الماركسية والدين
حسقيل قوجمان
2004 / 9 / 15 - 10:47
الماركسية هي اول نظرية علمية بحتة في تاريخ تطور الفكر الانساني. فقد جرى تطور العلوم عبر التاريخ تحت غطاء فلسفي بحيث ان هيغل نفسه، وهو الضليع في علوم زمانه، كان بحاجة الى فلسفته المثالية. اما الماركسية فلم تكن بحاجة الى فلسفة اذ ان ما يسمى بالفلسفة الماركسية، المادية الديالكتيكية، اصبحت علما خالصا من كل انواع الفلسفة بحيث ان انجلز اسماها نهاية الفلسفة. فالماركسية اذن علم بحت بل ان المادية الديالكتيكية باعتبارها علم الحركة هي علم العلوم كما اسماها لينين. فان العلوم كلها تعالج انواعا مختلفة من حركة المادة الحية وغير الحية ولذا فان قوانين المادية الديالكتيكية تصح وتعمل على كل هذه العلوم وان العالم في كل العصور قبل اكتشاف قوانين المادية الديالكتيكية او بعدها مادي ديالكتيكي في بحوثه العلمية وفي مختبره بصرف النظر عن معتقداته الفلسفية والدينية. وهذا ما جعل انجلز يؤلف كتابه ديالكتيك الطبيعة للبرهنة على ان علم الديالكتيك يفعل وينطبق على كافة علوم زمانه.
وكون الماركسية علم بحت يعني انها لا تؤمن بأية قوة خارجة عن الطبيعة تسيطر على حركة الطبيعة او تسيرها وفقا لهواها بل تعتبر الطبيعة، الكون، مادة في حركة تسير وتتطور وفقا لقوانين معينة توصل الانسان الى اكتشاف بعضها وما زال يجهل الكثير منها وان الانسان يكتشف خلال تطوره المزيد من القوانين التي تسير الطبيعة وتحدد شكلها في حركتها وتطورها وتغيرها. ولكن الماركسية لم يكن من الممكن التوصل الى اكتشافها او معرفتها الا في مرحلة معينة من مراحل التطور الفكري للمجتمع البشري. فلم تكتشف الماركسية بسبب ذكاء كارل ماركس فقط، ولم يكن بامكان ظهور كارل ماركس او اي شخص اخر يكتشف الماركسية قبل قرون، بل ظهر كارل ماركس لان تطور الفكر الانساني بلغ مرحلة معينة تجعل بالامكان ظهور من يكتشف الماركسية. فظهور الماركسية كان ضرورة تاريخية حتمية لو لم يكتشفها كارل ماركس لاكتشفها عالم اخر غيره.
والماركسية تعتبر الاديان كلها مرحلة من مراحل تطور الفكر الانساني. فقد جابه الانسان لدى خروجه عن نطاق الاحياء الاخرى طبيعة قاسية كان من الصعب عليه التغلب عليها فكان يطلب المساعدة من قوى تصور انها قادرة على مساعدته او انها سبب معاناته. فعبد كفه مثلا لان كفه كانت وسيلته الكبرى للحصول على طعامه وعبد الحيوان الذي كان يعيش على اصطياده وفي مراحل اكثر تقدما عبد الشمس او القمر او النجوم وفقا لما اوحاه له تفكيره البدائي حول الطبيعة والقوى المسيرة لها. وكان التفكير بوجود الالهة باشكالها وانواعها مرحلة عالية من تطور الفكر البشري بلغت اقصاها في التفكير بوجود اله واحد هو الخالق للعالم والمسيطر عليه ومسيره وفقا لهواه ورغباته. ففي مراحل تطور المجتمع البشري كانت فترات لم يكن بالامكان دفع الجماهير للعمل بدون الطابع الديني. ولكن الانبياء مثلا لم يكن بمستطاعهم ان يجتذبوا الجماهير لتأييد دينهم لو انهم اقتصروا في دعواتهم على الدعوة لدينهم الجديد لو لم يعالجوا في الوقت ذاته المشاكل الاجتماعية التي كان المجتمع يعاني منها. فاذا اخذنا النبي موسى كليم الله مثلا نرى انه استطاع ان يقود الجماهير لانه وعدهم بالخلاص من العبودية الفرعونية. انه لم يفكر بالثورة على الفراعنة كما فعل سبارتاكوس مثلا وانما اتخذ طريقة الخروج من مصر للتخلص من العبودية. والمفروض حسب الاسطورة ان موسى كان يهودي المولد ولكن امه رمت به الى النيل لانقاذه من القتل فانقذته ابنة الفرعون ونشأ وتربى وتثقف في قصور الفراعنة كأي فرعوني اخر ولو بقي مواليا لهم لاصبح فرعونا او اميرا. والمفروض انه انقذ اليهود من العبودية. واصل الاسطورة ان اولاد يعقوب سافروا الى مصر بسبب المجاعة والتقوا باخيهم يوسف الذي ارادوا قتله فرموه في الجب وبقوا في مصر وتكاثروا واصبحوا شعبا مستعبدا من قبل الفراعنة. ولكن هل كان الخارجون من مصر وراء موسى يهودا يعبدون الله فعلا؟ ان الاسطورة نفسها تفيد ان هؤلاء الخارجين استغلوا اول فرصة غاب موسى عنهم لدى اعتكافه في جبل سيناء فصنعوا عجلا ذهبيا واخذوا يمارسون عبادته ولم يستطع اخو موسى هارون الكاهن الاعظم منعهم عن ذلك مما اغضب موسى بحيث انه رمى الحجرين اللذين نحت عليهما وصاياه العشر. فالناس، اذا صحت الاسطورة، قبلوا دعوة موسى الى الهروب من مصر لانهم شعروا ان في ذلك خلاصهم من عسف الفراعنة وعبوديتهم. ثم ان موسى في مستوى تطوره الفكري لم يكن يستطيع ان يتصور الناس احرارا من كل عبودية. فلم يكن بامكانه ان يتصور الله سوى بصورة فرعون كبير او مالك عبيد اكبر من الفرعون. وبذلك حول الناس من عبيد لفرعون الى عبيد لله. وما زال اليهود الى يومنا هذا يعتبرون انفسهم عبيدا لله يجب ان يصلوا له ثلاث مرات يوميا ويصوموا عيد الغفران لكي يغفر لهم الله اثامهم التي يقترفونها خلال السنة اضافة الى الكثير من القيود والشروط التي اضافها الى اليهودية على مر القرون كهنة الدين ولا علاقة لها بديانة موسى الاصلية.
نرى من هذا ان ديانة النبي موسى كانت حركة ملائمة لظروف مجتمع العبيد في مصر في فترة ظهورها. ونرى ان النبي موسى قدم للناس في ايامه حلولا لمشاكلهم وخلاصا من عذابهم بالصورة التي استطاع التوصل اليها. ونفس الشيء يصح على كافة الديانات لانها كانت تقدم للناس حلولا لمشاكلهم وخلاصا من عذابهم في فترة ظهورها.
ولكن الديانات التي تبدأ كحركة تلبي بعض حاجات المجتمع في حينها سرعان ما تنسجم مع التكوين الطبقي للمجتمع. فكما ان المجتمع في كافة المراحل يتكون من طبقات مستغلة وطبقات مستغلة تصبح الديانات ايضا جزءا من هذا التركيب الطبقي. فتتألف فئات دينية تشكل جزءا من الطبقات المستغلة وجزءا لا يتجزأ من دكتاتورية الدولة القائمة بينما تتحول الاغلبية الساحقة من اتباع تلك الديانات الى جزء من الطبقات المستغَلة. وبذلك تتحول الديانة الى ادوات استغلال لتابعيها ولاتباع الديانات الاخرى اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا على حد سواء. ويقوم رجال الدين وكلاء الالهة بتفسير الدين بالصورة التي تضمن مصالحهم الاقتصادية والسياسية. وتنشأ نتيجة لذلك فروع وفئات مختلفة حتى في الديانة الواحدة. والتاريخ كله سلسلة من هذه الانقسامات الدينية حتى في الدين الواحد والحروب الدينية لمختلف الديانات وحتى بين أتباع الديانة الواحدة. وأصبحت الدول طوال تاريخ القرون السابقة اما دولا دينية او دولا دنيوية تعتمد الدين وتستخدمه وسيلة لتحقيق سياساتها. واستمر هذا الوضع حتى يومنا هذا. فنرى الديانات المسيحية المتناقضة بالمئات وكذلك المدارس الاسلامية العديدة والمدارس اليهودية المختلفة والصراع بينها والمظالم والمجازر التي تجري باسم هذه الديانة او تلك. بل حتى بوش ادعى انه ينفذ ارادة الله في حربه على افغانستان والعراق.
ظهرت الماركسية في نظام راسمالي تستغل فيه الطبقة الراسمالية الشعب الكادح كذلك ظهرت في مجتمعات تسودها شتى انواع الديانات السماوية وغير السماوية. والماركسية هي نظرية الطبقة العاملة التي توجهها وترشدها الى الطريق الصحيح لنضالها من اجل تحرير نفسها والشعوب الكادحة من كل انواع الاستغلال. وكان على الاحزاب التي تسترشد بالماركسية في مسرى نضالها ان تحدد موقفها من الديانات كما تحدد موقفها من كل الظواهر السياسية والاجتماعية الاخرى.
ولذلك بدأ البيان الشيوعي بعبارته الشهيرة "هناك شبح يجول في اوروبا – هو شبح الشيوعية. وقد اتحدت قوى اوروبا العجوز في حلف مقدس لملاحقته والتضييق عليه؛ من البابا والقيصر الى مترنيخ وغيزو، ومن الراديكاليين في فرنسا الى رجال الشرطة في المانيا."
هناك مرحلتان مختلفتان في نضال الاحزاب الماركسية وتحديد مواقفها من الدين تتحدد وفقا للمرحلتين في نضالها ضد الراسمالية. ففي المرحلة الاولى تجابه الاحزاب الماركسية السلطة الراسمالية وكذلك السيطرة الدينية وعليها ان تحدد مواقفها طبقا لذلك. وفي المرحلة الثانية، بعد الثورة الاشتراكية، عليها ان تحدد مواقفها بصفتها سلطة ودولة تجاه مختلف القضايا ومنها الديانات. وفي كلا المرحلتين تحدد الاحزاب الماركسية موقفها وفقا للطابع الطبقي للمجتمع اي انها تميز بين الديانات بصفتها سلطة ووسيلة استغلال للكادحين وبين الديانات كتقاليد راسخة في اذهان الناس البسطاء والكادحين عن ايمان واعتقاد. فهي تفضح بشدة سيطرة الدولة والمؤسسات الدينية على جماهير الشعب واستغلالها وتكافح ضد كل انواع التمييز الديني واضطهاد الديانة الرسمية للديانات الاخرى واستخدامها وسائل لخلق العنعنات والتصادمات التي تبعد الكادحين عن وحدتهم في النضال ضد الطبقات المستغلة دينية كانت ام دنيوية. ومن الناحية الثانية تستخدم التثقيف والاقناع بين الجماهير الكادحة لابعادها عن التعصب وعن التصادمات بين الديانات المختلفة والتيارات المختلفة في ديانة واحدة. وفي الوقت الذي تكافح ضد كل انواع الاستغلال الديني تراعي الناس البسطاء في معتقداتهم ولا تبدي عداء لهم بسبب تدينهم. واهم من كل ذلك يجب ان يكون موقفها مرنا تجاه اناس ما زالوا مؤمنين بدياناتهم رغم انهم مناضلون اشداء ومخلصون ضد الاستغلال ومستعدون حتى للانضمام الى الاحزاب الماركسية بدون ان يجبروا على التخلي عن معتقدهم كشرط لقبولهم في الحركة وجعل الاخلاص للحركة والنضال والتمسك ببرنامج الحزب اساسا والايمان الديني امرا فرعيا في تحديد الموقف من مثل هؤلاء المناضلين.
وهذا الامر يتخذ المزيد من الاهمية في عراق اليوم مثلا حين تكون مقاومة الاحتلال على رأس مهام الماركسيين وحين ينضم الى المقاومة كل انسان يشعر بظلم المحتلين الانجلواميركان وحلفائهم. واكثر من ذلك هو ان القيادات الدينية تستغل وطنية هؤلاء المتدينين لقيادتهم بطريقتها ووفقا لمصالحها الاقتصادية والسياسية بينما تدعو الضرورة الماركسيين الى اجتذاب الكثير من هؤلاء المتدينين المخدوعين للانضمام تحت لوائهم وقيادتهم في الصراع من اجل تحرير البلاد من المستعمرين واعوانهم.
اما دور الماركسية تجاه الدين بعد انتصار الثورة الاشتراكية وتولي البروليتاريا الحكم فيختلف كثيرا عن دور الماركسية بصدد الدين قبل الثورة. ففي جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يصبح سلوك الماركسيين خاضعا لطبيعة دكتاتورية البروليتاريا. لذا يصبح السؤال هنا ما هو موقف دكتاتورية البروليتاريا من الدين؟ والجواب هو كما هو الامر في جميع الميادين يتحدد موقف دكتاتورية البروليتاريا من الدين حسب الطبيعة المزدوجة لدكتاتورية البروليتاريا اي الدكتاتورية والديمقراطية.
فالدكتاتورية تعامل كل انواع الاستغلال الديني القائمة في المجتمعات الراسمالية وغير الراسمالية كمعاملتها لشتى انواع الاستغلال الاخرى. معروف ان المؤسسات الدينية اصبحت في الدول الراسمالية مؤسسات راسمالية كبرى تستغل العمال والكادحين متدينين كانوا ام غير متدينين. ولذلك فعلى دكتاتورية البروليتاريا ان تمارس ضد المؤسسات الدينية الراسمالية نفس الاساليب الدكتاتورية التي تمارسها ضد المؤسسات الراسمالية الاخرى. فكما تؤمم دكتاتورية البروليتاريا البنوك والمصانع عليها ان تؤمم املاك واموال المؤسسات الدينية لمنعها من استغلال العمال وسائر الكادحين.
ومعروف ان في الدول الراسمالية يوجد اتحاد وتضامن تام بين سلطات الدولة والسلطات الدينية. ولذلك على دكتاتورية البروليتاريا ان تقمع الترابط بين سلطات الدولة والسلطات الدينية. واول واجب من هذا النوع هو فصل الدين عن الدولة. فلا تبقى ثمة علاقة بين الدولة والسلطات الدينية. وهذا يعني انه لا تبقى ديانة رسمية للدولة ولا ديانة سائدة وديانات ثانوية. والدولة هي دولة علمانية تعامل الناس بصفتهم مواطنين بصرف النظر عن صفاتهم الدينية. وهذا من شأنه ان يزيل كافة العنعنات والنزاعات الدينية وما يرافقها من مجازر واضطهادات وتمييز الاشخاص وفقا لدياناتهم.
صفة اخرى من صفات الدكتاتورية تجاه الدين هي فصل الدين عن الثقافة العامة. فلا يسمح بالتثقيف الديني في المدارس بل يقتصر تثقيف الاجيال الجديدة على الثقافة العلمية البحتة. وايقاف اية اعانات مالية لمؤسسات دينية ايا كان شكلها. والخلاصة هي ان على الدكتاتورية ان تمنع اية وسيلة من وسائل الاستغلال على اساس ديني.
ولكن هناك مهام ديمقراطية بصدد موقف الماركسية من الدين. فالصفات الديمقراطية لدكتاتورية البروليتاريا تجاه الدين هي اعلان حق كل انسان بان يعتنق دينا او ان لا يعتنق اي دين. فدولة دكاتورية البروليتاريا تمنح لكل شخص الحق في ان يعتنق الدين الذي يؤمن به ولا تضطهد او تميز شخصا في اي مجال من مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية بسبب ممارسته تقاليده الدينية او بسبب عدم تدينه. فالاشخاص متساوون في حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بصرف النظر عن تدينهم او عدم تدينهم ولا توجد في بطاقات هوية اي شخص اشارة الى الدين الذي ينتمي اليه ولا يحق لاي مسؤول ان يسأل عن ديانة شخص اثناء توجهه للدولة من اجل اية قضية او اي استخدام.
ولكن على الماركسيين ان يحذروا اشد الحذر من الانزلاق وراء اتجاهات انتهازية تتظاهر بالايمان او الاعتقاد بديانة معينة رغبة في اجتذاب جماهير تلك الديانات. فالماركسية تعتبر ان الديانات كانت ضرورة في مراحل نشوئها ولكنها لم تعد تخدم المجتمع في تطوره الحالي واصبحت رجعية في تطبيقها تعيد المجتمع الى مراحل فات اوانها. وهذا ما شاهدناه على سبيل المثال في افغانستان وايران الخميني وباكستان والسعودية بحجة التمسك بالاسلام وما نراه في اسارئيل بحجة التمسك باليهودية وما رايناه في محاكم التفتيش والحروب الصليبية بحجة التمسك بالمسيحية وغيرها. فالماركسيون يجب ان يعربوا بصراحة عن عدم اعتقادهم باي من هذه الديانات صراحة بدون تورية او رياء. فكما ان الماركسيين لا يضطهدون شخصا بسبب معتقده الديني يطلبون من الاخرين الا يضطهدوهم بسبب عدم اعتقادهم باي دين. ويجب الا يؤدي الاضطهاد الديني والفتاوى ضد الشيوعية والماركسية بالماركسيين الى التظاهر بالتدين او الاعتقاد بدين معين للتخلص من الاضطهاد الديني بل يجب ان يفضحوا رجال الدين في ريائهم واضطهادهم للماركسية والشيوعية بالضبط كما يفضحون الدعايات السياسية الموجهة ضد الشيوعية من قبل القوى الراسمالية والقوى الموالية لها. فالماركسية تريد ان تتخلص من الدين بصفته مرحلة قديمة لم يعد لها دور ايجابي في تطور المجتمع ولكنها لا تستطيع ذلك بفرضه بالقوة على الجماهير المتدينة بل تتوصل اليه بالاقناع والتثقيف والبرهنة على ان القيادات الدينية لا تعمل لمصلحة الكادحين بل تعمل لمصالحها الخاصة التي تعني استغلال الكادحين شانها في ذلك شان القوى الراسمالية. على الماركسيين ان يميزوا كل التمييز بين معاداة الدين والمتدينين وهو لا علاقة له بالماركسية وبين الرياء والتملق للدين وهو الاخر لا يمت الى الماركسية بصلة. الماركسية لا تؤمن بدين ولكنها لا تضطهد المتدين بسبب تدينه. ولكنها تضطهد الاستغلال الديني بكل ما اوتيت من قوة.
حسقيل قوجمان