العشرين غير مجموعة من الحرفيين في مشاغل مانيفكتورة لاتتعدى العديد من أنوال الحياكة اليدوية وخصوصا في بغداد والموصل تهتم في صناعة الخيام وبعض العباءات للرجال والنساء من الصوف او الوبر بالإضافة الى صناعة الأحذية ودباغة الجلود وبعض الصناعات الحرفية كالصياغة وحدادة أدوات الزراعة والنجارة والتي غالبا مايكون رب العمل ((الاسطه)) يزاول العمل بنفسه بالإضافة الى عمال ((الكور)) لصناعة الطابوق لإغراض البناء بأساليب بدائية بسيطة ( ان الحركة العمالية ففي العراق البلد المستقل متخلفة عن بقية الأقطار العربية لمجاورة التي تعاني من الظلم والاستغلال الاستعماري)وان نسبة العمال قليلة جدا قياسا للدول المجاورة بالقياس الى عدد السكان(37)

البلد النفوس عام 30- 1931 عدد العمال النسبة
العراق 000و285و3 55000-65 ألف 2-2،4 %
سوريا 000و831و2 250 ألف 9%
فلسطين 000و0و035و1 90000 عامل 9%


تعرضت هذه الصناعات والأعمال الى الكساد والتدمير بسبب ما مربه العراق وحواضره وخصوصا بغداد والموصل ولبصرة بعد سقوط الخلافة العباسية وتوالي السيطرة على بغداد من قبل قوى ودول وأقوام بربرية متخلفة ومنها آل عثمان وسيطرتهم التي دامت لمدة طويلة الى حين موت هذه الإمبراطورية المريضة وانتقال العراق لسيطرة الإمبراطورية البريطانية رائدة الاستعمار الجديد سنذكر الكوارث والماسي التي تعرض لها العراق وحواضره وأريافه من الخراب والقتل والأمراض الفتاكة وموجات الفيضانات المدمرة لدجلة والفرات واقتتال الإخوة فيما بينهم وغزوات البدو على أطراف المدن وما تعرض له من السلب والنهب والتخريب(فمثلا في عام 1831 انتشر في بغداد وباء رهيب كان يقضي في ذروته وحسب شهود عيان على اكثر من ألف شخص يوميا ولم تكاد الأمور تهدأ بعد هذا الخراب حتى يفجر دجلة ضفتيه واغرق المدينة وهدم حوالي ثلثي بيوتها ودفن تحت الأنقاض 15000 ألف شخص في ليلة واحدة ونتيجة لهذه المحنة المركبة تناقص سكان بغداد في أربعة أشهر قصيرة من حوالي 80000 الى 27000 نسمة وكان هذا يعني من الناحية الاقتصادية انخفاضا حادا في عدد المستهلكين وفي قدرة السوق المحلية على الاستيعاب ولكن الأهم هو اختفاء حرف عديدة الى (38)
ولكن بعد عدة سنوات أخذت تدب تدريجيا الحياة في العمل نظرا لمتطلبات قوى الرأسمال العالمي الاستعماري وخصوصا الانكليزي لحاجتها الى مشاريع نقل وقلاع تمركز ومورد الغذاء وأيدي عمل رخيصة لخدمة مخططاتها فكانت من أولى هذه الطلائع العمالية في مجال سكك الحديد وخصوصا سكك حديد بغداد برلين ،ومن ثم بدأت إعمال التنقيب والبحث واستخراج البترول ونهم هذه الشركات الاحتكارية من مختلف الجنسيات وخصوصا البريطانية لاستغلال الثروة البترولية الهائلة في العراق مما جعل هاتين المجالين السكك الحديد ((النقل)) واستخراج واستثمار البترول الموقع الأول في حركة العمل في العراق وازدياد أعداد العمال الماهرين وغير الماهرين وهنا يشير الجدول التالي الذي يبين عدد العمال الذين يتمركزون في عدد المشاريع الهامة سنة 1929-1930(39)

المشاريع عدد العمال
---------- ------------
1- السكك الحديدية 6000 عامل
2- ميناء البصرة 800- عامل
3- شركة نفط العراق 2400 عامل
4-شركة نفط خانقين 1100 عامل
5- جمعية تنمية القطن الانكليزية 150 عامل
6- معمل نسيج 100 عامل

وهذا التطور رافقه ايضا تطورا في مشاريع البناء وشق الطرق ودور الترفيه لأصحاب المال والجاه وخصوصا من أصحاب رؤوس الأموال وأرباب الشركات الاحتكارية والإقطاعيين والتجار وسماسرته في الداخل ومن كل هذا يخلص المتتبع للوضع المزري للطبقة العاملة من حيث قلة عددها وقلة أجورها وظروفها المعاشية الصعبة فقد بلغ اجر العامل خمسة قروش قبل الحرب العالمية الأولى.... ولم تكن هناك حدود ليوم العمل المضني سوى شروق الشمس وغروبها في اغلب الأحوال... ولا أية قاعدة ثانية لتحديد الاجور سوى المنافسة الحرة التي تدفع بالعمال دوما الى حضيض الفاقة والبؤس(40).
وكما يذكر كوبرمان في دراسته(( ينهض العامل كالطير ويطير من عشه كي يحصل على رغيف الخبز الممزوج بالرماد وهو ملزم بانجاز عمله تحت أشعة الشمس المحرقة حتى الغروب ويستلم عن يوم العمل هذا غير الأجر الزهيد البالغ 33 فلسا)) (40)وعن وصف الطبقة العاملة العراقية ونشأتها يقول ماجد لفته ألعبيدي في دراسته(( لقد نشأة الطبقة العاملة العراقية بشكل فوقي مشوه كتعبير عن حاجة الرأسمالية البريطانية من مجتمع زراعي ثم احتلاله على خلفية سقوط الإمبراطورية العثمانية وكانت تسوده العلاقات الأبوية القبلية على صعيد الريف فيما تسود المدينة علاقات ماقبل الرأسمالية حيث الإنتاج اليدوي الحرفي)) مقال بعنوان الطبقة العاملة العراقية بين تعقيدات الماضي وإشكاليات المستقبل في 1-5-2006)
وها هو التاريخ يعيد نفسه ولكن بأكثر قتامة وقسوة وهمجية حيث يأتي الاحتلال الامريكي البريطاني المشترك هذه المرة ليحل محل ديكتاتورية غاشمة سبق وان أتت بقطار أمريكي اسود في 63و1968وماهو ادهي ان الولايات المتحدة أعادت العراق الى ماقبل 1920 من حيث تدمير بناه التحتية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لااحد يستطيع ان يخمن كم هو عدد سكان بغداد سيكون بعد ان تتخلص من الاحتلال وقوى الإرهاب وكابوس الاقتتال الطائفي وفقدان الخدمات والإمراض الفتاكة..و...و.
من الأرقام التالية يستطيع ان نرى الشبه بين الماضي الاستعماري المندثر والاستعمار الامريكي الحاضر من خلال مقارنة إعداد الموظفين والشرطة في مؤسسات الدولة مقارنة بعدد إفراد الشرطة بعدد العمال


السنة عدد الموظفين عدد النفوس عدد أفراد الشرطة
------ --------------- ------------ ---------------
1931 3143 4,564 4,564
1958 20031 6 مليون
عام العمال
----- ----------
1927 1639
1957 3872
1920 عدد الشرطة 2470
1958 عدد الشرطة23383
ومن ذلك نستطيع ان نستنتج مدى اهتمام المحتلين والسلطات التابعة لهم بقوة القمع في الوقت الذي يزداد عدد الشرطة حوالي عشرون ألفا لايزداد عدد الموظفين والعمال اكثر من ألفين او أدنى من ذلك وقد كان معدل الأجور كما يذكر حنا بطاطو ج1 ص166((معدل الأجور 75 فلسا عام 1926 56فلسا في 1930 و50 فلسا 1935 و1937) وربما يترحم العمال على الوصف الماضي رغم مأساويته وتخلفه لان عمال العراق الآن يرزحون تحت ليل البطالة وخراب منشاتها ومعاملها الصناعية.
لقد تطورت الطبقة العاملة العراقية عدديا ونوعيا وخصوصا بعد الرابع عشر من تموز وماتلاها نتيجة لإنشاء العديد من المصنع والمعامل والمنشاة الزراعية وبدا حركة عمرانية كبيرة بالإضافة الى ازدياد عدد نفوس العراق من حوالي ستته ملايين عام 1958 الى اكثر من 52 مليون إنسان في الوقت الحضر ويقدر عدد العمال بما يقرب السبعة ملايين فرد .
(خلافا لكل المتنبئين بتحول الطبقة العاملة الى جمهور هلامي مفتون بالاستهلاك ،يدرك المحافظون ان الطبقة العاملة تبقى في نظرهم ،مصدرا محتملا للخطر الدائم وان المعركة في سبيل كسب هذه الطبقة عقلا وقلبا،معركة شاقة وضرورية دائما )(41)
كل هذا يجعلنا نؤمن إيمانا كاملا ان الطبقة العاملة لازالت تحتل دور القطب الفاعل في عملية الحراك الاجتماعي في عصر العولمة الرأسمالية وما والاعتصامات التي قام بها عمال نفط الجنوب والعمال العاطلين وعمال الكهرباء وغيره الا مثالا بسيطا على ذلك وليس بعيدا عنا اعتصام وتظاهرات عمال المحلة الكبرى في مصر.
وهذا مما يعطي لقوى اليسار دعما كبيرا وقاعدة اجتماعية فاعلة إذا استطاعت ان تتلمس الأساليب والطرق الأكثر فعالية في كسب ود العمال وثقتهم وإيمانهم بقضيتهم دون هيمنة او وصاية,وقبل كل ذلك هناك إمكانية لبناء نقابات واتحادات عمالية قوية وفاعلة.
بدايات العمل النقابي لعمال العراق
***********************.
.
ماهي النقابات؟
**************.
(النقابات هي منظمات موحدة كبقية المنظمات تحتم استيعاب كل أبناء الطبقة ففي وعائها ولا تستثني أية فئة او جماعة عمالية من إطارها بسبب التباين الفكري والسياسي او الانتساب القومي وهي مطالبة بان تدافع عن كل العمال وتحتضنهم وتوحد صفوفهم وتذود عن مصالحهم،... والحركة النقابية حركة ذات طبيعة ديمقراطية، تقدمية تكافح ضد الاستغلال الرأسمالي وضد القوانين والأنظمة الجائرة وضد سياسة الإرهاب وأساليب البيروقراطية)(42)
( أول تجربة لان ينظم العمال أنفسهم كان في نهاية 1924 من قبل جماعة من عمال السكك الحديدية والذي يشكلون اكبر مجموعة من حيث التركيز (اكثر من 800 عامل عام 1924) حيث طلب عدد منهم من الحكومة إجازة فتح نادي لعمال السكك الحديدية (43)
في( 1928-1929) تبدل الوضع السياسي وان عاصفة ثورية عمت البلاد بأجمعها وخاصة تلك الفترة بالذات من نهاية عام 1928 وبداية عام 1929 تكونت جمعية حرفي العراق (الاتحاد التعاوني للحلاقين))و(اتحاد عمال الطباعة) يضم عمال للصحف والمطابع الحكومية وفي السنة التالية تشكل (اتحاد عمال الميكانيكا) واتحاد السواق وجمعية بائعي المخضرات وقد كانت منظمة الحرفيين ابرز تلك المنظمات في النضال من اجل حقوق أعضائها وتحسين أوضاعهم تلك المنظمة التي منع نشاطها من قبل الحكومة مرتين )(44)
وفي ظل ازدياد عدد العمال في مؤسسات النقل وبعض الصناعات الاستهلاكية مثل صناعة التبوغ والغز ول والنسيج والجلود وبقية الصناعات الأخرى، ماتعرض له العمال العراقيون من شتى أنواع الاستغلال والاضطهاد على أيدي أصحاب رؤوس الأموال من وطنيين او أجانب وعدم الاستجابة لأبسط مطاليبهم بالإضافة الى فتح نافذة الاطلاع على العالم المتحضر والمتقدم في الشرق والغرب الرأسمالي ودور بعض المتنورين ومناصري حقوق العمال في العراق.
مما بلور لدى إعداد متزايدة من العمال ضرورة قيام تنظيم نقابي مهني يهتم بأوضاعهم وينظم صفوفهم في سبيل تحقيق مطالبهم وقد كانت الريادة في هذا المجال لعمال السكك الحديد بقيادة محمد صالح القزاز.
في 21-8- 1934 تهيأ العمال لعقد مؤتمر عمال عموم القطر لانتخاب هيئة جديدة ووضع منهاج جديد.
في 27-8-1934 استلم القزاز سماحا بفتح لاتحاد الممنوع.
في 8-9-1934 اعتقل القزاز مع جماعة من الشباب الثوري بحجة أنهم نظموا خططا ضد الملك.
ومن المعلوم ان السلطات الحاكمة كانت تستشيط غضبا لأي نشاط عمالي منظم للمطالبة بحقوقهم في الأجر والرعاية الصحية والسكن اللائقان النضال النقابي هو في نفس الوقت نضالٌ من اجل الديمقراطية ومحاربة الاستبداد ومنفذيه ووسائله(ان الديمقراطية النقابية ترتبط ارتباطا عضويا بالديمقراطية العامة وتؤثر الواحدة بالأخرى تأثيرا مباشرا لذلك كان من أول واجبات الحركة النقابية النضال في سبيل ترسيخ وتوسيع مظاهر الديمقراطية العامة لأنه لايمكن ان تديم وجودها وتستمر بعملها في ظروف انحسار الديمقراطية)(45) .
ولكن غالبا ما تؤثر بعض العناصر الطارئة والانتهازية الموظفة من قبل السلطات الديكتاتورية وأصحاب رؤوس الأموال من القوى المستغلة اي حرف النقابات والاتحادات عن مسارها المهني والوطني وزجها في قضايا وفعاليات لاتخدم الطبقة العاملة بل تجر الى المزيد من البلادة او التطرف اليساري او اليميني على حد سواء( ففي الوقت الذي تفتقد الحركة النقابية عنصر الوعي، اويضعف دوره في توجيه أمورها فان هذه الوافدات تجد في هذه الحركة بيئة ملائمة لتفريخ كل مظاهرها السلبية وآثامها، حيث تسيرها بالطريق الذي تريده هي ،اليمين او اليسار اوتبعدها عن جماهير الطبقة العاملة فتحيلها الى هيكل الى هيكل هزيل عديم القدرة والتأثير في حين تشتد المشاكل وتتعقد ظروف العمل والحياة العامة)(46)
وكذلك من الضروري والهام جدا عدم إخضاع النقابة لأي اتجاه سياسي او تنظيم غير تنظيمها المهني بحيث تكون قادرة على اتخاذ القرار المستقل وبما ينسجم معم صالح الطبقة او الفئة الاجتماعية التي تمثلها النقابة او الاتحاد مما يخضع قراراتها الى توجهات الحزب السياسي الذي صنع النقابة سواء داخل السلطة السياسية كما جرى مع البعث في العراق او خارج السلطة ( ان النقابة ليست حزبا،ولا جماعة فكرية فلا يصح إخضاعها لاتجاه سياسي معين ولا إلزامها بتنظيم غير تنظيمها لان هذا الأسلوب من الممارسة النقابية يسحب الخلافات السياسية والفكرية من صعيد السياسة الى صعيد الحركة النقابية فتتعرض وحدتها وتسيب الأضرار للطبقة العاملة والحركة الوطنية نفسها)(47)
وهذا ما تعيشه الطبقة العاملة العراقية بعد تشظي الدكتاتورية في العراق حيث تم توزيع المناصب القيادية للاتحاد حسب المحاصصة الطائفية والعرقية كانعكاس عن نظام المحاصصة في الحكم او تشكلت اتحادات او مجالس مصنعة من حزب سياسي معين يدعي ان الممثل الحقيقي والطليعي للطبقة العملة وكلاهما في واقع الأمر إنما ينصب نفسه وصيا ووليا لأمر الطبقة العاملة ومن خرج صفوفها وبذلك يغلقون الطريق أمام العمال لاختيار ممثليهم من العمال الذين اختبروهم خلال تاريخ الصراع الطبقي والوطني وحصلوا على ثقتهم واحترامهم كممثلين حقيقيين وصادقين للعمال.


الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات التي خاضها العمال العراقيين لنيل حقوقهم
**************************************************.
بسبب تعنت السلطات الحكومية وأصحاب رأس المال للشركات الاحتكارية وعدم استجابتهم لمطالب العمال المشروعة في زيادة الأجور حيث كان يعيش اغلب العمال في حال دون مستوى الفقر والكفاف وطول ساعات العمل المضنية في الإعمال الشاقة مما بلور لدى العمال ضرورة المطالبة بزيادة الأجور وبما يتناسب مع توفير الحد الأدنى من العيش كالمأكل والملبس والصحة للعمال وعوائلهم ناهيك عن التربية والتعليم.ومطالبتهم بثماني ساعات عمل وعدم استغلال المرأة العاملة والأحداث في الإعمال الشاقة والصعبة والخطرة (( وكان أول شهيد عمالي عام 1920 في 24 -5-1920 وهو نجار اخرس في بغداد شيعته الجماهير في اليوم الثاني ومنحته لقب شهيد الوطن)(48) .

وفي خضم هذا الكفاح فقد خاض العمال في باكورة نشاطهم المنظم بقيادة القزاز قادوا إضرابين لعمال السكك حيث اندلعت في (1930-1931) حوالي(1000)عامل في معامل السكك الحديدية في بغداد في 3-12- 1930 واستمر الإضراب ثلاثة أيام بسبب تقليل الأجور بنسبة 6-10% وانتهى بانتصار جزئي للعمال.
في نهاية شباط 1931 أعلن (1200) عامل الإضراب السكك بدء في بغداد في 5-7-1931 وبعد عشرة أيام عم الإضراب حيث بدا في 15-7-1931 واستمر حتى 19-7-1931.حيث قامت مظاهرة جماهيرية في بغداد وكذلك في البصرة فقد كانت المظاهرة في البصرة اكبر وتحولت الى صدامات دموية مع الشرطة.
قام اتحاد عمال الميكانيك بقيادة القزاز بعد ان تحررت من الموظفين الكبار اللذين انضموا بأمر الحكومة من اجل إفسادها وكان ذلك في عام 1932 وقد جمعت هذه المنظمة حولها العمال النشطين والمستخدمين وقد وجد القزاز صلة مع حزب العمال البريطاني وكذلك مع قادة النقابات الإصلاحية في ألمانيا)(49).
5-11-1933 مقاطعة الكهرباء وقد شملت المقاطعة كل مدينة بغداد وقد لعب القزاز ورفاقه العمال النشيطون في منظمة عمال الميكانيك دورا بارزا مما أدى الى اعتقاله وستة من رفاقه بعد مرور (20)يوما في المقاطعة وذلك في 52-11-1933 وأرسلوا الى المنطق الكردية ومنع نشاط الاتحاد وبعد فترة من اعتقالهم وتحت ضغط العمال اضطرت السلطات الى إطلاق سراحهم)(50).
وقد ذكرت المناضلة سعاد خيري أهم هذه المظاهرات والإضرابات العمالية في كتابها القيم تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق من 1920-1958 الجزء الاول لمايلي:-
كان أول إضراب كبير نظم للعمال في بغداد وهو إضراب عمال السكك في الشالجية سنة 1927 ويمكننا ان نعتبر هذا الإضراب الناجح باكورة الحركة النقابية العمالية البرولتارية في العراق.
تأسيس أول نقابة عمالية في العراق بعد سنتين من الإضراب أي في 1929 وكانت النقابة وبعد ذلك الإضراب واهم ثمراته)
-اتصال العمال في وقت مبكر فقد اتصلوا بمكتب العمل لدولي .
-في يوم 5تموز 1931 أصبحت بغداد معطلة تماما فقد أعلن الإضراب العم ولم يستثنى منه سوى موظقوا الحكومة )( 0
(وتوسع الإضراب ومعارك الشوارع بين قوات الحكومة المسلحة وبين الجماهير العزلاء فشمل جميع مدن وقرى العراق وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى وتميز الإضراب في المنطقة الجنوبية بالسعة والتنظيم وقوبل بأقسى أشكال إلارهاب وخاصة في يوم 16 تموز حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرحى..وكان من ابرز قادة الإضراب في هذه المنطقة يوسف سلمان يوسف (فهد) وحسن عياش وعبد الجبار حسون.))
عاد العمال عام 1933 يتصدرون النضال الوطني حيث قامة نقابات العمال والحرفين والكسبة في بغداد لمقاطعة شركة الكهرباء الاستعمارية في بغداد مطالبين بتخفيض سعر الوحدة الكهربائية الباهظة على المستهلكين وقد قاد عدة الحملة مجلس نقابات اتحاد العمال في بغداد برئاسة محمد صالح القزاز ولم تتورع الحكومة عن أي عمل لكسر حملة المقاطعة فشنت حملة إرهابية على النقابيين وقيادات العمال وزجهم في السجون وأنارت المعابد والمحلات بالأضواء الساطعة بإسراف وبدون مناسبة .... وانتقاما لشركة الكهرباء الاستعمارية قضت الحكومة على جميع منظمات العمال والكادحين في 2 كانون الثاني 1934)
-كان في مقدمة الإضرابات إضراب عمال الموانئ ((في المعقل)) الاستعماري في البصرة ان حتى اصطبلات خيول الاستعماريين أحسن معاشا وسكنا من العمال العراقيين فكانت الاصطبلات المبنية من الأجر والمزودة بالمراوح الكهربائية للخيل)(.
دام الإضراب أسبوعيين فاضطر العدو الاستعماري الى التنازل وإجابة المطالب بما فيها زيادة اوطا من (145)فلسا الى (50) فلسا كحد أدنى)(
-إضراب عمال النفط في كركوك منذ أول تموز 1946 واستمر 13 يوما ..لقد كان مدرسة طبقية ووطنية بحق كما جاء في جريدة –اتحاد الشعب- في 15ر تموز 1946..كان العمال وتحيطهم جماهير كركوك يجتمعون يوميا فيخطبون بالكردية والتركية والعربية وآخرون بالاثورية والارمنية ولكن هناك شيء كان يجمع العمال على اختلاف لغاتهم وقومياتهم وهو أنهم عمال )(57) 0
وقد ورد وصفا ضافيا لإضراب عمال كاورباغي في الكتاب المذكور يروي آيات من البطولة والإقدام والتضحية لعمال النفط وجماهير الشعب معهم في تحديهم للسلطات الاستبدادية وعملاء الشركات الاحتكارية وقد سقط العديد من العمال شهداء في معارك كاورباغي المجيدة !!!!
- انتفاضة 1948 قامت في بغداد يوم 26 كانون الثاني 1948 على فوهة بركان فقد أعلن العمال الإضراب السياسي فوضعوا الحد الفاصل في سير الوثبة وقررت لجنة طلاب الكليات والمعاهد وكذلك لجنة التعاون الوطني التظاهر ..فلما كان اليوم التالي ((الثلاثاء) 27 كانون الثاني 1948 أصبحت بغداد ساحة حرب).)
أصبح نضال العمال محور النضال الوطني والديمقراطي في القطر بصورة ملحوظة من الجميع بحيث ان نوري السعيد لمح إليه في مجلس النواب.
- إضراب عمال النفط في عين زالة لمدة عشرة أيام في أواخر شباط 1948 وفاز العمال بمطالبيهم عدا مطلبهم الرئيسي :النقابة.
-4 نيسان إضراب عمال السفن والكهرباء وإسالة الماء وعمال الأرصفة أي أصبح الإضراب شاملا جميع عمال الميناء في البصرة وانتهى الإضراب نفس اليوم بعد تلبية جميع المطالب لأنه كان يمتاز بالتنظيم والشمول.
23نيسان 1948 اضرب في حديثة والمحطات الأخرى نحو(700) عامل في حديثة و(كي3) وكان المطلب الرئيسي هو الاعتراف بحق التنظيم النقابي.
وكان من ابرز مظاهرها هو مساندة الفلاحين وجميع الكادحين من سكنة حديثة وقراها لإخوانهم العمال المضربين ماديا ومعنويا فقدر فض باعة الخبز ان يستلموا من العمال ثمن خبزهم)
- تحرك من حديثة في الصباح الباكر في اليوم الحادي والعشرين من الإضراب المصادف 13-5- 1948 في طريقهم الى بغداد وقد قاوم العمال السير الشاق والعطش والجوع ببسالة جديرة بهم وحملوا رفاقهم المتعبين على أكتافهم .
انتهت المسيرة في يوم 15-5-1948 عندما بلغ العمال الفلوجة وبعد مسيرة ثلاثة أيام منهكة حيث اعلنت الإحكام العرفية ، فقد أوقفت الشرطة المسيرة واعتقلت قادة الإضراب ومنظميه وبعد ثلاثة أيام انتهى أطول إضراب قام به عمال العراق )
ويوم بعد يوم أخذت تشتد الاجرآت القمعية ضد الشعب بقصد تصفية المكاسب الديمقراطية لوثبة كانون وكسر المعنويات الجماهيرية لغرض فرض المعاهدة الاسترقاقية التي رفضها الشعب)
- إضراب عمال بواخر الحفر في أواخر سنة 1949 حيث اضرب اكثر من 600 عامل لمدة ثلاثة أيام ونال العمال مطالبيهم.
-إضراب شركة النفط في البصرة في شباط 1950 حيث اضرب في أب 1950 350 عاملا في شركة كري مكنزي في البصرة(الدوكيارد) لمدة تسعة أيام وفازوا بمطاليبهم.
إضراب عمال شركة الغزل والنسيج العراقية في بغداد ودام الإضراب 12 يوما واستطاع العمال فرض نقابتهم في التفاوض عنهم وفازوا بإلغاء نظام العمل بالقطعة مع زيادة ((50)فلسا في الأجور اليومية فقامت الحكومة بإحراق مقر النقابة انتقاما منهم
- في شباط 1951 اضرب (2000) عامل في شركة نفط البصرة لمدة (13) يوما وفازت ببعض مطالبهم كما اضرب في بغداد عمال النسيج في معامل فتاح باشا وصالح إبراهيم في الكاظمية والا عظمية لمدة(3) أيام وفازوا بإلغاء قرار فل (300) عامل وزيادة الأجور.
-في نيسان 1951 اضرب (400) عامل نسج في المعامل اليدوية في النجف
-14 تشرين الثاني 1951 إعلان الإضراب العام تأيدا للشعب المصري في نضاله الوطني
اضرب جميع عمال النسيج الآلي واليدوي وجميع عمال السكاير في بغداد كما اضرب عمال شركة كري مكنزي والميكانيك في البصرة تلبية لنداء مكتب النقابات الدائم.
-10 كانون -1952 أغلق المكتب الدائم لمجلس النقابات العمال.
-حزيران 1952 قاد الشيوعيون إضراب العمال العراقيين في قاعدة الحبانية الحربية وقتل في هذه المجزرة عامل عراقي وجرح عدد كبير من العمال وإبعاد 4 عمال من العراق).
- حزيران 1952 اضرب (9009 عامل لمدة ثلاثة أيام في القاعدة البريطانية(الشعيبة) في المعقل في لواء البصرة .
-23-أب-1952 اضرب (3000) عامل في الميناء (المعقل) لمدة ثلاثة أيام مطالبين بزيادة الاجوروايقاف الفصل الكيفي والانتهاكات وتحسين شروط العمل ولكن السلطات الرجعية وأجهزتها القمعية أقامت مجزرة وحشية في اليوم الثاني قتل فيها (3)عمال وجرح ثلاثة آخرون.
ساندت جماهير البصرة المسيرة وكذلك ساندها الحزب الشيوعي العراقي في بغداد، حقق العمال مطاليبهم ماعدى النقابة).
شباط 1952 اضرب ألف عامل في الفاو ولمدة ثلاثة أيام فازوا بزيادة أجورهم ورفض طلبهم بالعمل نصف دوام يوم الخميس.
-1952 اضرب 600 عامل في شركة الدخان الأهلية
-22-24 تشرين الثاني 1952 إضراب سياسي الذي قام به العمال خلال انتفاضة تشرين وكان لهم الدور البارز في التهيئة لانتفاضة والمساهمة فيها.
-مايس 1953 اول إضراب بين عمال مشروع مصفى النفط في الدورة (في بغداد1953 اضرب عمال النفط في الدورة في بغداد وقد انتهى الإضراب في نفس اليوم بعد ان فاز العمال ببعض مطالبيهم.
-8 كانون الأول 1953 اضرب عمال السكك ليوم واحد احتجاجا على تأخير دفع رواتبهم فحققوا فيه مطلب عدم تأخير دفع الرواتب
تشرين الثاني اضرب عمال اللاسلكي في الميناء ويقدر عددهم ب(150) عاملا لمدة تسعة أيام لبت اكثر مطالبهم.
-5 كانون الأول 1953 اضرب عما نفط البصرة وقد اكتسب إضراب عمال النفط في سبيل مطاليب اقتصادية أهمية سياسية
.في اليوم الحادي عشر للإضراب 51-12- 1953 أطلقت الشرطة النار على العمال المتظاهرين فجرح عدد منهم كما أطلق احد موظفي الشركة الانكليز النار على عامل فجرحه فنظم الحزب الشيوعي إضرابا عاما في البصرة احتجاجا على الأساليب الدموية التي استعملتها الحكومة ضد العمال وإسنادها للشركة الاحتكارية الاستعمارية أجرت الشرطة العراقية بإشراف سعيد القزاز الاعتقالات بالجملة بين العمال المضربين ومؤازريهم من عمال وطلاب وكادحين ونقلتهم مباشرة الى سجن نقرة السلمان الصحراوي وقامت الشركة بفصل العمال بالجملة وتحت ضغط هذه الإجراءات وبطش الأحكام العرفية انتهى الإضراب بعد(13)يوما دون تحقيق مطالبي العمال المضربين.
- إضراب عمال مصلحة نقل الركاب وعددهم (300) لمدة أربعة أيام وأعلنوا تايديهم لعمال نفط البصرة المضربين كما قدموا مطاليبهم وفازوا بها.
-إضراب اكثر من (200) عامل من شركة تاجريان الهندسية في البصرة تايدا لعمال النفط وفازا بمطالبهم الخاصة .
- إضراب عمال الكوكا كولا لمدة يومين.
- إضراب عمال شركة التجارة والمقاولات ( البر زون) في البصرة ليومين ايضا أيضا إضراب عمال شركة هولواي لأربعة أيام متوالية لعمال النفط.
- 16 كانون الأول 1953 إضراب عمال السكاير واحتل المرتبة الثانية بعد إضراب عمال..
-في 16 كانون الأول وهو اليوم الحادي عشر من الإضراب هاجمت الشرطة المعامل بالسلاح وأخرجت العمال المعتصمين بعد ان جرحت عدد منهم واعتقلت عشرات العمال وأغلقت المعامل كما احتلت مقر نقابة عمال السكاير ).
16-أب- اضرب عمال السكاير مطالبين بفتح نقابتهم وزيادة أجورهم وانتهى الإضراب بعد منتصف الليل بعد تعهد الوزير بوعوده عاد العمال الى الإضراب بعد يومين واعتصموا في معاملهم وطوقتهم الشرطة وقطعت عنهم الماء والكهرباء والطعام وبذلت الجماهير كل ما في وسعها لمساعدة العمال المحاصرين وبعد يومين فقط فازوا بمطاليبهم)
- 14 أيلول 1953اضرب عمال السكاير إضرابا عاما ودام الإضراب خمسة ايام وقد طوقتهم الشرطة وقطعت الماء والطعام عنهم-وقد فاز العمال بمطاليبهم ماعدى النقابة.
-24 أيلول اضرب عمال شركة جعفر ليوم واحد ثم عاودوا الإضراب بعد أربعة أيام احتجاجا على اعتداءات الشقاة على النقابيين.
لقد تطور وعي العمال النقابيين وأساليب نضالهم الى هذا الحد بحيث لم يبق أمام الحكومة وأصحاب المعامل سوى احتلال المعامل ومقرات النقابات بقوة السلاح)
-إضراب عمال مطبعة الرابطة في 25-4-1955 مطالبين بزيادة أجورهم وقد اضرب في نفس اليوم عمال قسم النساجين في شركة صناعة الجوت مطالبين بزيادة أجورهم.
-21-4-1955 اضرب عمال القاعدة الحربية في البصرة (الشعيبة) عن العمل مطالبين بإعطائهم (المنحة) أسوة ببقية العمال ولكن القائد الانكليزي صدهم قائلا(سأحرق بيوتكم إذا لم ترجعوا الى أعمالكم وتنهوا الإضراب)) اما الشرطة التي بدلا من تخرس المستعمر وترد كرامة أمتها الوطنية هجمت على العمال واعتقلت العشرات منهم وانتهى الإضراب بعد ثلاثة أيام دون ان يحصل العمال على مطالبيهم كما فشل إضراب عمال البيبسي كولا الذي أعلن في نهاية نيسان 1955) .
- إضراب عمال شراكة (دورمن) الانكليزية المتعهدة ببناء جسر الهندية الحديدي.
-الأول منتشرين 11955 اضرب عمال الجص في عكركوف من اجل زيادة أجورهم.
- 24-3-1957 اضرب
(450) عاملا فنيا في معمل نسيج الوصي احتجاجا على تخفيض أجورهم.
- اضراب عمال الكونكريت في شركة المنصور التي كانت تقوم بإنشاء معمل الأسمنت في السماوة وتستخدم(700) عامل.
-20-4-1957 اضرب عمال الزراعيون في المزارع الحكومية ((النموذجية)) في حقول ابوغريب.
-8-5-1957 اضرب 600 عامل في شركة الغزل والنسيج العائدة للوصي.
-إضراب عمال (البلوكات) في شركة(زبلن) في تكريت.
-إضراب عمال معمل الطابوق العائد الى عبد الحميد عريم في الرمادي.))
- تصدي العمال في اغلب محافظات العراق للانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963)).
-إضراب عمال الزيوت المشهور عام 1968 والذي تم قمعه بقسوة بالغة من قبل السلطات انذاك.))
ومن خلال نظرة فاحصة لعدد الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات يمكننا ان نستنتج مدى حيوية وفاعلية الطبقة العاملة العراقية ووعيها المتقدم للدفاع عن كرامتها اووطنية وحقوقها الطبقية ومدى الترابط بينهما فوقفت بحزم ضد كل مظاهر الاستغلال وبقايا الهيمنة الاستعمارية والاستغلال وقدمت الشهداء من اجل ذلك واستطاعت ان تجبر قوى الظلم والسلطات الاستبدادية وذيول الرأسمال العالمي على الإقرار بالعديد من مطالبها ومنع مخططاتها الاستعمارية في العراق ونهب ثرواته وخصوصا النفط.
ثانيا يتضح لنا خمود جذوة وأحيانا أنطفا حماس العمال في العهود الجمهورية المتلاحقة لابسبب تحقيق العمال لطموحاتهم ومكانتهم المطلوبة في مصير البلاد ولكن بسبب الأساليب التعسفية والإجرامية بالغة القسوة التي تعرض لها الشعب بكافة طبقاته ومكوناته وخصوصا في عهد الحكم الديكتاتوري ألصدامي ألبعُثي طوال أربعون عاما متواصلة مما جعل الناس ومنهم العمال تترحم على العهد الملكي لأنه أهون شرا وأيسر امرا واخف قهرا وتعسفا من العهد الجمهوري (الديمقراطي الشعبي) و(الاشتراكي الثوري).
ومما هو اشد مرارة ان عمالنا وصناعة العراق ومنشاته تعرضت لأبشع أنواع الإهمال والتخريب والسلب في العهد ((الديمقراطي)) بقيادة الرأسمال الامريكي المسلح حيث تشير الإحصائيات الى اكثر من 120 ألف معمل ومصنع متوسط وصغير مقفل ومعطل اما المنشاة الصناعية الكبرى فقد بيع اغلبها في سوق السكراب وفتحت أبواب العراق على مصراعيها أمام المنتجات الصناعية والزراعية الأجنبية مما أتى على ماتبقى الصناعات والمنشات العراقية وان اكثر من 50% من الأيدي العاملة العراقي ترزح تحت كابوس البطالة المزمنة،وان ثروات البلاد عرضة للسلب والنهب من قبل مافيات الداخل والخارج وخصوصا الثروة النفطية العراقية التي تحاول قوى الاحتكار العالمي إعادة السيطرة عليها ،كما ان الكثير من الحرف والحرفيين في طريقهم للانقراض من العراق وربما دون حلم بالعودة في ظل هيمنة الرأسمال المعولم والتوجهات الحالية للدولة العراقية وسلطتها السياسية باتجاه السوق ((الحر)) وهيمنة الرأسمال الامريكي المسلح.

دور الأحزاب السياسية العراقية في تطور الوعي الطبقي والسياسي للعمال

كان للأحزاب السياسية العراقية وخصوصا المتنورة منها في بداية العشرينات وبعد الحرب العالمية الأولى دور كبير في إسناد مطاليب العمال في حقوقهم ومساندتهم لقيام منظماتهم المهنية والديمقراطية على ا لرغم من تذبذب هذا العم وهذه المساندة وخصوصا من قبل أحزاب لاتملك رؤيا علمية لطبيعة العمل واستغلال رأس المال لليد العاملة العراقية وتبنيها لفكر اشتراكي طوباوي بشكل خجول ومتردد منسجما بذلك مع طبيعتها الطبقية ((كبرجوازية وطنية ناشئة))تحاول ان تقاوم النفوذ الأجنبي والهيمنة الإقطاعية ضمن شروط وضوابط الديمقراطية اللبرالية البرجوازية مستغلة الحيز الضيق من الديمقراطية السياسية في العراق(ففي 21 نيسان 1927 صدرت جريدة بغداد باسم((نداء العمال)) لصاحبها (عباس ألجليلي) ووقفت جريدة الشباب التي كان يديرها عبد القادر إسماعيل المحامي تدافع عن العامل )51
في تموز (1930) أجيزت مجلة نصف شهرية باسم (( الصنائع)) وهي أول مجلة عراقية يصدرها عمال عراقيون تنطق بلسان حالهم))
(مع بداية ارتفاع رايات النضال العمالي ارتفعت جنبا الى جنب كلمة الاشتراكية فشرعت الطبقة العاملة تنشر دعوة جادة لتوحيد صفوفها وتردد لأول مرة عام 1930 شعار الاشتراكية المتطورة في العراق((ياعمال العالم اتحدوا)) فقد اتخذته مجلة العامل شعارا لها وتبنته في مقال افتتاحي)(52)
(ففي عام 1930 استطاعت جمعية الصنائع العراقية ان توطد مكانتها داخل الحركة العمالية وان تفتح لها فروعا عديدة في البصرة والناصرية وخانقين والنجف والحلة وفي معظم المناطق التي تتواجد فيها تجسيدات عمالية). 53
ولكن بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية وانتشار الفكر الاشتراكي والشيوعي في العراق وبقية دول العالم الثالث المستقلة منها والمستعمرة مما أدى الى ازدياد عدد الماركسيين والاشتراكيين العراقيين ومنذ منتصف العشرينات وقد انحاز العديد من الكتاب والأدباء والمحامين والفنانين وعموم المثقفين في العراق بدافع نزوعهم للحرية والتجاوز للقيم المتخلفة والبالية ومن اجل خلاص الوطن من براثن الاستعمار البريطاني المباشر وغير المباشر والتخلص من ذيوله في السلطة السياسية،ركز هؤلاء نشطاهم صوب العمال والفلاحين والحرفيين والطلبة وعموم الكادحين والمحرومين لكون هذه الفئات هي ساحة نشاطهم الأساسية والفاعلة في المقاومة والتغيير بناءا على يدعو إليه فكرهم الاشتراكي الماركسي والذي تتوج بولادة الحزب الشيوعي العراقي بقيادة العبقرية العمالية الشهيد يوسف سلمان -فهد- وبذلك فقد ركز الحزب الشيوعي العراقي جل نشاطه وتوجهه صوب العمال والفلاحين العراقيين بالخصوص والعمل على تنظيم صفوفهم في منظماتهم المهنية والديمقراطية مما ساعد كثيرا في رفع مستوى وكفاحية ومطاولة ونجاح الكثير من الإضرابات والاعتصامات المطلبية التي تخص حياة العمال اليومية ونقله الى الساحة الوطنية والسياسية(( فاشترك العمال في العديد من المظاهرات والانتفاضات الجماهيرية ضد المعاهدات والأحلاف الرأسمالية ومناصرة قضايا الشعوب العربية ومنها ( مقاومة معاهدة 1930 وانتفاضة
و1931و1936و1946و1952 و1956و54.
وبخصوص العمل النقابي ومدى خوف السلطات من النشاطات العمالية كتب حنا بطاطو مايلي(كانت الحلقة الضيقة من الحكام المستندين أساسا الى التحالف القائم بين الملاكين والبيروقراطيين والضباط الشريفين السابقين لذي تحولوا الى ملاكين والمشايخ الملاكين وأصحاب المصالح المالية قد اعتادت النظر الى الطبقات الاخرى على أساس إنها غير ناضجة وليست ذات حقوق سياسية ) (55)
(فمنذ حل النقابات في العام 1933 نادرا ماينظر بعين العطف الى تجمع العمال لأهداف اقتصادية وكان قانون العمل الصادر في العام 1936 قد تحدث بحلو الكلام عن حقوق العمال ومنح الحكام في الفترة 1944-1945 عندما كانوا في مزاج تسامحي ، الصفة القانونية لبعض الاتحادات النقابية ولكن يبدوا أنهم فتحوا على أنفسهم صندوق كل الشرور (صندوق باندورا) ولذا فقد سارعوا الى إعادة أحكام الغطاء عليه، وانتهت تجربة أخرى مع نقابات العمال في فترة 1951-1952 بالطريقة نفسها وباستثناء السنوات المشار إليها فان الضغط من اجل أجور أعلى او ساعات عمل اقل أومن اجل حرية الإضراب كان يعني الخيانة السياسية وكثيرا ماكان يعني فقدان مصدر الرزق ،وأدت كل هذه الظروف الى تجذير الإرادة الشعبية)
( ولم يكن للثروة الجديدة التي رفعت القلة التي استفادت منها الى أعلى بكثير من جمهرة الشعب، والتي ولدت الترف في وسط البؤس، الا ان تقوي الحواجز النفسية القائمة بين الطبقات وان تهدد بنية المجتمع وصار الأثرياء لايفكرون الا بأنفسهم وحدهم ولم يعد بإمكانهم ان ينظروا في وجوه العراقيين الآخرين مباشرة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية )56)
وكما تذكر منور الهاشمي زوجة طه الهاشمي في رسالة الى زوجها عام 1943(.. الناس اللذين كانوا في لسابق يركبون عربات تجرها الثيران صاروا يقودون اليوم السيارات وجيوبهم ملأى بأوراق اللعب)57) 0
( فقد أصبحت معارضة الحكومة –يومها- بالنسبة الى معظم العراقيين مسالة غريزية ان صح لقول، استمرت في الظهور حتى بعد انقطاع او تهلهل الخيوط التي تربطهم بجماعتهم القبلية او المعتقدية58)


الأحزاب الساسية ودورها في العمل البناء الى دور الهيمنة والاحتواء.

( في أواخر الأربعينات ثم الخمسينات فقد حملت التفجرات طابعا لم يكن معروفا من قبل وكان الاستياء الذي بقي سياسيا حتى ذلك الحين قد أصبح الآن اجتماعيا ولم يعد هذا الاستياء موجها نحو حكومة معينة بالدرجة الأولى او نحو سلوك حكومة معينة بل نحو النظام الاجتماعي نفسه ولا يصعب تلمس النفوذ الشيوعي في ظهور هذا النوع الجديد من الوعي. ولكن يجب الا تعزى الأشياء الى ماهو قريب منها بل الى الأسباب البعيدة أي الى الأوضاع الحياتية التي أدت الى التفجرات وان ننسب كذلك الى مدى الاستجابة الى نوع الوعي الذي روجه الشيوعيون)(59
ومن الأمثلة على دور الحزب الشيوعي العراقي ماصدر في الملحق الصادر ((اتحاد الشعب)) لأواخر أيار 1958 تحت عنوان ((الأعمار في ظل الاستعمار)) مستهلا العدد بالشعارات التالية:-
(( فلتسقط سياسة التبذير والنهب والفساد))
(( الموت للذين يحكمون على اقتصادنا الوطني بالخراب ويدفعون الجماهير الى هاوية البؤس والعبودية والحرمان))
لقد لعبت الأحزاب السياسية دورا ملتبسا ومزدوجا بخصوص نضالات الطبقة العاملة العراقية ،فعلى الرغم من ان هذه الأحزاب استطاعت ان تغذي العمال والكادحين عموما بالفكر الثوري المطالب بالتغيير وجر العمال ليكونوا طبقة تعي ذاتها وتحولها من طبقة بذاتها الى طبقة لذاتها وكذلك مدها بأساليب التفكير والتفسير للأسباب الحقيقية الكامنة وراء اضطهادها وتخلفها وإكسابها خبرة العمال في مختلف بلدان العالم فأنهم ولأسباب ايدولوجية وتنافسية مشروعة على ساحة النضال الوطني والطبقي أدى بها الى الانجراف نحو نزعة الاحتواء والهيمنة على قيادة وتوجيه هذه المنظمات والاتحادات والنقابات المهنية والديمقراطية وإغراقها في كثير من الأحيان بشعارات غير متوازنة وغير عملية مغلفة وعيها المهني والطبقي بوعي سياسي مفتعل دون ان تتضح لدى العمال مراحل وطرق ووسائل الكفاح الطبقي والمهني ومدى ارتباطها بالكفاح السياسي والوطني ومن أمثال هذه الأحزاب الحزب الوطني الديمقراطي بقيادة أبو ألتمن(كانت الأفكار التي طرحتها ((الأهالي)) مبهمة وغير منتجة وكانت تردد صدى الغالبية أحيانا والماركسية أحيانا أخرى والدار ونية او الشعوبية ((الناردونكية)) الروسية بين حين وأخر ومن تعريف المجموعة في العام 1935 بانها تنوع إصلاحي وليبرالي ديمقراطي من الاشتراكية))(60) حنا بطاطو ج1 ص339 وهذا من أورث مرضا خطيرا في اكثر التنظيمات الاشتراكية العراقية ومنها الحزب الشيوعي العراقي وقد امتد هذا المرض الى يومنا هذا مما افقد الطبقة العاملة وحدتها وتراصها حول اهدافها المهنية والطبقية التي ستقود بالضرورة وعبر صيرورة طبيعية وموضوعية الى إنضاج وعيها السياسي...
( للأحزاب اليسارية دور هام في صياغة المطالب (( الحيوية)) صياغة متماسكة كما أنها او يجب ان تكون مصدرا أساس لصياغة منظومة قيمية تتحدى المنظومة السائدة وتطرح رؤية مختلفة جذريا للعالم... ان العمل الذي يزاوله المرء وثيق العلاقة بانتمائه الطبقي ولايمكن للانتماء الطبقي او العمل الذي يزاوله المرء ان يخلقا وعيا يساريا بصورة تلقائية ولكن الحاجة الى التنظير مع ذلك مرتبطة ((عضويا)) بالطبقة العاملة نظرا لموقعها في صيرورة الإنتاج في المجتمع)(61) ص 173-174 الاشتراكية في عصر شكاك
ففي الوقت الذي أفرزت التنظيمات المهنية والنقابات والاتحادات في العالم المتطور الأحزاب السياسية كنتيجة لما تقدم حصل في بلدنا والكثير من بلدان المشابه لبلدنا العكس حيث ان الأحزاب السياسية أصبحت هي المولدة والمؤسسة للمنظمات المهنية والديمقراطية لتكون واجهات تعبوية وجماهير انتخابية للأحزاب السياسية على الرغم من ادعاءاتها باستقلالية هذه المنظمات ، هذا ماحدث في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن المنصرم من قبل الحزب الشيوعي العراقي في تعامله مع هذه المنظمات ومن ضمنها اتحادات الطلبة والشبيبة والمرأة والفلاحين ولسنا بصدد ذكر تخلي الحزب عن لعب دور فاعل في هذه المنظمات التي أصبحت حكرا على حزب البعث باعتباره الحزب القائد ضمن التحالف الجبهوي فأمر بحل اتحاد الطلبة والشباب ورابطة المرأة.
وقد كرس هذا النهج حزب البعث بعد استيلائه على السلة السياسية في العراق فأصبحت هذه المنظمات تقاد من قبل مكاتب الحزب المركزية لاتمثل اكثر من تبع للسلطة السياسية ومنفذة لرغباتها وديمومتها في الحكم سعيا منها لكبح وعيها السياسي والطبقي والوطني وخضوعا للسلطات الاستبدادية وقد أصبحت هذه القرارات والإجراءات تتناسب طرديا مع تنامي وعي العمال السياسي الوطني والطبقي ويقول(بول لافا رج بأنه من مصلحة البرجوازي ان ينفق العامل المأجور قدرته العقلية في مجادلات حول العدالة الحرية الأخلاق وطن الإباء وماشاكلها من المفاهيم الأخرى حتى لاتبقى لديه دقيقة واحدة للتفكير في وضعه المزري)(62) ص7 مجلة دراسات عربية العدد 1 تشرين ثاني 1970 فاغرق البعث الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين في بحر من الشعارات القومية والتي أثبتت الأيام انه أول من خرقها وقد لفظها في أول محطة تتطلب منه التنازل عن انفراده بالسلطة كقائد ضرورة بل على الأقل بوجود مقبول للأخر.
وقد أشاعت بعض القوى بين صفوف العمال نتيجة لجهلها بالمبادئ الأساسية للاشتراكية العلمي ومن مصادرها الأصلية نظرا لظروف الكبت والمنع لكل مايمت للثقافة الاشتراكية العلمية خصوصا نقول أشاعت وعيا اشتراكيا فجا وفهما قاصرا لمفهوم ومعنى ودور الطبقة العاملة في التحرر من الاضطهاد والاستغلال حيث يذكر حنا بطاطو الحديث التالي لأحد العمال( الحديث الذي أجراه عامل غير شيوعي خلال "أيام آذار مارس" في الموصل 1959 مع وزير خارجية العراق السابق عبد الجبار جومرد يكشف مدى كثافة المشاعر الطبقية العفوية لدى بعض هذه المجموعات قال العامل للوزير( في هذه الليلة سنطفأ الأنوار في المدينة ونتحسس أيدي الناس وسيذبح كل من ليست يداه خشنتين)(63)
ومن الأسباب الكامنة وراء هذه العفوية هو طغيان هجرة الفلاحين من الريف الى المدينة وهم يحملون وعيهم الفطري والبدائي القبلي وليس العمالي ألمديني حيث يذكر جواد هاشم في هذا المجال مايلي(ان نسبة سكان الأرياف في العراق الى مجموع سكان العراق قد تناقص من 64%في عام 1947 الى 38,6% عام 1973 وهذا يعني بالطبع ان القطاع الزراعي يضيف سنويا الآلاف من الأيدي العاملة الى القطاع الصناعي وغيرها من القطاعات الأخرى في المدن)(64) والكل يعلم كيف أخذت هذه الاعدادحاجة العائلة الفلاحية العاملة في الزراعة وان الأمر الخطير هنا فحين عملت القوى الرأسمالية والإقطاع على قذف الفلاحين الى المدن بعد تحويل أراضيهم الى مراعي للأغنام فيظل تطور صناعة النسيج فقد تلقفتهم المعامل وان اعتصرت قواهم في معصرة العمل المضني واللاانساني ولكنها في الوقت نفسه صقلت وعيهم الطبقي والسياسي عكس ماحدث في العراق إذ أنهم أصبحوا عالة على عمال المدن نتيجة عدم وجود فرصا للعمل فبدلا ان يصنع هذا الحال وعيا جماعيا عماليا واعيا أنتج عقلية القطيع التابع المتشبث بالقدر والغيب والصدفة والعمل في الإعمال الوضيعة مما اثر كثيرا على بلورة الوعي البرولتاريا لدى هذه الجموع المضيعة والمتخبطة في وحل البطالة والجهل وهنا يذكر حنا بطاو ( يمكن استنتاج المدى الذي وصل إليه الفقر المدقع في الذهاب بكبرياء الكثير من فلاحي العمارة العشائريين من خلال استعدادهم في الخمسينات للقيام بأي عمل يدوي في المدينة مهما كان وضيعا بينما كان هؤلاء أنفسهم قبل عقود قليلة يعتبرون أي عمل أخر مماثل غير حراثة الحقل كارثة وعارا مابعدها عارر65)
وقد استغلت السلطات البرجوازية والمستبدة الحاكمة هذا الوضع أشع استغلال فأخذت تجند هؤلاء في أجهزتها القمعية من الامن والشرطة والمخبرين والجلادين وليس بعيدا مافعل نظام البعث عشية الحرب العراقية الإيرانية هذه الحرب التي لم تكن وليدة سنتها في 1980 بل اعد لها قبل عدة سنوات من قبل عقل كوني مدبر بقيادة الامبريالية الأمريكية والذي كان اعتلاء صدام لسدة الحكم عام 1979 الا احد مقدماتها و تعليقه في حبل المشنقة بعد احتلال العراق الا احد نتائجها ،مستغلا او مصطنعا جفاف نهر الفرات فجند الآلاف من الفلاحين في سلك الشرطة وإعطائهم الوعود بنهم سيخدمون في مناطقهم وقرب عوائلهم ولكنه رجهم في محرقة القادسية بعد ان حولهم الى ألوية حدود وقد قتل او تعوق او اسر اغلبهم في جبهات القتال ، وها الأمر يتكرر وبأكثر قسوة حيث لاعمل أمام العراقي غير التطوع في سلك الشرطة او الجيش الجديد ويتفاخر الحكام بأنهم تفضلوا على أبناء المحافظات بقبولهم بعشرات الآلاف في صفوف الشرطة والجيش وليس كايدي عاملة منتجة في المعامل والمصانع والمزارع؟؟؟؟!!! وقد يخبا المستقبل القريب محرقة كبرى لشبابنا في معارك لاتخدم الا مصالح الرأسمال العالمي وبالخصوص الامريكي في المنطقة والعالم،خصوصا إذا استطاعت الامبريالية الأمريكية ان تصنع ديكتاتورا جديدا داخل جبتها ((الديمقراطية)).
ومما يشير إليه بطاطو تذمر عمال المدن من أبناء الريف( العامل الحضري لم يرحب من جهة بابن العشيرة لأنه لم يكن يرى فيه الا منافسا على ذلك القليل من الخبز الذي يكسبه على حساب القليل من الصحة الذي تبقى في جسده الهزيل وان "ألشروقي" الذي لم يخدموا الحكومة التحقوا بالشيوعيين وصاروا يشكلون عاملا مهما في الانتفاضات الشعبية(66) وهنا نستطيع ان نرى أين توجه هؤلاء "الشروقيين" في عصرنا الآن بعد ان دخل الملجأ التاريخي لهم (الحزب الشيوعي العراقي) لعملية السياسية ضمن المشروع (الديمقراطي ) الامريكي فكان الملجأ الحركات الدينية المتطرفة وبعض قوى الغيب المشعوذة...الخ وهي تجنده وتفخخه حافيا جائعا لخدمة مصالحها ومصالح أسيادها خارج الحدود ليكون وقود دائما لنيران الاقتتال الطائفي العرقي المصطنع والتي تسعى بشتى الطرق الى ماسسة الطائفية في العراق والذي يقول عنه المفكر سمير أمين(هي جوهريا وبالضرورة مرتبطة بللا مساواة وفي النهاية تنبع من الثقافة العنصرية نتيجة ايدولوجية للثقافة السياسية الرجعية للولايات المتحدة)(67)




دور السلطات الديكتاتورية في شرذمة وتشظي الطبقة العاملة العراقية وتهميشها واحتوائها.
*********************************************************؟
إذا كنا ولازلنا نؤمن بان السلطة السياسية المهيمن على الحكم إنما تمثل بالدرجة الأولى مصالح الطبقة الاجتماعية التي انحدرت نها والتي أوصلتها الى سدة الحكم غير متناسين بعض الخصوصيات الأخرى للأنظمة السياسية المختلفة وفي بلدان مختلفة.
وإذا كان هناك تعتيم وعدم الوضوح بصبغ الكثير من الأنظمة الحاكمة في لعالم الثالث والمتخلف فيظهر وكان الحكام يمثلون عموم الشعب فإنما مرد ذلك الى التشوه الحاصل في البنية الطبقية لهذه البلدان ومنها العراق حيث تداخل وهشاشة وميوعة هذه الطبقات نتيجة للقطع الذي تعرض له التطور الاقتصادي والاجتماعي لهذه البلدان من قبل الرأسمال العالمي المتطور عن طريق الهيمنة الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة مما أولد طبقات اجتماعية غير واضحة المعالم والملامح غالبا ما تقمصت واحتلت دور الصدارة بدعوى الوطنية والقومية والدفاع عن مصالح المحرومين والمستضعفين والمظلومين مما جعلها تحيا سلوك الفوضى واللاعلمية واللاانسجام وتصدر قرارات وفرمانات متناقضة ومتقاطعة بعضها مع بعض ولكنها بعد ان استكملت وسائل القمع وأحكمت سيطرتها على كرسي الحكم أخذت ترسم الخطط وتعمل جاهدة لتأبيد وتنمية وسلامة رحم مولدتها بما يديم سلطانها وحكمها ومن أساليب والإجراءات العمل بكافة الوسائل لعدم وضوح الفرز الطبق وكبح جماح كافة الطبقات الاجتماعية في ظل نظام استهلاكي غير منتج وخصوصا في دولة ريعية تعتمد بالدرجة الأولى على الثروة النفطية في إدارة شؤونها وتمويل نفقاتها العسكرية والأمنية( ان العلاقة بين الحاكم والمحكوم انتهت مع صعود الدولة الريعية ولا اقصد بالدولة الريعية الدولة الغنية بل اقصد الدولة التي تستمد مواردها المالية من أقطاعات خارج نطاق نشاطات الفئات الاجتماعية كحصول الدولة على المال عن طريق النفط مثلا وهنا لاتشعر الدولة المواطن بانها قطعت من دخله وبالتالي للمواطن حقوق عليها بسبب هذا الاقتطاع وهذا هو جوهر المكرمة عن صدام حسين فالمجتمع مذرر والسلطة تشجع الفرد ليكتب للرئيس مرحمة لكي يزود ه بالأموال.كان البعث واعيا كل الوعي بهذا الواقع فشجع الفرد على ان يطلب بصورة الاستجداء ولكن بالمقابل أي مطلب جماعي مهما كان بسيطا يقابل بقمع شرس(68)
وهنا يكون عدوها الأساس ومهدد مصالحها قيام ونضوج طبقة عاملة منتجة فاعلة ستكون بالتأكيد حاملة لفكر الحرية والديمقراطية والمساواة ونبذ لهيمنة والاستبداد بكافة أشكالها... وهنا تقع مثل هذه الأنظمة بين دعواها في التحرر من ربقة الامبريالية والاستعمار وضرورة فك الارتباط بالرأسمال العالمي الاحتكاري مما يستوجب الاعتماد على القدرة الوطنية وبناء بنية اقتصادية زراعية وصناعية رصينة وقوية وحمايتها من قبل نفوذ ومنافسة قوى الرأسمال العالمي وهذا بدوره يتطلب المزيد من حرية الفكر والعمل للطبقات المنتجة سواء كانت برجوازية وطنية او طبقة عاملة وفلاحين او طبقة فكرية مبدعة ومبتكرة ومتسائلة تؤسس لبناء ديمقراطي مساواتي متطور وهذا هو الخانق الحقيقي الذي يؤدي الى المزيد من حرج وخوف الطبقة المسيطرة من فقدان الأسس المادية لهيمنتها على الحكام سواء من قبل الموضوع الواقعي للحراك الاجتماعي او العامل الذاتي لقوى التحرر والتغيير وان كانت هناك إمكانية لاحتواء البرجوازية الوطنية واستهلاكها في طبقة كمبرادور تجاري طفيلي مرتزق باعطاءها هامش من حرية الاستيراد او التصدير مستفيدة من الوفورات المالية النفطية فإنها من الصعوبة بمكان ان تحول دون تبلور وصيرورة طبقة عاملة واعية متزايدة القدرات العددية والفكرية بشكل مطرد تناسبا مع عدد وحجم المشاريع الصناعية والزراعية وكما يذكر سمير أمين(عبرت تلك الطبقات البرجوازية الوطنية كانت حداثية وبمحل العلمانية وتنطوي على كونها حاملا للتطورات الديمقراطية،ولكن لان تلك المشاريع كانت بالضبط تتعارض مع مصالح الامبريالية المهيمنة قامت هذه لمحاربتها من دون هوادة وبشكل كامل وجندت القوى الظلامية المتجذرة من اجل هذا الهدف)( جريدة الزمان.العدد (2973في 20-4-2008)
فوجود طبقة عاملة كبيرة العدد عالية القدرة متطورة الوعي الوطني والسياسي والطبقي يستلزم ان تكون لهذه الطبقة الريادةة والهيمنة على سدة الحكم على حساب الطبقات الطفيلية والاستهلاكية الغير منتجة وتنحيتها وشل ذراعها الذي يحاول إيقاف عملية التقدم الاقتصادي والثقافي والسياسي للمجتمع وقد كانت أنظمتها الملكية والجمهورية على وعي كامل بهذه الخطورة فعمدت على اتخاذ التدابير التي تحد من تطور الطبقة العاملة وممثليها الطبقيين والمهنيين والسياسيين ومنها-الوقوف بوجه إنشاء مؤسسات ومصانع ومزارع إنتاجية متطورة.
- بذل الجهود المضنية والحملات الإعلامية وال ايدولوجية الشرسة ضد الفكر الاشتراكي والماركسي بالخصوص وابتداع مختلف عصائب التضليل والتجهيل لحجب الفكر الثوري اليساري عن عيون الكادحين وحرفها صوب الفكر القوماني المتعصب والفكر الغيبي المتكلس والمتصلب.
- العمل على تزييف إرادتها النقابية والمهنية وتنصيب أزلامها وخدمها كقيادات لهذه المنظمات التي تدار عبر مكاتب الحزب القائد.
-ومن أفضع مافعلته الديكتاتورية الصدامية خصوصا إلقائها لجموع العاملين الشباب في آتون حرب طاحنة لمدة ثمانية سنوات متوالية وإحلال القوى العاملة العربية والأجنبية محلها لإدارة واستمرار إنتاج مصانعها الحربية بالخصوص والعمل على بيع وتصفية وتخريب منشات القطاع الصناعي (الاشتراكي)) وبذلك فقد أسفرت عن وجهها القبيح كخادم لمصالح الرأسمال والأنظمة العميلة فأنقذت النظام المصري من محنته وأزمته في الداخل عبر مشروعه الاستسلامي وانفتاحه على الغرب وذلك باحتواء الملايين من العمال المصريين في سوق العمل في العراق ليحلوا محل زملائهم وأشقائهم العراقيين على سواتر الموت والقتل والخراب بالجملة .وبذلك وفر للنظام المصري إكسير الحياة عن طريق تحويل وضخ الملايين من الدولارات شهريا من عمل المصريين في العراق لدعم الاقتصاد المصري وفك الضائقة عن النظام الساداتي.في نفس الوقت الذي نصب له قفص الاتهام والمحكمة الصورية في بغداد. بالإضافة الى ذلك فان مجريات الحرب وفرة له كل الذرائع لعسكرة الاقتصاد لابل عسكرة المجتمع العراقي فكل شيء من اجل النصر على المجوس بعد ان كان كل شيء من اجل المعركة مع العدو الصهيوني والنصر على اليهود.وقد كانت الحرب كما هي على طول تاريخ الأنظمة التسلطية والديكتاتورية هي المخلص المثالي لهذه الأنظمة من استحقاقات الحراك الاجتماعي والاقتصادي المتنامي في ضرورة استكمال البنى الديمقراطية والدستورية ونبذ الإجراءات الاستثنائية والإحكام العرفية والمطالبة بتقييد أفعال وأقوال رموز الديكتاتورية وفرض الرقابة الشعبية وهذا ماحصل بالضبط بالنسبة لنظام البعث ألصدامي في العراق الذي بقى يسوف ويماطل ويخلق الأعذار لأكثر من(53)عاما من حكمه للتهرب من إجراء انتخابات ديمقراطية وقيام برلمان منتخب وحل مجلس قيادة الثورة والإيمان بالتعددية الحزبية وحرية الرأي والنشر والتفكير والعقيدة وهي مطالب جاءت نتيجة طبيعية لتنامي عملية الإنتاج الصناعي والزراعي والعمراني في البلاد خصوصا بعد تأميم النفط العراقي،وقد كانت هذه المطالب السبب الرئيس لانفصام عرى التحالف الجبهوي بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث الحاكم انذاك لان الحزب طالب بد مؤتمره الثالث بإنهاء الأوضاع الاستثنائية وحل مجلس قيادة الثورة واصفا((الديمقراطية)) بالعرجاء مما أثار سلطة البعث وشنت حملتها الإرهابية المدبرة والمعدة سلفا على أنصار وأعضاء الحزب الشيوعي العراقي رغم كل تنازلاته ومهادنته ودعمه للسلطة انذاك.
- رغم كل هذه الإجراءات فان النظام لازال يتحسس بمجساته الأخطبوطية الرهيبة المتغلغلة في كل مفاصل المجتمع العراقي ان هناك المزيد مما يجب فعله وعمله فاصدر فرمانه المرقم 150 بتحويل العمال الى موظفين وكأنها مكرمة انتشلت العمل من مستنقع الدونية الى مرحلة السمو والرفعة الوظيفية كان الشعب بكل طبقاته وفئاته تحول الى عبيد تحت سلطة الدكتاتور الفرد والقائد الضرورة (فلا حياة بلاشمس ولاكرامة بلا صدام) وإذا قال صدام قال العراق.
هذه المواقف لم تكن وليد نظام صدام وحده بل سبقه إليه الزعيم الوطني العراقي "عبد الكريم قاسم" فعلى الرغم من حبه لعموم الفقراء في العراق وانحيازه لمأساتهم في بداية تسلمه للسلطة والحكم لاكنه وغيره من الزعماء والقادة من البرجوازية للعالم الثالث لانريد ان تقرر بحقوق لطبقات الشعب وفئاته العاملة والمنتجة وإنما نريد ان تكون صاحبة المنة والمكرمات تعطي وقت ماتشاء وتمنع حيث تشاء فقد أرهبته المسيرة المليونية لعمال العراق في الأول من أيار 1959 وقيادة الشيوعيين لهذه المظاهرة الجبارة ومطالبتهم لا للاستيلاء على الحكم ولكن المشاركة في الحكم عبر شعارهم الملتبس((عاش ألزعيمي عبد ألكريمي الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي))مما أغاض الزعيم فهل يصح ان يكون للمخلص والمنقذ الإله شريكا ،وعلى الرغم من إدراكه ومعرفته لمدى المخاطر التي تهدد حكمه ووجوده الا انه لم يحتمل مطلبه من حملوه على أكتافهم بحقوقهم ومشاركته في الحكم وهذا أمر نابع من سايكولوجية وثقافة البرجوازية الصغيرة وخصوصا العسكرية،مما قادهم الى مجزرة الفاشية في 8 شباط 1963 وأعاد البلاد الى ماقبل 14 تموز 1958 بما لايقاس من حيث كبت الحريات وسحق الكرامات وتدمير الاقتصاد.
هذا الخوف الهستيري من العمال وممثليهم دفع الحكام الى قطع رؤوس الرموز التي صنعوها وسوقوها لقيادة العمال والسيطرة على منظماتهم وكبح وعيهم الطبقي وهذا ماحصل "لمحمد عايش"قائد نقابات العمال في زمن الدكتاتورية الصدامية مع مجموعة من الكوادر العمالية البعثية ومنظريها من أمثال "عزيز سيد جاسم"وغيره كل هذا تحرزا لأي خرق يمكن ان يفرزه الوعي لسياسي والطبقي للطبقة العاملة وإمكانية إطاحتها بعروش الديكتاتورية ربيبة وعملية الرأسمال العالمي الامريكي ومن قبله البريطاني هذا مايفترض ان يجعلنا ان نضع أيدينا على الممارسات واللاديمقراطية من قبل سلطات الاحتلال وذيوله ومريديه ممن استلموا صولجان الحكم بعد الديكتاتورية الصدامية ومنها تدمير وهدم وتفكيك وبيع المصانع والمعامل والمنشات الصناعية والزراعية العراقية وتهربها الى خرج العراق وبيعها في سوق الخردة.وماسهل على هذه القوى تنفيذ مخططاتها الموقف الغائم لأكبر قوة يسارية في العراق ممثلة بالحزب الشيوعي العراقي والصوت الضعيف وعدم الوضوح يكن وسحب وتنحية اغلب مبادئه وشعاراته كطليعة للطبقة العاملة وعموم لكادحين مقابل مشاركة هشة وهزيلة في حكومة ووزارة تفوح من جنباتها رائحة الفساد والتبعية للرأسمال العالمي وكما ذكر عصام لخفاجي حيث يقول(ان اليسار الذي كان يتبارى في تبني برامج كبيرة أصبح تحت ضغط السطوة اللبرالية يستحي ان يطرح برامج اجتماعية حتى لايقال له بأنه مع التدخل،ان القضية ليست في التدخل ان القضية ليست في التدخل من قبل الدولة او اللا تدخل ان الديمقراطية شكل للنظام المطروح كبديل ولكن ماهو المحتوى ؟لقد غابت صورة أي شعار مستقبلي لدى الحركات السياسية كالتقدم والتحديث ناهيك عن الاشتراكية والتنمية...الخ... وبهذا المعنى غابت صورة المستقبل ، وغابت كتلة معينة من المجتمع لها برنامج تحديثي)(69.)
من قبل سلطات الاحتلال وذيوله ومريديه ممن استلموا صيد لجان الحكم بعد الديكتاتورية الصدامية ومنها التقاضي عن تدمير وهدم وتفكيك وبيع المصانع والمعامل والمنشئات الصناعية والزراعية العراقية وتهريبها الى خارج العراق وبيعها في سوق الخردة .
- فتح حدود العراق على مصراعيه للبضاعة الواردة من دول الخارج وبأردأ النوعيات والمواصفات للقضاء على أي منتوج وطني صناعي او زراعي عراقي حيث تشير الإحصائيات الى غلق اكثر من (120الف) معمل ومصنع وورشة عمل عراقية متوسطة وصغيرة ناهيك عن المعامل والمنشات الصناعية والزراعية الكبرى وها هو حالنا الآن فالعراق يستورد الشخاط والخيار والبصل والسيارات ... الخ وكل شيء دون أية ضوابط ...
حظر التنظيم النقابي في مؤسسات القطاع العام وحل الاتحادات والنقابات بالقرار (8750) سيء الصيت واحتجاز العديد من القادة النقابيين وخصوصا في مجال الصناعات النفطية البتروكيمياوية والكهربائية وغيرها .
- اعتماد التمويل الذاتي في المؤسسات صناعية خاوية لاتنتج وان أنتجت لاتجد سوقا لتصريف منتجاتها في ظل منافسة المنتجات الأجنبية في السوق العراقي . مما زاد من فقر وإملاق لابل تربح الآلاف من العمال ليكونوا تحت كابوس البطالة التي تفد بأكثر من 50% من القوى العاملة العراقية والتي تزيد على سبعة ملايين عامل وعالة .
مما يزيد الأمر سوءا هوس الفئات الحاكمة باعتماد سياسة واليات السوق الحرة الذي تعاني منه اكثر الدول الرأسمالية المتطورة ومنها الولايات المتحدة بسبب شدة المنافسة بين الدول الصناعية المتقدمة على السيطرة على الأسواق العالمية وحق الأسواق الوطنية النامية ، والكل يعرف مدى شكوى الاحتكارات الرأسمالية الأمريكية من منافسة المنتوجات اليابانية والصينية للمنتوجات الأمريكية في بعض الصناعات النسيجية والالكترونية وصناعة اللعب والسيارات ... الخ.
فكيف هو الحال بالنسبة لبلد مخرب ومدمرة بنيته التحتية ومشوهة بنيته القومية . رأسماله الوطني يهرب من قبل تجارة بنفط خارج الوطن مما يستدعي من دولة ...مثل العراق داخلها يزيد على الخمسين مليار دولار ان تسعى للدعم المالي بالإضافة للحماية الكمر كية تنشط الصناعة الوطنية والنهضة الزراعية لإنجاح نهضتها العملية والاجتماعية والثقافية والتخلص من البطالة والإرهاب والرأسمالية العسكرية المهنية .
وهنا يثار السؤال التالي في هذا المجال ؟
ماهي طبقة السلطة السياسية التي يمكن ان تبنى مثل هذا المشروع التنموي في العراق ؟؟؟
من المعروف ان البرجوازية الناهضة هي التي قامت بمهمة إزاحة سلطة النبلاء والإقطاع في البلدان الغربية المتقدمة مثل انكلترا وألمانيا وفرنسا وغيرها من العالم المتحضر عبر صراع طويل وشاق بين الطبقة البرجوازية الرأسمالية والإقطاعية بعد ان تعاظم دور قوى الرأسمال في إدارة دقة الصناعة وتطوير البنية الاقتصادية والتطور التقني والثقافي وازدياد عدد ونوعية الطبقة العاملة في عصر النهضة الصناعية .
ومن المفترض ان تكون البرجوازية الوطنية في بلدان العالم المختلف ان تقوم بنفس هذا الدور التاريخي ولكن الذي حصل هو حالة القطع الاستعماري الرأسمالي في هذه البلدان للنمو التقليدي والتطور الطبيعي للبرجوازية الوطنية المنتجة الى طبقة تابعة ومرتبطة بقوى الرأسمال العالمي كسمسارة لهذا الرأسمال كطبقة طفيلية غير منتجة بالدرجة الأولى ممثلة بالتجار والمرابين والإقطاعيين وأشباههم من المتاجرين بالبضائع المستوردة والعقارات والربا دون العمل على تطوير القطاع الصناعي والزراعي الوطني المنتج ومن العوامل الهامة المساعدة على هذا الوضع هو كون العراق او الدولة العراقية هي دولة ريعية تعتمد في إدارة شؤونها او تغطي نفقاتها بالدرجة الأولى عن طريق صادرات البترول وليس اعتمادا على دافعي الضرائب من البرجوازية مما همش دورها ووفر للسلطات تمويلا ربيعيا لم يستثمر لأسباب موضوعية في تطوير عجلة الإنتاج وفق مصالح الرأسمال العالمي الخارجي وتوابع في الداخل وه1ذ مما أدى الى ضعف البرجوازية الوطنية المنتجة وبالتالي ضعف وقصور الطبقة العاملة العراقية وخلق طبقة متوسطة مقيدة بقيود السلطة وتابعة لها كجيش من الموظفين والمستخدمين في دوائر الدولة ومنشأتاها وهنا بالضبط تتجسد استحالة انجاز مهمة القطع مع الرأسمال العالمي واقتصاد السوق والانفكاك من تبعية وهيمنة الدول الامبريالية وخصوصا الأمريكية وحلفائها في العصر الراهن هذه المهمة التي يجب ان تضطلع بها البرجوازية الوطنية المنتجة وليس التابعة والطفيلية والطبقة العاملة الواعية لذاتها ومهامها الوطنية والطبقية لحمل راية الكفاح الوطني والطبقي صوب الحرية والتقدم الصناعي والزراعي وبناء الديمقراطية باعتبارها صاحبة المصلحة الأساسية في التغيير ولكن واقع حال ووصف والعجز الموضوعي والذاتي للطبقة الوسطى والبرجوازية والطبقة العاملة من حيث التبعية والطفيلية والضعف يظهر وكان أمر التحرر والخلاص يتعلق بتطور وتقدم قوى التحرر والديمقراطية للطبقة الوسطى والطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية في المركز الرأسمالي وليس كما يذكر المفكر سمير أمين ولكنه لن يدلنا على من ينجز عملية القطع وتبني انجاز مهمة القطع وتبني نمو اقتصادي واجتماعي بقرار سياسي وعدم الخضوع لهيمنة اقتصاد السوق الحر الرأسمالي إذا كانت الطبقة االكومبرادورية والالوغارشكية عاجزة موضوعيا وليس من مصلحته التحرر من تبعية الرأسمال العالمي وإذا كانت الطبقة العاملة قاصرة وضعيفة ومشتتة والطبقة المتوسطة مرتبط حبلها السري بالدولة الريعية فمن ينهض بمهمة التحرر الاقتصادي والأساسي في هذه البلدان فعلى الرغم من كون العراق بثروته البترولية الكبرى يمكن ان يتحرر من شرط تراكم رأسمال ولا حاجة له بالخضوع الى شروط الرأسمال العالمي وديون ن البنك الدولي المجحفة ولكن حتى هذه الإمكانية وأداتها الطبقات الديكتاتورية السابقة في الحروب والبذخ والسجون بحيث خرج العراق مدينا بأكثر من مئة مليار دولار وقد اكملت الطبقة الحاكمة بعد الاحتلال وبالتناغم مع قوى الرأسمال العالمي اكملت عملية الخنق والوأد عن طريق الفساد المالي الغير مسبوق وحرف التطور وإنفاق الأموال على القوى الأمنية وقوى القمع تحت ضغط محاربة الإرهاب ونفذ المليشيات ومافيات السلب والنهب التي تتعارض في مصالحها مع قيام دولة المؤسسات والقانون والدستور وهنا تلتقي مصالحها مع مصالح قوى الراسمال العالمي المحتل في تعثر وتأخر انجاز المشروع الوطني الديمقراطي العراقي وتنمية نزعة الاستهلاك لغرض الاستهلاك وبذلك تجعل من الأفراد كتل استهلاكية وذوقه دون النظر الى فائدتها العملية ووظيفتها او خدمتها الجوهرية التي تقدمها للأفراد حيث يقول محمد جمال باروت( المنظورات السوسيولوجية نرى في مجتمع مابعد الحاثة مجتمع مابعد الفرد والفردية انه "يفيلق" الفرد وينظمه في طرازات ذوقية واستهلاكية وغذائية ورمزية وعملية متشابهة ترتفع فيها السلطة من قيمة استعماليه الى قيمة رمزية بحد ذاتها فتقتنى لأجلها"(70)
العامل الذاتي الهام والذي يكن ان يعوض تطوره ووحدته ووعيه كما نرى عن نقص وخذلان وهشاشة الموضوع حينما تمتلك الإرادة الواعية للترفع على واقعها الموضوعي وتتجاوزه والخلاص من الآلية الميكانيكية للارتباط بين الذات والموضوع وبين البناء الفوقي والتحتي وخصوصا ما أصبح للذات من دور كبير في ظل التطور العلمي والتكنولوجي وثورة المعلوم والاتصالات.
ولكن للأسف نجد الطبقة العاملة وقوى اليسار العراقي تتخبط في مستنقع الموضوع الفاسد وعدم تحررها من النزعات الطائفية والعرقية والقبلية والشرذمة والتشتت بين من انجر تحت ذريعة الأمر الواقع الى السير ضمن المشروع((الديمقراطي)) الامريكي وبين قوى سلفية متطرفة لاتمتلك غير الشعارات الديماغوجية الفارغة وتسليم قيادها للتقليد العقائدي والفكري لجر الواقع الى مسطرتها المتكلسة والفاقدة للمرونة والإبداع في تفكير وتنظير وتغيير الواقع وبين متقوقع على نفسه مترفعا ومستنكفا على كل ابناء وطنه بدعوى ان ليس هناك من يفهمه ويقدرعبقريته وقدراته الفريدة والمتفردة وهناك من انزلق تحت ضغط موجة الكسب الرخيص الى الاستجابة للتقوقع والانعزال القومي مخلفا وراءه امميته التي كان يزعق بها ليل نهار وهناك من يريد ان يصهر الموضوع المعقد بنار الحماس ببيانات وشعارات تفتقر للواقعية ومن يريد ان يحي العظام وهي رميم..و...و.
هذا الواقع المؤلم الذي تشهد عليه اكثر من عشرين عنوانا لقوى شيوعية ويسارية عراقية والتي يكاد لايطيق بعضها البعض بل تغرق في تهم الانحراف والانجراف والتخوين والارتداد وقد تعثرت اغلب دعوات ومشاريع العمل المشترك وفق برنامج الحد الأدنى لهذه القوى باعتبارها كما نرى وكما سبق ان أوضحنا هي الخلاص الحقيقي والوحيد الممكن للانفكاك من ربقة وهيمنة الاحتلال والاستغلال والإرهاب والديكتاتورية الخارجية والداخلية وهي بذلك ممكن ان تلقي بحبل النجاة لجماهيرها من العمال والفلاحين وعموم الكادحين والطبقة المتوسطة البائسة وجموع المثقفين والديمقراطيين الوطنيين للخلاص من حالة الضياع والغرق بفعل أمواج بحر الطائفية والعرقية والقبلية المتخلفة قبل وبعد تشظية الديكتاتورية تحت مطرقة قوى الاحتلال الخارجي وهي طبعا لاتسعى لقيام وبناء الديمقراطية والحرية بل تعمل على ادامة مشاريع الديكتاتوريات المشتتة والمقزمة ، وتشل من قدرتها على اتخاذ القرار لتكون الرأسمالية الأمريكية هي صاحبة القرار الاول في مختلف الشؤون الاقتصادية والساسية الهامة في عراق مابعد الديكتاتورية الصدامية المركزة المتصارعة فيما بينها تحت مختلف الأقنعة الدينية والقومية والعرقية وهي تعبر بشكل نموذجي عن الطبقة السياسية المهيمنة الان من الإقطاع والبرجوازية الطفيلية والربوية والمافيات المتغولة وعصابات السلب والنهب المنظم ،مستغلة في ذلك ضعف وهشاشة نقيضها الطبقي الممثل في طبقة وسطى وطبقة عاملة ناهضة وواعية لدورها ومدافع عن مصالحها الوطنية والطبقية مما أعطاها حيزا كبيرا ووقت مفتوحا للاحتراب والاختلاف حيث يسعى كل منها للاستحواذ على كرسي السلطة والمال دون غيره.،حالها حال أية عصابة من السراق التي يوحدها هدف سرقة ضحاياها من اجل قهرهم وإفقادهم القدرة في الدفاع عن حقوقهم ولكنها حتما ستغرق في دوامة الاختلاف في اقتسام الغنائم والسرقات بحيث لايحسم هذا النزاع والاختلاف الا بتوحد ضحيا السراق واستعادتهم لحقوقهم والحد من عدوانيتهم وطمعهم او ان يتمكن احد زعماء عصابات النهب والسلب بالسيطرة والهيمنة على انداده وحسم الصراع لصالحه بقمع الإطراف الأخرى وإخضاعها لسيطرته وهذا أمر يعتمد الى مدى انحياز الرأسمال الامريكي المسلح لأحد هذه االاطراف او العصابات التي ترى فيها ضمانة لمصالحها المحلية والإقليمية للولايات المتحدة الأمريكية الراهنة والمستقبلية.


طبيعة الطبقة لعاملة العراقية وأفاق التطور

*******************************.
لايمكن لأي طبقة او فئة اجتماعية ان تكون منفصلة من حيث الصفة والمواصفات السيكولوجية والسلوك اليومي والعام عن المجتمع الذي تنبثق منه وما يتعرض له هذا المجتمع خلال تاريخ تطوره وصيرورته حيث يذكر هنا حنا بطاطو في هذا المقال(( عند ملاحظة تتابع الأوبئة والمجاعات والفيضانات والكوارث الأخرى التي حلت ببغداد ان المدينة كانت أشبه بشرك للموت وإنها كانت مفترسة الناس وان مناطق العشائر كانت مصدرا للتعويض وخزانا للسكان بالنسبة للمدينة)) والثقافة العامة والموروث الحضاري للشعب والمجتمع(فمن 1621-1895 حصلت في بغداد 6 مجاعات و7 فيضان مدمر أووباء شامل حرب أهلية طائفية مجزرة فارسية ضد السنة ((قتل مئات الألوف)) وبيع الآلاف كعبيد مجزرة تركية ضد الفرس ذهب ضحيتها 30 ألف شخص حصار فارسي ((اكثر من 100 ألف ماتو جوعا))(( طاعون شديد ))
ولم تكن أمهات المدن العراقية بأفضل حالا من بغداد من حيث الكوارث والغزوات والأمراض والمجاعات. ومن يتأمل حال العراق ومدنه وبالخصوص بغداد يرى مصداقية قول بطاطو بان بغداد كانت ولازالت(مفترسة) للناس وشرك للموت ففي مطلع القرن الثاني والعشرين تبدو بغداد والموصل والبصرة كمدن أشباح لاتعرف غير أدوات القتل والحرائق والمصائب ربما فاق كل ماسبقه فمن حروب الديكتاتورية السوداء الى حروب "التحرير" الهوجاء.
وبذلك لايمكن ان نعزل الطبقة العاملة في ميزاتها العامة عن المجتمع العراقي عموما وما ستبطنه لاوعيه الجمعي من تطلعات وتصرفات ونهج سلوكي وحضاري ومنها صراع قيم البداوة والحضر في الشخصية العراقية ، قيم الريف والمدينة قيم وحضارة الحداثة العلمية والفلسفية وماقبلها، تنوع مكونات المجتمع العراقية القومية والدينية .
وديان عميقة وجبال شاهقة سهول خصبة ومسطحات مائية واسعة و صحارى مجدبة واسعة مناخ متطرف بين شتاء بارد قارس وصيف حار ملتهب تباين طبقي صارخ بين ثراء فاحش وفقر مدقع .
ان مجمل ماذكر ناه تكاد ان تكون عوامل موضوعية خارجة عن تحكم الفرد العراقي وما تعكسه على سلوكه وتصرفاته وشخصيته والتي غالبا ماتتميز بالتناقض والتحولات الدراماتيكية السريعة وردود الفعل السريعة والعاطفية الجياشة بقوة ورقة وعذوبة مياه الرافدين وط0او طغيان وفياضنه او صهيوده وشحته بين عطاء السهول وجدب الصحراء...الخ عموم هذه الصفات لابد ان تجد لها مظاهر وتجليات لدى عموم العراقيين ومن ضمنهم العمال.
ففي الوقت الذي استطاعت الطبقة العاملة العراقية ان تكون وسطا ملائما وتربة خصبة للأفكار الأممية ونزعة التسامح القومي والديني والاندفاع العاطفي الايجابي للانتصار للحق والعدل ورفض الظلم والقهر مما سهل رسوخ الأفكار الداعية للعدل والمساواة والتضامن الانساني وخصوصا الفكر الاشتراكي خلال سنوات العشرينات من القرن المنصرم كنفوذ الحزب الوطني الديمقراطي العراقي ومن ثم شبه الهيمنة للحزب الشيوعي العراقي عل نشاطات وفعاليات ونضالات الطبقة العاملة العراقية وعموم الكادحين والنازعين صوب الحرية والعدالة في العراق. حيث تبوء غير قليل من العمال العراقيين او م أصول عمالية عراقية مواقع ومراكز هامة في قيادة الحزب الشيوعي العراقي.
وهذا ليس غريبا على تاريخ الشعب العراقي موطن ومولد الحركات الثورية في العالم العربي والإسلامي كحركة الزنج والقرامطة والحركات الثورية الأخرى التي تغص بها كتب التاريخ كالحركات العلوية والإسماعيلية كحركات تحمل لواء العدل والحرية ومناهضة الاستبداد والتعصب القومي والديني ولكن من العوامل الهامة الكابحة لتطور وتقدم نضالات الطبقة العاملة العراقية هي الطبيعة الريعية لمختلف الحكومات التي تولت الحكم في العراق ومنها الخلافة العباسية ومن ثم الإمبراطورية العثمانية مما أعاق كثيرا نمو الصناعات والقطاعات المنتجة في عموم البلدان الغربية والإسلامية وخصوصا العراق ثم كان الاستعمار البريطاني للعراق وتحويله الى مستعمرة تدر ذهبا اسودا في جيوب الرأسمال الاحتكاري النفطي جاهدا للعمل دون تطور البلاد الزراعي والصناعي ماعدى مايصب في خدمة اقتصاده وتطوره وحماية مصالحه وخصوصا في مجال القطاع الخدمي والاستهلاكي الغير منتج مما أعاق وعوق نمو وتطور الطبقة العاملة العراقية من حيث العد والنوع حيث يذكر بطاطو
(ان الانكليز الذين كانوا يتوقون الى تجنب الكلفة الباهظة للإبقاء على قوات احتلال كبيرة في البلاد راو في موازنة العشائر ضد أهل المدن ضمانا أكيدا لاستمرار سلطتهم وهكذا فأنهم لم يحاولوا فقط وقف العملية المبتدئة لانحلال العشائري او صون سلطة رؤوسا العشائر وتبريرها او المحافظة على الحد الأدنى فحسب من التفاعل بين أهل المدينة والعشائر بل أنهم عملوا على تدعيم الانشقاق القائم بتقوية العادات العشائرية بل أنهم عملوا عل تدعيم الانشقاق القائم بتقوية العادات العشائرية والاعتراف بها رسميا وأنظمة حل النزاعات العشائرية التي أصدرها الانكليز في 27 تموز 1918 بصيغة بلاغات لها قوة القانون)(71)
وحتى بعد التخلص بشكل يبدو كاملا من الهيمنة الرأسمالية الامبريالية وخصوصا بعد 14 تموز 1958 ومابعدها من الانقلابات ولتغيرات والحكومات فبالإضافة الى كونها غير مستقرة ومضطربة وهذا بالتالي يعرقل كثيرا من خططها وبرامجها الاقتصادية والتنموية بالإضافة التدخلات والأيدي الظاهرة والمستترة لقوى الرأسمال العالمي التي تعمل لعرقلة ونمو اقتصاديات البلدان المتخلفة وإحكامها ربط اقتصادها بالسوق الرأسمالي العالمي وقد كان للانقلاب الفاشي في 8شباط 1963 اثر كبيرا في عرقلة وإجهاض الحركة النهضوية العراقية وفي مقدمتها تشتيت وإضعاف وشرذمة وكبح جماح الطبقة العاملة التي أرعبت أعداءها الطبقيين في الداخل والخارج.
هذا العامل يضاف الى اعتماد السلطات والحكومات لعراقية على البترول كمصدر رئيسي من مصادر الثروة والمال وكمورد للصرف والإنفاق على دواوين الحكومة وأجهزتها القمعية والخدمية بالإضافة الى ارتباطاتها المتباينة بالرأسمال العالمي حال دون اعتمادها المشاريع الصناعية والزراعية الكبيرة لتكون مصدرا مهما من مصادر الثروة مما جعل من العراق بلدا مستهلكا بالدرج الأولى فبدلا م ان تكون الدولة هي التي تمد يدها الى الشعب ودافعي الضرائب لتمويل مؤسساتها فاستحواذها على المارد النفطية كانت يد الشعب هي الأدنى والحكومات هي صاحبة المكرمات والمنح والعطايا لأبناء الشعب .
كل هذا أدى الى عدم تطور الطبقة العاملة العراقية وحال دون تعاظم دورها في الشأن العراقي السياسي والاقتصادي مما جعلها تعيش واقع الضعف والتبعية وذلك كون المال يصقل وعيهم الطبقي والسياسي بدرجة كافي لكون اغلبهم من منحدر فلاحي حديث العهد بالعمل الصناعي والحضري ففي لوقت الذي يضع رجله في المعمل والمدينة تكون رجله الثانية وجزءا كبيرا من عقله وسلوكه معلقا في القرية وقيم القبيلة والعشيرة مما وضع عوائق كبيرة إمام السعاة السياسيين والنشطاء الثوريين لجذبهم نحو العمل المهني ولسياسي وفهم واستيعاب الصراع الطبقي وطول المطاولة في معارك الكفاح الطبقية والوطنية ضد قوى الاستبداد والاستغلال.
يضاف الى كلله هذا وبهذا كله استطاعت القوى السلطوية الظلامية ان تحرف العمال عن طريقهم الكفاحي الثوري والعمل على زج العمال في معارك طائفية وعشائرية ومعارك ثانوية على نطاق العراق بأكمله على نطاق المدينة الواحدة فمرة تحت الذراع الطائفية والقومية والعرقية وحتى على مستوى المحلات والأطراف وبين سكنة الريف والمدينة وتفضيل بعضهم على البعض الأخر وخلق بؤر التوتر والحساسية بين بعضهم البعض وما نعيشه الآن تحت ظل الاحتلال والاستغلال الرأسمالي لخير دليل على مانقول حيث تم جر العمال وعموم الكادحين في أتون حرب أهلية طائفية مدمرة.
ومفاعله الدكتاتور صدام بتحويل العمال الى موظفين الا احد أسباب وسلوك الذي استمرت سلطات مابعد الديكتاتورية لمركزة على التمسك بها بدافع إبعاد الطبقة العاملة لتأخذ دورها الفاعل في العملية السياسية والطبقية في العراق وقد تجسد هذا الأمر واضحا وجليا تمتما فتغييب صوت الطبقة العاملة في البرلمان العراقي والحكومة العراقية التي ثبتت بخبث وسبق إصرار من قبل المحتلين ضمن أسس ومنهج المحاصصة الطائفية والعرقية وليس عل أساس التمثيل الاجتماعي سعيا منها لإدامة الوضع المشحون والمتوتر والغير مستقر في العراق مما يسهل لقوى الرأسمال العالمي وأتباع وأذنابه في الداخل نهب ثروة العراق والاستئثار بالثروة والجاه وعدم إذكاء روح الوطنية والطبقة الواعية والصادقة بين جماهير العراق المعدمة والمقهورة المتطلعة صوب الحرية والكرامة والمساواة.

الطبقة العاملة العراقية والوضع الراهن
***************************.
ان الواقع الراهن للعراق وهو يرزح تحت هيمنة الرأسمالية العالمية المتوحشة بقيادة الرأسمال الامريكي المسلح إلي تثبت ان العولمة الرأسمالية المسلحة هي الطور الأخير من الامبريالية باعتبارها أعلى مراحل الرأسمالية كما وصفها لينين بالإضافة الى تشظية الدكتاتور الأوحد(صدام حسين) الى عدد لايحصى من أقزام ديكتاتورية بأشكال وأوصاف ومسميات شتى بين دينية وعرقية وقومية مختلفة وفتح الحدود لكل قوى الإرهاب والقوى المعادية للولايات المتحدة تحت مختلف الأسماء والمسميات لتكون الساحة العراقية هي الساحة المختارة من قبل أمريكا للمنزلة وطبعا هذا الحال أتاح للمافيات المختلفة لتجد لها مرتعا خصبا في العراق وقد ارتضى هذا الخيار الأشقاء العرب والمسلمين ؟؟!!
مما يضع أمام الطبقة العاملة العراقية وقواها الواعية وقياداتها المهام الرئيسية التالية كم نجتهد:-
أولا- ان يكون لها برنامج واضح لمقاومة الرأسمال العالمي والأمريكي بوجه الخصوص حيث يأخذ نضال العمال دورا مزدوجا أي دورا وطنيا ضد المحتل وطبقيا ضد المستغل.
ثاني- وبالارتباط مع أولا ان يسعى نشطاء العمال على توحيد صفوفهم والانضواء تحت لواء نقابات ومنظمات واتحادات مهنية قوية وفاعلة وعدم الانجرار لما يريده أعدائها الوطنيين والطبقيين في حالة الشرذمة والتشتت.
ثالثا-إتباع وتفعيل عامل ضغط بمساندة كل القوى الوطنية والديمقراطية وخصوصا اليسارية مها على الحكومة العراقية من اجل إعادة الحياة للمصانع والمعامل والمنشات الصناعية والزراعية المختلفة وبناء الجديد منها لاستيعاب اليد العاملة العاطلة والمعطلة.
رابعا- العمل الجاد بمختلف الوسائل ليكون صوت الطبقة العاملة مسموعا على الساحة السياسية العراقية ليكون حاضرا في قبة البرلمان كطرف رئيس فاعل عند اتخاذ مختلف القرارات والقوانين والإجراءات بما يخص رفاه الشعب وحرية ومستقبل الوطن بعد ان تم تغييب الطبقة العامل وممثليها في البرلمان وسط هرج الطائفية والعرقية وفقا لما يخدم مصالح الاحتلال ورأس المال والطبقة السياسية المنتقاة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لحكم العراق.
خامسا- التخلص من هيمنة صيغة المحاصصة في قيادة العمل النقابي المفروض من قبل الطبقة السياسية البرايمرية وتهميش الممثلين الحقيقيين للعمال عبر انتخاب ديمقراطي نزيه حر والعمل على تعبئة العمال ونشطائهم لانتخاب وتبريز قيادات عمالية مناضلة فاعلة كفوءة ومجربة.
سادسا- إيجاد أفضل الروابط والوشائج والعلاقات التنسيقية والنضالية مع قوى اليسار العراقي والعربي والعالمي بما فيه الامريكي ومع نقابات العمالية الفاعلة في هذه البلدان من اجل الوقوف بوجه الاحتلال ورموز الرأسمال العالمي ومناهضة العولمة الرأسمالية المتوحشة مع ضرورة عدم هيمنة طرف على الأخر او فرض وصايته وهيمنته ليكون كل عمل سياسي هو عمل ديمقراطي ولكن ليس كل عمل مهني وديمقراطي او نقابي هو عمل سياسي بالضرورة.
سابعا- الاهتمام البالغ بالدور الاعلاميي الدعائي لنشر فكر وروح وتراث لطبقة العاملة لعراقية أولا والعالمة عموما بين صفوف الشغيلة اليد والفكر والعمل على تأسيس دور الثقافة العمالية في مختلف لمحافظات العراقية بالإضافة الى ضرورة وجود كلية او جامعة عمالية تختص بتهيئة وتأهيل كوادر عمالية متسلحة بالعلم وأساليب الكفاح ووسائله وطرقه العملية والقانونية والدستورية.
العمل على تأسيس صناديق لتضامن العمالي لتكن عونا غير مشروطا للعمال وعوائلهم ضد حالات البطالة والسجن او لملاحقة والمرض مع إقامة أفضل العلاقات مع المثقفين اليساريين والديمقراطيين باعتباره من أكفاء واقدر الأضواء المجربة لكشف دهاليز الظلم والظلام الرأسمالي والإرهابي وفك مغاليق أسباب البؤس والجهل والبطالة والتخلف.
ثامنا- نبذ روح والاتكالية للنقابات والاتحادات والمنظمات العمالية على الرعوية واستجداء المعونة وانتصار فرمنها للعمل النقابي والتبرك بصولجان السلطة وعصاه الأبوية التي سرعان ما تتحول من عكازه الى هراوة وسوط لجلد العمال عند مساسهم لمصلح الطبقات المستغلة التي رعاها السلطة وليكن العمل النقابي عمل تطوعي مهني ذو تمويل ذاتي او غير مشروط والحذر ن العناصر النفعية والانتهازية والمصلحية ونفايات النظام الدكتاتوري السابق وهم أصحاب الخبرة والتجربة في أساليب الحربنة والتسلل والتلون ولبس الأقنعة للسيطرة على المنظمات والنقابات المهنية والديمقراطي العراقية خدمة لأهدافها وحرفها عن اهدافها الحقيقة والذي يشير لواقع الفعلي للأسف نجاح مثل هذه النماذج في مساعيها هذه.
تاسعا- تنظيم كفاح منظم ومتواصل لإلغاء مفارقة التمويل الذاتي للمنشات والمعامل الصناعية( رغم كل مالحق بها من ا لدمار والخراب والسلب والنهب والتعطيل والإهمال وتقادم اغلبها وافتقادها لمصادر الطاقة والمواد الأولية والمكمل لعملية الإنتاج والتشغيل بالإضافة الى عدم حمايتها من افتراس السلع والمواد البديلة المستوردة ضمن منهج حرية السوق وعدم وجود حماية للمنتوج الوطني لحين بلوغها سن الرشد وإنهاء فترة من النقاهة لتكون قادرة على حد معقول من المنافسة هذا بالإضافة للأوضاع الأمنية لمتردية مما تنعكس سلبا على العمل والعمال والذي ذهب العشرات منهم ضحايا الإرهاب والعنف والبضد من ذلك تسعى بعض القوى المتنفذة في السلطة الى تفكيك المنشآة والمصانع الإنتاجية العراقية وبيعها في سوق الخردة او اوعطاءها بما يشبه الهدية المجانية الى حواشيها من المنتفعين بدعوى تشجيع القطاع الخاص وليكن ا لعراق سوقا واسعا للاستهلاك وليس للإنتاج وهذا مما يساعد الى تحجيم وتقزيم وتبليد الطبقة العاملة العراقية خدمة لأصحاب المال ورأس المال.
إننا إذ نعرض تصوراتنا إنما ننطلق من الكثير من الحقائق والمشاهدات من الحقائق الظاهرة والمستترة والغير مستعصية على الباحث والمتابع للوضع الصناعي والزراعي في العراق والواقع المزري لقوى العمل والإنتاج في العراق.


المصادر والمراجع

1- هانس بيتر مارتين وهارالد شومان– ( فخ العولمة )- الصـــــ171ـــــفحة – عالم المعرفة –آب-2003 ( منقولة عن مقولة الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن وهو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية).
2- ميشيل شوسودوفسكي- عولمة الفقر –الصــــــ115ـــــــفحة – ترجمة : علي حسين السوداني –بيت الحكمة –بغداد.
3- هانس بيتر ماتين – (فخ العولمة ) – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ115ــــــــــــــــــــفحة .
4- عولمة الفقر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ66ـــــــــــــــــــــــــــــفحة .
5- عولمة الفقر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ104ــــــــــــــــــــــــــفحة .
6- عولمة الفقر –الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ43ــــــــــــــــــــــــــــفحة .
7- عولمة الفقر – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ74ـــــــــــــــــــــــــــفحة .
8- فخ العولمة - الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ9ــــــــــــــــــــــــــــفحة .
9- بدري يونس- ( متى يعود ماركس ) – الصــــــــــــــــ187ــفحة – دار الفارابي – ط1 .
10- كريستا فيشتريش - ( المرأة والعولمة ) - الصــــــــــــ53ـــــــــفحة – ترجمة : د. سالمة صالح – منشورات الجمل - ط1 .
11- رالف ميلياند - ( الاشتراكية لعصر شكاك ) – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ124ــــــــــــــــفحة .
12- متى يعود ماركس – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ93 ـــــــــــــــــــــــفحة .
13- المرأة والعولمة – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ86ـــــــــــــــــــــــفحة .
14- متى يعود ماركس – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ94ـــــــــــــــــــــــفحة .
15- متى يعود ماركس - الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ91ـــــــــــــــــــــــفحة .
16- متى يعود ماركس - الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ80ـــــــــــــــــــــــفحة .
17- متى يعود ماركس - الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ73ـــــــــــــــــــــــفحة .
18- المرأة والعولمة - الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ25ــــــــــــــــــــــفحة .
19- متى يعود ماركس - الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ201ــــــــــــــــــفحة .
20- المرأة والعولمة - الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ54ــــــــــــــــــــفحة .
21- فردريك أنجلس - ( دور العنف في التاريخ ) - الصـــــــــــــــــــــــــــــــ48ـــــــــــــــــــفحة .
22- ميلوفان ديلاس – ( الطبقة الجديدة ) _ الصــــــــــــــــــــــ174ـــــــــفحة – ترجمة: مروان الجابري – المؤسسة الأهلية للطباعة والنشر .
23- فردريك أنجلس – [ ماركس والنضال الطبقي في فرنسا ( 1848- 1850) ] – دار التقدم .
24- خليل أحمد خليل – ( سوسيولوجيا الجمهور السياسي الديني في الشرق الأوسط ) – الصـــــــــــــــــــ205ـــــــــــــفحة – دار الفارابي – ط1- 2005 .
25- الطبقة الجديدة – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ174ـــــــــــــــــــفحة .
26- الثقافة الجديدة – العدد 13-مايس - 1970 – ( كيف دخل أيار التاريــــــــــــــــــــــــــــــــــــخ ) .
27- نفس المصدر السابق .
28- نفس المصدر السابق .
29- نفس المصدر السابق .
30- نفس المصدر السابق – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 115 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــفحة .
31- نفس المصدر السابق – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 119 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــفحة .
32- عطيه الصيرفي - ( عمال التراحيل )- الصحــــــــــــــــــ33ـــــــــــــــــــــــــــــفحة – منشورات الثقافة الجديدة –مصر .
33- نفس المصدر السابق – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ5ـــــــــــــــــفحة .
34- نفس المصدر السابق – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ15ــــــــــــــفحة .
35- نفس المصدر السابق .
36- نفس المصدر السابق – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ69ـــــــــــــفحة .
37- الثقافة الجديدة – أيار - العدد 24 - 1971.
38- حنا بطاطو – ( تاريخ العراق ) – ج1- الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ372ــــــــــفحة .
39- صباح الدرة – الثقافة الجديدة – العدد 24- أيار -1971 – الصــــــــــــــــــــ37ـــــــــــــفحة .
40- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ20-30ـــــــــــــــــــــــــــفحة .
41- نفس المصدر .
42- ماجد لفته لعبيدي – ( الطبقة العاملة العراقية بين تعقيدات الماضي وإشكاليات المستقبل ) – 1-5-2006 .
43- صادق جعفر الفلاحي – ( الثقافة الجديدة ) – العدد 28 – أيار - 1973 .
44- نفس المصدر .
45- الثقافة الجديدة – العدد 24 – أيار - 1971 – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ155ــــــــــــــفحة .
46- نفس المصدر .
47- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ22ـــــــــــــــــفحة .
48- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ48 ـــــــــــــــفحة .
49- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ22ـــــــــــــــــفحة .
50- ماجد لفته ألعبيدي.
51- الثقافة الجديدة – العدد 24 – أيار - 1971 – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــ103ــــــــــــــفحة .
52- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ105ـــــــــــــفحة .
53- سعاد خيري – ( من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق ) – ج1 – ( 1920-1958 ).
54- حنا بطاطو - ( العراق ) - الكتاب الثاني – الصــــــــــــــــــــ131ـفحة –ط1- بيروت – مؤسسة الأبحاث العربية - ترجمة : عفيف الرزاز .
55- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ131ــــفحة .
56- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ130ــــــــفحة .
57- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ130ــــــــفحة .
58- نفس المصدر – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ63ــــــــــفحة .
59- سعاد خيري – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ124ـــــــفحة .
60- حنا بطاطو – ج1 – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ230-239ـــــــــــــــــــــــــــــــــفحة .
61- ألاشتراكية لعصر شكاك – الصـــــــــــــــــــــــــــــ173-174ــــــــــــــــــــــــــــــــفحة .
62- بول لافا رج – (مجلة دراسات عربية ) – الصـــ7ـفحة – العدد 1 - تشرين الثاني - 1970 .
63- حنا بطاطو – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ53ــــــــــفحة .
64- جواد هاشم – ( تكوين رأس المال في العراق ) – الصـــــــــــــــــــــــــــ203ـــــــفحة .
65- حنا بطاطو - ( الكتاب الأول ) – الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ165ـــــــفحة .
66- نفس المصدر – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 164ـــــــفحة .
67- سمير أمين – جريدة الزمان – العدد 2973- في 20-4-2008 .
68- عصام الخفاجي – ( من الدولة الريعية إلى نصف الديمقراطية ) – الثقافة الجديدة – العدد 303 - كانون الأول 2001 .
69- سمير أمين – جريدة الزمان .
70- محمد جمال باروت – ( الدولة والنهضة والحداثة ) – الصـ128ـــــــــــــــفحة – ط2- دار الحوار .
71- حنا بطاطو – ( العراق ) – الكتاب الأول – الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ43ـــــــــــــــفحة
دراسة بقلم :حميد لفته-رئيس تحرير مجلة الحرية



#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاعل خير؟؟؟!!
- كي لا نتعفن
- الحلاج-العدد الرابع والخامس -مجلة الحرية
- قراءة في اوراق اليسار الديمقراطي العراقي-العدد الرابع والخام ...
- منظمات المجتمع المدني-العدد الرابع والخامس -مجلة الحرية
- مقالات ودراسات-العدد الرابع والخامس من مجلة الحرية-مشكلة كوس ...
- بطاقة شخصية-الحكاية الثانية عشرلهلكان
- الافتتاحية-العدد الرابع والخامس لمجلة الحرية
- (بطران الشبعان)وجواز سفر (هلكان العريان)
- قضية المراة/ قضية الانسان-العدد الرابع والخامس لمجلة الحريه- ...
- حقوق الإنسان: رصد حقوق وحريات المرأة في العراق لعام 2006-الع ...
- من يكسر الجره حكاية هلكان العريان العاشرة و الطنطل وتحولاته ...
- الكتاب العربي-بين الفكر المنتج المتجدد والفكر المستهلك المتج ...
- الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة ألشيبي- العدد الثالث لمج ...
- ذكاء (قرود)العولمة!!!
- بيان انبثاق حركة اليسار الديمقراطي العراقي- حيد
- مجلة الحرية-المقال الافتتاحي
- جيفارا
- ملاحظات حول قانون النفط
- نقاط حرجة كاظم البياتي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ... / مجلة الحرية


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - مجلة الحرية - افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بقلم حميد لفته -رئيس تحرير مجلة الحرية