صهيل الهوامش الجريحة


حكيمة الشاوي
الحوار المتمدن - العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 22:20
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     

إلى روح المناضل "حمدون القراص"
بعد أيام فقط سينهض طائر الفينيق ، ينتشل الذكرى الاولى المؤلمة من رمادها ، ذكرى فقدان القائد والمناضل الأممي التقدمي الاشتراكي : السياسي/المفكر/المحامي/الصحافي/المثقف/الكاتب ، الذي قدم حياته قربانا في معبد النضال ، من أجل الطبقة العاملة وكل الكادحين ، ومن أجل فلسطين ، وكل الشعوب المقهورة في العالم .
توفي وهو يَعِدُنا بالربيع الحقيقي ، وليس "الربيع المخزني" ، ويوصينا بالتشبث بأهداب الأمل في التغيير الحتمي ، الذي هو آت لا ريب فيه ..
وأنا أتصفح تلك الاعداد من جريدتي : "الطريق" و"المسار" اللتان كا ن مديرا لهما، وكانت تمثل آنذاك لسان الحقيقة ، فكمموا فمها ، ووضعوها رهن الاعتقال المستمر، وحكموا عليها بالتوقيف المؤبد ..
اجتذبني صهيل تلك "الهوامش" الجريحة والصامدة رغم مرور ما يقرب من ربع قرن من الزمن ، والتي كان يكتبها بمداد الفكر والروح ، تحت اسم "حمدون القراص" ..
لقد أسال مدادا كثيرا ، "على الهامش" لكي يصحح الاخطاء والانحرافات ، وتزوير التاريخ النضالي للشعوب ، ولكي يكشف الحقائق الغائبة أو المغيبة قسرا ، ويعيد الاعتبار للقضايا المنسية والمهمشة التي خانتها الذاكرة ، ويستمر على درب خطى أخيه شهيد الطبقة العاملة عمر بنجلون ، الذي سبق أن حذر من الخلط التضليل ، وقال بشأنهما :
"إن التضليل والخلط يشكلان نوعا أساسيا من أنواع القمع الذي تمارسه الرجعية والطبقات المستغلة .."
فكانت تلك "الهوامش" التي نقشها على صفحات قلوبنا ، في مختلف القضايا الوطنية والعربية والدولية ، ترعب الرجعية والطبقات المستغِلة ، كما ترعبها فئات المهمشين والكادحين على أرض الواقع ، حين تنتفض كي تصحح بدمها الاحمر المسار الحقيقي نحو الوطن ، وتحاسب جرائم سنوات الرصاص ..
ما أحوجنا إلى فكر وجرأة ووضوح وصدق قلم احمد بنجلون ، في هذه المرحلة السياسية الدقيقة ..
ما أحوجنا إلى أقلام حرة "حمراء" تصحح الاخطاء والانحرافات "على الهامش" ، وتفضح "التضليل والخلط" ، كي تستقيم البوصلة ..
تحية لكل قلم يكتب "على الهامش" ، ويعشق هوامش وطننا الجميل ..
تحية لكل المهمشين والكادحين والشعوب المقهورة ، لأن بهؤلاء تستمر الحياة ..
تحية اجلال وتقدير وحب ووفاء ، لطائر الفينيق في الذكرى الاولى لفقدانه ..
مستمرون على درب الشهداء الاحرار ..
مستمرون "على الهامش" و"الطريق" و"المسار" ..