أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - جميل السلحوت - بين حرية التعبير والتدمير














المزيد.....

بين حرية التعبير والتدمير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 05:32
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


شاهدنا على شاشات الفضائيات مظاهرات في مختلف القارات ومختلف الدول ، تختلف كثيرا عما نشاهده من مظاهرات ومسيرات في وطننا العربي الكبير الممتد من المحيط الذي كان هادرا ،إلى الخليج الذي كان ثائرا ، فقد شاهدنا مظاهرات يعزف فيها المتظاهرون على القيثارة،أو يدقون الطبول ، ويرقصون ويغنون رافعين شعارات تحمل مطالبهم ووجهة نظرهم في الموضوع الذي يتظاهرون من أجله ،كما شاهدنا متظاهرين يحملون الشموع ويسيرون بصمت ،متضامنين مع ضحايا سقطوا في حدث ما،كما شاهدنا متظاهرين يقفون على رصيف الشوارع أو في حدائق أمام مؤسسات رافعين شعاراتهم بصمت ، وشاهدنا متظاهرين يخطب فيهم منظمو المظاهرة والمشاركون يستمعون باصغاء شديد .أما في عالمنا العربي ،وقد يشاركنا في ذلك بعض اخواننا في مناطق ما وراء "السند والهند" وهم يتظاهرون وكأنهم في معركة شرسة، فيحطمون كل ما في طريقهم من مؤسسات رسمية وشعبية ومحلات تجارية وسيارات ......إلى اخره، والمتضرر الوحيد جراء هذا التحيطم هم أنفسهم، وأبناء شعبهم ،وأوطانهم ، وقد تكون المظاهرة ضد جهات أجنبية معادية، ومع ذلك فإن سياسة "التدمير والتحطيم" تطول ثروات الشعب الذي يتظاهر أبناؤه ، ففي بيروت مثلا قذف المتظاهرون سفارة الدنمارك - ومع ان هذا العمل مرفوض – الا انٌه من غير المفهوم مطلقاً الاعتداء على الكنيسة المجاورة , وعندنا في فلسطين كانت تجري مظاهرات ضد المحتلين لكن املاك المواطنين لم تنج من غضب المتظاهرين , كما أن اطلاق الرصاص في المظاهرات والمسيرات غير مفهوم , ولا مبرر له , وقد سبق وان سقط ضحايا لذلك , ومع ذلك فإن هذه الظاهرة لم تتوقف، وحتى في تشييع جنازات الشهداء تجري عمليات اطلاق النار , وتصل هتافات التكبير والتهليل درجة من الحدة وكأن المشاركون في الجنازة يخوضون معركة .
وثقافة الغضب , واللهجة الخطابية المهاجمة وصلت الى المساجد , ومن يحضر خطب صلاة الجمعة في غالبية المساجد , يجد الخطيب حتى وأن تكلم في بيان حكم شرعي , أو روى حادثة من تراثنا العريق , ودون ان يتكلم في السياسة , نجد لهجته رنانة وطنانة وكأنه في " طوشة " او كأنه يهدد المصلين بالويل والثبور وعظائم الامور , فهل هذه " الحماسة وهذه " العنتريات " من مقومات لغتنا الجميلة , أم هي جزء من ثقافتنا ؟؟ وهل نتذكر بأن الله سبحانه وتعالى عندما امتدح رسوله العظيم صلوات الله عليه , مدحه بخلقه الحسن عندما قال تعالى " وانك لعلى خلق عظيم " وبما أن الرسول عليه السلام قدوة , فهل نقتدي بخلقه الحسن في التعامل ومخاطبة بعضنا البعض , وحتى مخاطبة غيرنا , ولنتذكر خطاب خالقنا تعالى لرسولنا العظيم عندما قال تعالى " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " , وقد ثبت لنا مراراً وتكراراً ان العالم لم يفهم حقوقنا المشروعة , وخسرنا حقوقنا واتهمنا بما ليس فينا , ووقف الى جانب اعدائنا , وتحولنا من ضحايا الى " مجرمين " نتيجة فشل خطابنا الثقافي والاعلامي , فهل نتعظ ؟؟



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في اغاني أطفالنا انتماء لبلادنا
- ثقافة الطخطخة
- حقوق الانسان الفلسطيني وجرائم الحرب
- لا لقتل وتجويع شعبنا في قطاع غزة
- تراث شعبي :أغاني الهدهدة
- تراث شعبي : أغاني الأطفال
- رواية بلاد البحر والهزائم التي تلد النصر
- مجموعة انسان الشعرية والابداع اللافت للانتباه
- حمار الشيخ: تعلموا من الحمير
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والغتيان
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والفتيان
- أستريد ليندجرين في ندوة اليوم السابع في القدس
- دولة للفلسطينيين أم للمستوطنين
- كلب البراري- قصة
- كلب البراري
- علة هامش القمة العربية العتيدة
- النهر......بقمصان الشتاء في ندوة اليوم السابع
- نبضات سمير الجندي في ندوة اليوم السابع
- جدار التوسع الاسرائيلي ودلالة المصطلح
- الزهرة العجيبة والاضرار الصحية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - جميل السلحوت - بين حرية التعبير والتدمير